إستيقضت قلقا ومحبطا بعد حلم مزعج رأيت فيه ما جري لي بالأمس ولكن بصورة مغايره.
رأيت ذات السيارة التي تقودها الحسناء تتجاوز ممر عبور المشاة مسرعة وكادت أن تصدم عامل النظافة الذي كان يمشي في منتصفه.إلتقيت بقائد المركبة في مواقف الجمعية التعاونية فإذا به رجل عابس الوجه ,سيء الخلق, وسليط اللسان.ما إن سألته”عسى ماشر ؟” حتى أجابني بصفاقة “شهاللقافه,إنت شكو” وإستمر في حديثه الساخر”أووووووه إنت راعي القطوه أم الصحون .على بالك بصير آدمي ؟حجي لو مو تكسر صحون بالشارع لو تكسر صحون على راسي بكْشِت بالقانون. شعندك.”كما أضاف عدة عبارات لاداعي لذكرها.*
نهضت من سريري متثاقلا إغتسلت وغيرت ملابسي وتوجهت نحو عملي دون تناول إفطاري-وجبتي المقدسة.كنت أقود سيارتي دون ملاحظة مدى إلتزام الآخرين بقواعد المرور ,فقد كنت في غياب عن ما حولي مستغرقا بالتفكير .أدرت مفتاح تشغيل المذياع للخروج من الجو النفسي الخانق فإذا بالمذيع يقدم المتحدث بإسم وزارة الداخليه الذي باشرحديثه فورا:
بناءاً على توجيهات سيدي معالي وزير الداخلية أتلوا عليكم البيان التالي:
” الأخوة والأخوات المواطنين والمقيمين,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد كان يوم أمس يوما مشهودا لوطننا الغالي,يوما سيسجله التاريخ بأحرف من نور ففيه خلت شوارعنا وطرقاتنا من الحوادث المرورية كما لم يتم تسجيل أي مخالفة مرورية.
الأخوة والأخوات ,إن هذا الإنجاز إنما هو ثمرة للإلتزامكم بالقوانين والتعليمات المرورية وحرصكم على القيادة الآمنة.
ولا يفوتني توجيه الشكر والثناء لكافة منتسبي الإدارة العامة للمرور من ضباط وأفراد على سعيهم ومثابرتهم لتطبيق القانون وردع المستهترين وجعل شوارعنا آمنة لمستخدمي الطريق.”
إستمعت بسرور شديد ودهشة كبيرة للبيان.كنت واثقا أن لأسلحتي أثر ولكن أن يعم أثرها كل الكويت فهذا يتجاوز قدرتي على الإستيعاب ويفوق مثالية خيالي . لقد كان لبيان الوزارة وقع شديد على نفسي فأصبحت في ثقة مطلقة بإمكانيات وقدرات أسلحتي وبشمولية تأثيرها.
لم أدري ماذا أفعل فقد شُلّ تفكيري.كنت أعلم أن الأخبار السيئة والمحزنة قد تسبب صدمة لكن أن يكون للخبر المفرح صدمة مماثلة فذاك مالم أتوقع أن أعيش لأراه.قررت تغيير إتجاهي.هاتفت مسئولي وأخبرته إنني لن أحضر إلى العمل وتوجهت مباشرة إلى منزلي.إرتقيت السلالم مسرعا نحو السطح وما أن دخلت فناءه فإذا هي بمواجهتي.كنت منقطع الأنفاس لا أقدر على التكلم ,واجهتها والكثير يجري في صدري.تنفس سريع ,وخفقان أسرع ,وإنشراح لانظير له .سبقتني بالحديث “هيئتك تنبيء بالكثير” أومأت مؤيدا وصوتي اللاهث ينطقها بتثاقل “صح كلامج”.
إستمرت قطتنا بحديثها:”هل فاجأتك النتيجة ؟”
أجبت بعد أن خف أضطرابي:”نعم ,ولكنها مفاجأة سارة تفتح آفاق واسعة لأحلامي بالتغيير”
القطة: “أصدقك القول :إن فرحتك تسرني كثيرا ولكن تفاجؤك يقول أن ثقتك بعملنا وبأسلحتك قليل”
أجبت:”لا تلوميني فيما شعرت فكل عملياتي السابقة كانت محدودة النطاق والتأثير.نحن نتحدث عن بلد كامل وشعب بأكمله .تلك مفاجأة لا أحلم بها”
القطة:لا ألومك, ولست ملاما في شعورك ولكن أسألك أن تزداد ثقة بما في يدك من نعمة وأن توجهه لأوجه الخير وكلّك ثقة بالتوفيق من الله وبصدق نيتك للإصلاح.
أجبت :الحمد لله ,وأسألك العون لإصلاح كثير مما أراه خلل في أهل بلدي وسوء سلوك منهم.
القطة:إني كما تعلم مأمورة من ملكنا لخدمتك في تحقيق أمنيتك,فأمرني تجدني طوع بنانك.
قلت :حيث أن لأسلحتنا أثر يعم العباد في بلد الله هذه ,أرى أن يكون الإصلاح سريعا ومباشرا ويشمل أثره كافة كافة المناحي الحياتية.
قالت :وماهي الصفة الأخلاقية التي تحقق مبتغاك.
قلت :تقوى الله,فمن يتقي الله لن يأتي بالأفعال التي تضر بلدي وتسيء إليه.
قالت وإبتسامة واسعة تكسو محياها:طلبك يجرني لحديث آثر تأجيله وأتمنى أن تجيبك الأيام عنه بدلا مني.
قلت :ماهو؟
يتبع,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
*هذه الفقرة من بركات جندل وتعليقاتها التي لابد من الأخذ بها لمهنيتها,أقصد لواقعيتها.