T7l6m

ما توقعت إن في يوم أكتب دفاعا عن تاجر. ومايلي ليس دفاعا عن تاجر وإنما نقد للإبتزاز ودفاعا عن المستهلكين ضد غباء المحتكرين.

جميعكم لاحظ غياب منتجات كي دي دي-kdd من ارفف الجمعيات والبعض عانى من غيابها. قد تظنون ،وقد كنت أظن ، أن إتحاد الجمعيات أوقف بيع منتجات kdd في جمعياتنا بسبب رفع الشركة للأسعار. كنت سأعذر الإتحاد لو كان هذا سبب المنع ولكن مع الأسف ليس هذا السبب.
السبب كما تبين لي لاحقا هو رغبة الإتحاد بتحديد أسعار المنتجات بمعرفته علما بأن الشركة ووفقا لإعلاناتها لم تغير الأسعار منذ خمس سنوات. قبل أن نصف راية الشركة بالبياض بسبب محافظتها على أسعارها طوال هذه الفترة لنرى وجهة النظر الأخرى. يقول كثيرون،صادقين، أن أسعار منتجات الشركة في السعودية والبحرين أقل من أسعارها في الكويت رغم تكلفة النقل. ولهذا السبب رغب إتحاد الجمعيات بتحديد أسعار جديدة لمنتجات kdd بناءً على تلك المعلومة.

لن أدخل في تحليلات وفلسفات تقدير الشركة لنفقاتها الثابتة وتشغيل مصانعها بطاقتها القصوى،ولن أعرج على سياستها التجارية والإستحواذ على نسبة من الأسواق المجاورة ولن أتخبط في تنافسية الأسواق وعدد المنتجين في الدول التي تصدر لها الشركة منتجاتها وهي عوامل تحدد تسعيرة منتجاتها في الدول الأخرى.وبالطبع لن أدافع عن صناعتنا الوطنية وضرورة تشجيعها لكي لا أُتهم بالعمالة للرأسمالية. لكن لنفكر قليلا في ذكاء إتحاد الجمعيات، أو عدمه.

أولا ، الإتحاد يعلم منذ سنوات كثيرة أن منتجات kdd تباع في السعودية بأقل من أسعارها في الكويت فلماذا الصحوة الآن؟
قد يقول البعض أن يصحى الإتحاد متأخرا خيرا من أن يستمر في سباته . أنا أقول لابد من أن يعلن الإتحاد عن سبب إنتفاضته المتأخرة لكي لا أصفه بالمبتز.
ثانيا،الإتحاد بذكاءه الخارق لم يوفر بديل لمنتجات الشركة بنفس أسعارها. فمثلا كان عصير المنجا الصغير(حجم ١٢٥ ملي) ماركة kdd يباع ب ٨٥ فلس ولايتوفر حاليا عصير بنفس الحجم والتركيز إلا ماركة السعودية وبسعر ١٥٠ فلس. وين ذكاء الإتحاد ووين مصلحة المستهلك.
ثالثا،لابد من إحترام خيارات المستهلك وترك قرار مقاطعة المنتج من عدمه للمستهلك وحده وأن يقتصر دور الإتحاد على توفير المعلومات للمستهلكين وتوفير بدائل متعددة للسلع.
رابعا، لابد أن يراعي الإتحاد قدرته وإمكانياته الضخمة في تعامله مع الشركات بمعنى أن لا يتعسف في تعامله معهم وان لا يرهبهم أو يحابي شركات على حساب مصلحة المستهلك.
وأخيرا، يجب على الإتحاد وقبله مجالس إدارات الجمعيات أن يفهموا أن الجمعيات جمعياتنا نحن المواطنين وأن يراعوا مصالحنا ورغباتنا ويقدموها على رغبتهم بتحدي شركة ما أو ممارسة جبروتهم على أحد.