قال لصاحبه:إستيقظت متفائلا تكسوني غلالة من السعادة والسرور لا أعرف مصدرها.لم أعيي نفسي بالبحث عن أسبابها وقررت أن أستمتع بكل لحظة من يومي.إبتسمت رغم إدراكي أني سأصل إلى عملي متأخرا.غادرت المنزل متجها نحو السيارة.إستوقفني في فناء المنزل تغريد طير على الشجرة الكبيرة في الفناء.توقفت منصتا.تأملت الشجرة الباسقة بفروعها المنتشرة الملقية بظلالها على شطر كبير من الفناء.داعبني شذى الياسمين متسللا من حديقة الجيران .إمتزج جمال المنظر وعذوبةالصوت وطيب الرائحة في مزيج غاية في الروعة,ووحدة ترهف الإحساس.تعجبت من نفسي كيف أمر يوميا على هذه الشجرة دون أن أتطلع إليها.إستغربت تجاهلي مناظر تسر البصر وأصوات تطرب الأذن .غادرت مسرورا ومضطرا في آن واحد.
كان صديقه يتطلع إليه بنشوة من شاركه الموقف.
واصل حديثه.
ركبت سيارتي وقدتها بتمهل.كان الطريق,خلافا للعادة,سالكا.بلغت مقر عملي دون أن أتبرم من مجانين الطرق ومهووسي السرعة ,فلم أصادف أحد منهم.ولجت الإدارة بمشاعر راوحت بين السرور والسعادةرغم أني متأخر نصف ساعة عن موعد بداية العمل.قابلني الموظف المسؤول عن آلة ختم بطاقات الحضور والإنصراف بإبتسامة واسعة.قال “إبسط ياعم المكنه بايضه”.كانت الآله عاطلة عن العمل ويقوم الموظف بتسجيل وقت الحضور يدويا على البطاقة.غمز لي ودون وقت الحضور ناقصا ساعة كاملة من وقت حضوري الفعلي.شكرته وتوجهت إلى مكتبي.
قال صاحبه بما معناه “كم أنت محظوظ”,وعلى وجه التحديد قال”يخرب بيتك شنو هالحظ, يخسسسسي” .
رد عليه يداري ضحكه:التفاؤل جلب مزيد من المواقف الجميلة ,لم أكمل لك ما واجهته من نتائج التفاؤل ولم أحدثك عمادار في كافتيريا الوزارة حينما إلتقيت تلك الحسناء وتحدثنا.
قال صديقه بوجه لا تخطئ إستغرابه:وهل قابلت فتاة جميلة و…
وقبل أن يتم عبارته إنفجر ضاحكا بوجه صديقه .
إبتسم صديقه بعد أن شعر أن ما يسمعه مجرد أمنيات لا تمت للواقع بصلة,قال:لن أصدق كلمة مما قلت.أقسم بالله أن كل ذلك حدث معك اليوم.
أجاب ,ضاحكا: هذا ما كنت أنوي أن أقوله لك في بداية أبريل لكنك كنت مسافرا حينها ولم أجد وقتا آخر لهذا الحديث إلا الآن.
اترك تعليقًا