T7l6m

إحتشدت الجماهير ,أبصارها متجهة نحو المنصة التي حملت بشرا بمواصفات خارقة.بشر تراهم الحشود وطنيين مثاليين وجنود ضد الفساد وفوق ذلك لا تخفى عليهم الأسرار.تسمع الجماهير كلماتهم حقائق وإتهاماتهم أحكام قضائية.ومن يرى خلاف ماتراه الحشود فهو خائن .
صممت الأفواه حينما إنطلقت حناجر الخارقين الإسلاميين منهم والشعبيين.تناوبوا إلقاء كلمات أسكرت الحشود .إفتتح مفوه الكلمات والخطب فقال:
ياجماهير شعبنا الأبي
ياحشود الحرية
يا رعاع الوطن
تحية لكل رع منكم ورعه*

ودمتم لنا شموع تضيء طريقنا للمجد والشهرة
دمتم وقود نحرق به من لا يعجبنا
فأنتم وسيلتنا
وأنتم حفرتنا التي ندفن فيها معارضينا

نريدكم كما عهدناكم
نريد عقولكم بيضاء نسطر عليها ما نشاء
نريدكم أرواح هائجة وعقول خاوية فارغة
فلا تصدقوا أحد سوانا

لا تسمعوا من يدعوكم للتفكير
ولا تنصتوا لمن يرشدكم للحقائق
فالحقيقة هنا والأسرار لا يعملها أحد سوانا

لا ترهقوا عقولكم بالتفكير
فنحن نفكر بدلا عنكم
وما عليكم إلا السير ورائنا
فما نفعله عظيم يفوق عقولكم الصغيرة الغرة

هل تعرفون الدستور ليكون لكم رأي بتعديله؟
هل تعرفون فائدة هذا القانون أو ذاك حينما ننسفه ونأتي بنقيضه؟
هل تعرفون ماهي الأحزاب والدائرة الواحدة والمحكمة الدستورية؟
هل تعرفون معنى الحكومة المنتخبة والرئيس الشعبي؟
أنتم شباب لا تعرفون شيئا فلماذا تريدون أن تتعلموا ونحن حملة هذا العلم وأساتذته.

إتبعونا دون إعتراض فما عليكم سوى السمع والطاعة.
فالوضع خطير ,والفترة حساسة ,والأعداء يحيطون بكم.

نحن المنقذين و سوانا خائن أو لص.الحكومة فاسدة,والقضاء غير نزيه,والطائفة الأخرى تريد تدميركم ,والأسرة تتفرج.
الجميع لصوص يسرقون نفطكم وترابكم والحكومة شريكتهم.

نحن الأطهار,نحن الأبرار,نحن الوطنيين الأحرار,نحن مسلمين وهم كفار,نحن على مالكم حراس ونظار,نحن مطرقة وهم مسمار,نحن شعبيين نأكل قوزي ويأكلون هم الكافيار.
أرأيتم كم السياسة صعبة تريد خبراء مثلنا ووقود مثلكم فلا تجادلوا ,ولا تعارضوا, ولا تفكروا, وبكلامنا لا تشككوا.
فكلامنا الصدق,وإتهاماتنا لاتحتاج برهان.

والآن جاء دوركم, إهتفوا لنا وصفقوا لكلامنا .

صاح أحد الحضور:إحنا شباب لنا راي,إحترموا عقولنا.
وما أن أتم عبارته حتى تعالت الأصوات:مندسّ,عميل,خائن,أحد أيتامه,فلول.
قال:إستخدموا عقولكم ,محّصوا كلامهم وإسألوا ولا تكونوا “صيدات” .

أحاطوا به وتوالت عليه الضربات حتى أخرسته.

*الصحيح لغويا: مفرد رعاع “رُعاعة”.