وقف حمد في بهو الفندق ممسكا بسيجارته ومواجها الممر القصير حيث المصاعد.بعد عدة دقائق خرجت مي وما أن شاهدته تذكرت المرة الأخيرة ,وربما الوحيدة,التي شاهدت فيها حمد أثناء حفل زفافه. عندما زفّه أصدقاءه وأقاربه وجلس بجانب عروسه الجميلة قالت حينها “ماشالله لايقين حق بعض”.
أطفأ سيجارته حينما شاهدها مقبلة نحوه. أشارت إلى الباب الخلفي للفندق قائلة أن السائق بالإنتظار.ركبا السيارة الصغيرة,جلس بجوار السائق فيما جلست مي خلف السائق.وأثناء سير المركبة ظهرت معرفتها الواسعة بالقاهرة.سردت له تاريخ المنطقة التي يقع فيها الفندق (جاردن سيتي) منذ أن كانت سكنا لعلية القوم مرورا بعهد ثورة 1952 ومابعدها .وبعد الخروج من الشوارع المتعرجة للمنطقة وبلوغ شارع “القصر العيني” زودته بمعلومات وافرة حوله .
في الخلف يقع مستشفى القصر العيني القديم والمستشفى الجديد الذي تم بناءه بتمويل فرنسي,وبالقرب منه “مطعم أبو شقرا” لعشاق الحمام والمشويات.كانت تشير إلى المباني الهامة حينما يمرون بقربها”هذا مجلس الشعب ومجلس الشورى” على الجانب الأيمن من هذا الشارع تقع الجامعة الأمريكيه.
“هذا مجمّع التحربر إللي مثلوا فيه الإرهاب والكباب,والمسيد الصغير إللي وراه (مسجد عمر مكرم )اللي تطلع منه جنازات المشاهير,والدوّار الكبير إسمه ميدان التحرير”
كان حمد مسرورا بالرحلة وأكثر سرورا بمن تشاركه الرحلة.كان ملتفتا نحو مي طوال الوقت منصتا لها,وحينما تمسك عن الكلام يسألها عن ذلك المبنى أو الشارع .كانت أنظاره متجهة نحو مي ويلقي نظرة سريعة على المعالم الهامة حينما تشير إليها.كان خجل مي يوارى سرورها بشغفه الواضح للإستزادة من رؤيتها.كانت نظرته تبوح بإعجاب يكسوه الوقار فلم تنفّر بسببها.
توقفت السيارة في ميدان (طلعت حرب) ولم تتوقف مي عن تزويد حمد بالمعلومات النافعة “هذي مكتبة الشروق,وذيج إللي بالشمال مدبولي,وإذا تبي تتذكر أفلام ليلى مراد “جروبّي” على شمالك,و إذا بخاطرك وجبه حضاريه ورانا مطعم فلفله”
تساءل حمد بتعجب: شنو وجبه حضاريه؟
ردت مي باسمةً : فول وفلافل.
ضحك حمد بسبب حضارية الفول .وقبل أن يترجل من السيارة شكر مي وإمام الذي طلب منه الإتصال ليعيده إلى الفندق.كرر حمد شكره لإمام وغادر.
وما أن تحركت السيارة حتى قال إمام :الأستاز حمد طيب وجنتل.باين عليه أبن حلال.
أعجبها إنطباع السائق ,وكأنها تريد الإستماع إلى رأي محايد أو شهادة حول حمد.
مي :فاكر صاحبتي فاطمه إللي جاتنا الصيف قبل إللي فات.حمد يبأ أخوها.
إمام:أفتكرتها.دي كانت طيبه عالآخر وكريمه السّت أم مبارك.
مي ,بأسارير منفرجة :ذابحكم هالمبارك تموتون عليه.لا أم برّاك.
ذهب حمد بعد جولتة في المكتبتين إلى مقهى “جروبي” القريب .طلب قهوة مغلية بدون سكر وبدأ بتقليب محتويات الكيسان اللذان خرج بهما من المكتبتين.أمسك بكتاب “النبطي” ليوسف زيدان وبدأ بقراءته.إستغرق حمد بالكتاب مستمتعا بالأسلوب الوصفي الدقيق للمؤلف وبتفاصيل الحياة في مصر في الزمن السحيق الذي تدور خلاله أحداث الروايه.خرج حمد من المقهى وتوجه ثانية إلى المكتبة .عاد بعدها مباشرة إلى الفندق.
جلس يرتشف الشاي المغربي في بهو الفندق في مقعد يواجه الباب الخلفي.لم يلبث قليلا حتى رن هاتفه .
إمام:حضرتك فين يأستاز حمد؟
أجاب حمد بأنه في الفندق ,مضيفا انه لم يشأ أن يتعبه ومي ويكفي ما قدماه له في الصباح.
إمام:هو إحنا عملنا حاجه.كده إنت زعلت الأستازه مي.
حمد :متشكر يا إمام .( قائلا في سره :ما عاش إللي يزعل القمر)
إنتظر حمد بشوق وصول مي وما أن رآها حتى حمل ما وضعه على المنضدة وتوجه إليها.
قابلته مي بإبتسامة عتاب رقيقه :ليش ما إتصلت ,ترى ماراح تطوّل علينا الطريج .
حمد, مبررا: خفت مكانكم بعيد وبنفس الوقت قلت فرصه أسولف ويا سواق التاكسي ونسمع منه سوالف مصر.ولاّ ما نستغني عن خبيرة القاهره .
سارا ببطء نحو المصاعد ضغط لها الزر وناولها ماكان واضحا أنه كتاب تم تغليفه قائلا :ترى موهديه .
غالبها الخجل فعجزت عن الإتيان بأي رد فعل وإكتفت بشُكرِه .
يتبع,,,,,,,,,,,,,,
يضرب الحب شو بي زل !
ادري مالها سالفة ، مبدع كالعادة
كلش مالها سالفه
تسلملي يالحبيب وما نستغني عن توجيهاتكم
عيار حمد
متى السابع ؟
صج عيار
السؤال لي متى تستمر هالعياره؟
والسابع عقب السادس إن شالله
وبإذن الله يكون قريبا جدا
القصه عجيبه خليتنا نعيش باحداثها الى مزيد من التقدم ىاالغالى
ميرسي ماما
مشكوره يالغاليه على التعليق وكفايه متابعتكم
أول شي قبل أي شي
أبي أشكرك…
على انك وخرت عن تحلطم السياسه والنكد
وكافأتنا بهالقصة الي اكثر من روعه…
اسلوبك اللهم بارك وايد ممتع وشيق..
سلس وبليغ…
(مو حمدي:P ) ياكرهي 🙂
المهم,,,
عيشتني بأجواء وسط البلد…طلعت حرب…و مكتبة الشروق (يازينها )
ويازين كتبها…
عيشتني الأجواء صح….
شكرا ..من صميم القلب..
انتظر مابعد اليتبع..
ويازين عيارة حمد زينااااه 🙂
الشكر لج على الكلام الطيب والمشجع جدا جدا خاصة أنه صادر من صاحبة قلم روائي له قدرة عجيبة على جعلنا أكثر إنسانيةً
والشكر لحمد وعيارته إللي فعلا خلتني أتخيل الأحداث وكأنها فلم وأنسى الأوضاع السياسة الخايسه (آسف بس مالقيت وصف أنظف ومعبر)
وبصراحه تفختيني
بس ماعندي إعتراض
و شكرا again دكتوره
اي والله ذابحهم هالمبارك (ده كان زمان)
صباح الأحداث الي بدت تسخن : )
كانت الجمله مقصوده ,وأن الأحداث كانت تدور (زمان) وليس حاليا
فعلا الأحداث بدأت تسخن
والقادم إن شالله أسخن
حياج الله
عجيب الاسلوب يا تحلطم…
واللهم بارك ..حواراتك متناسقه وعفويه..مافي كتابتك كلافه
واتفق مع سله في الشكر الكبير لابعادك لنا عن السياسه
كمل واحنا متابعينك للنهايه بإذن الله
🙂
مشكوره أختي على الكلام الطيب
والحوار متعبني صراحة،الحمدلله التعب طلع بنتيجة عجبتكم
تبين الصج عاد،من كثر ما إندمجت بالقصه نسيت السياسه مع ان في احداث تستحق التعليق
ورب ضارة نافعه يمكن أول ما نستكمل القصه الأوضاع تصير أحسن ونبطّل تحلطم مره وحده
شكرا لمتابعتكم المسبقه وبإذن الله تعجبكم الأجزاء القادمه