“الركن المادي والركن المعنوي(القصد الجنائي) ركنا الجريمة العمدية ,الأول تدركه الأبصار ويشعر به العوام,والثاني نية تختلج النفس يستخلصها القضاء.”
الدكتور فيصل الكندري في تغريدة @faisalkandari
تزايد مؤخرا إستخدام المصطلحين عنوان مقالنا:قضايا الرأي + محاكمة النوايا.قانونيا لا يوجد ما يسمى قضية رأي ومن يصف قضيته(محامي أو متهم) بذلك أما أنه قام بشتم أو سب أحد أو شهّر بأحد أو إتهمه زورا أو تطاول على الأمير وهناك قوانين تصف تلك الجرائم وتتضمن عقوباتها.وبالمثل فإن تعبير “محاكمة النوايا” يستخدمه من قام بذات الأفعال مستخدما الهمز غير المباشر.والقاضي لا يعترف بالمصطلحين فهو يرى الأدلة,أو يسمعها,ويسمع دفوع الطرفين قبل إصدار حكمه.
والتوسع في إستخدام العبارتين قد يجرنا إلى مواقف مضحكة:
*التهمة:تحرش -هتك عرض.
-الدفاع:هذه جريمة رأي ومحاكمة لنوايا موكلي فهو أمسك بيد الفتاة بنية التعبير عن رأيه (إعجابه) بها كما أنه قبّل شفتاها قسرا ليعبر عن قوته الجسدية وبنية تذوق طعم تلك الشفتان الرائعتان يا حضرة القاضي.
*التهمة:سب وقذف.
-الدفاع: هذه جريمة رأي ومحاكمة لنوايا موكلي فهو حينما قال ماقال عن شرف وأمانة المدعي فذلك رأيه إن أصاب أصاب وإن أخطأ أخطأ ولا علاقة للواقع أو سيرة الشاكي برأي موكلي ولا يعتد بعدم صحة رأيه وعدم وجود دليل على أن الشاكي حرامي وفاسد فهو رأي موكلي وله حرية التعبير عن رايه.
*التهمة:السير على حارة الأمان.
-الدفاع:بإختصار حضرة القاضي فإن موكلي يعبر عن رأيه بأنه لا داعي لوجود حارة خالية من السيارات لا يتم إستخدامها في حين أن باقي حارات الطريق مزدحمة.
*التهمة:سرقة المال العام.
-الدفاع:القضية نموذج واضح لمحاكمة النوايا فموكلي ليس لص ولم تكن نيته السرقة,معاذ الله,وإنما أخذ المبلغ بصفة دين ونيته أن يقوم بإرجاعه عندما تتحسن ظروفه المالية بعد عودته من إجازته في أوروبا.
*التهمة:قتل مع سبق الإصرار والترصد.
-الدفاع:قضيتنا,حضرة القاضي, قضية رأي والنيابة تحاكم نية موكلي.فموكلي يرى أن الشخص الذي قُتل قليل أدب وهو رأي يجب على المحكمة والنيابة العامة إحترامه.وما تسميه النيابة العامة تربص إنما إنتظار موكلي قرب منزل القتيل ليتفاهم معه ويعبر له عن رأيه بأنه قليل أدب.وماحدث بعد ذلك يجب أن لا تفسره النيابة العامة بجريمة قتل لمجرد أن أطلق موكلي ثلاثة رصاصات على رأس المجني عليه وأنما عليها الأخذ بنية موكلي وهو تأديب المجني عليه وليس قتله.
وختاما,ولمن لا تعجبه أحكام القضاء, أقتبس عبارة نسيب البراك ومستشار اللجنة التشريعية بالمجلس المبطل ومحامي متهمين ب”جرائم الرأي ومحاكمات النوايا” محمد الجاسم في إحدى مرافعاته ” إن ساحة القضاء هي الملاذ الآمن لأصحاب الحق، ففيها يسود التجرد، ويعلو صوت القانون ويعتدل الميزان.”*
* رابط مقال الجاسم:
http://alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=38133