من أبجديات الديمقراطية حرية الرأي وتقبل الرأي الآخر .ووفقا لويكيبيديا”فقد يختلف المتنافسون السياسيون ولكن لابد أن يعترف كل طرف للآخر بدوره الشرعي، ومن الناحية المثالية يشجع المجتمع على التسامح والكياسة في إدارة النقاش بين المواطنين.”وهذا مانفتقده حاليا.
المعارضة رفعت سقف خطابها وسمح الجميع لهم بهذا الخطاب إلى أن تجاوز خطابهم القانون وتداخلت مفرداته مع قلة الذوق.ومع فتح باب الترشيح للإنتخابات بدأت المعارضة بوصف المرشحين بأقذع الأوصاف وأنزلتهم مزبلة التاريخ ,ونزعت عنهم وسام الوطنية.
وخلال فترة الترشيح بدأ الوعيد والتهديد بطرد أعضاء التكتلات وبمقاطعة من يتقدم للترشح إجتماعيا وعزلهم عن قبيلتهم وأبناء عمومتهم .وسأضرب مثلين الأول عن مبادرة علي السحلول العازمي بالترشح ,وهو من لُقّب بشاعر الدستور وشاعر الإرادة عندما كان مؤيداً لهم وأصبح الآن قبّيض بل و”مو صاحي”,فدافعه الوحيد محاربة إرهاب من يمنع أبناء قبيلته من الترشح وفتح الباب لغيره من العوازم.
المثل الثاني هو الدكتور حسين المطيري (تابعوه على تويتر @drhosen065)حيث كتب في 11 نوفمبر”أعلنت ترشيحي وعزفت عن الترشح بعد أن تعرضت إلى إرهاب فكري وإجتماعي تخلله العديد من الإتهامات الباطلة” ولم يتحمل الدكتور هذه الضغوط رغم أنه إستشاري أمراض نفسية فتخيلوا غيره تحت تلك الضغوط.
وحينما بدأ المواطنون بالترشح كانت أسهل تهمة توجه لهم الرشوة رافقها إستضافة الطبطبائي لهم في مزبلة التاريخ.وذهب خالد السلطان بعيدا في إظهار كرهه للمرشحين فوصفهم بالمرتزقة ودعى إلى نفيهم خارج الكويت!.
إستمرت تلك الحرب حتى إقفال باب الترشيح فتغيرت أسلحتها.وبعدأن فاق عدد المرشحين توقعات الأغلبية بدأ بعضهم إستجداء المرشحين للإنسحاب سابغين على من ينسحب وسام الكرامة والوطنية.كما تم التقليل من شأن عدد المرشحين بأن الكم لا يعني الكيف (بكيفهم طبعا).
وبعدها بدأت بالإستهزاء والسخرية من بعض المرشحين ,وحاولت زورا تعميم صورتهم على كافة المرشحين,وكأنها أول إنتخابات نري فيها بعض المرشحين بهذا المستوى من الطرح المتدني ,والفكر المتواضع, والأسلوب الساذج رغم أنها حالة متكررة في كل إنتخابات.وإستمرت الحرب بكل الأسلحة المتاحة حتى أن شباب الكنادره تجمعوا في ديوانهم وطالبوا بإنسحاب المرشحين الكنادرة إلا إن مطلبهم أقل مايقال بأنه تم رفضه.ما فاجأني كثيرا ما قرأته عن تهديدين بالقتل والإيذاء الجسدي لأثنين من المرشحين مالم ينسحبوا!.
أخيرا,قرر زعماء المقاطعة من النواب السابقين تشكيل لجان في الدوائر الخمس لزيارة الدواوين وحث المواطنين على مقاطعة الإنتخابات.في المقابل,فإن دواوين المقاطعين أعلنت صراحة حجب صوت المرشحين وصمّت الآذان عن رأيهم وقررت عدم إستقبالهم بل أن أحد المرشحين قد تم طرده من أحد دواوين الرابعة بعد أن تهجم عليه بعض الشباب”وكاد الأمر أن يصل إلى التشابك بالأيدي”(@alqardab-خدمة عاجل الإخبارية).
المؤلم في الموضوع أن أساسه هو الصوت الواحد بمرسوم ضرورة يعني خلاف دستوري وحله أو معارضته يكون بالسبل الدستورية والوسائل القانونية,ولكن ما أراه إرهاب بكل المستويات .
أخيرا,إذا كانت هذه وسائل المعارضة وأسلوبها فهل تتوقع منا أن نأمنها على أنفسنا ووطننا إذا ماتولت السلطة؟
عن نفسي أقول إذا رموا ميكرفونات القنوات التي لا تتماشى مع أهوائهم فمن المؤكد أنهم راح “يقطون بحر” كل من يختلف معهم.