جاء بالقبس (الأحد-6/10) أن سويسرا ستجري “تصويتاً على اقتراح بتخصيص دخل أساسي لكل مواطن بالغ في خطوة تبرز المساعي المتزايدة للمجتمع المدني لتقليل الفجوة في الدخول منذ الأزمة المالية.
وطالبت لجنة شعبية بحصول كل بالغ في سويسرا على دخل غير مشروط قدره 2500 فرنك سويسري (2800 دولار) شهرياً من الدولة لتوفير شبكة أمان مالي للسكان.وقدّم منظمو الحملة، أمس الأول، توقيعات تتجاوز العدد اللازم للدعوة إلى استفتاء وهو 100 ألف توقيع.”
الموضوع ليس الإقتراح وإنما الآلية السياسية السويسريه,فتكملة الخبر “ويسمح القانون السويسري للمواطنين بتنظيم مبادرات شعبية تتيح تحويل الغضب العام إلى عمل سياسي مباشر. وتجرى في سويسرا عادة استفتاءات عدة كل عام.”
سبق للسويسريين أن إستخدموا هذا الحق وداسوا في بطون كبار المدراء التنفيذيين في البنوك وحددوا مكافآتهم ودخلهم الشهري.وفي إستفتاء آخر تم رفض إقتراح بإلغاء الخدمة العسكرية الإجبارية بنسبة 73% من الأصوات مقابل 27% مؤيدين لإلغاء الخدمة العسكرية.والإستفتاءات السويسرية يتم إجراءها حول موضوعات قد نستغربها فأحدها كان حول تمديد ساعات عمل المحلات الواقعة في محطات الوقود.
نتائج الإستفتاءات السويسرية تعكس توجه الشعب وقيمه وتطلعاته,فإذا كنا نستغرب رفضه لإلغاء الخدمة العسكرية سيزيد إستغرابنا,نحن العرب والكويتيين,أن السويسريين رفضوا العام الماضي في إستفتاء شعبي (بنسبة 66,5% من الأصوات)منح كافة العاملين إجازة مدفوعة الراتب لمدة 6 أسابيع سنويا كما هو معمول به في الدول المجاورة لهم ومنها ألمانيا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى بدلا من الأسابيع الأربعة التي يحصل عليها السويسريين.
نتائج التصويت جاءت بعد تحذير حكومي بأن الموافقة علي المقترح سيرفع تكلفة العمالة ويضع الإقتصاد في مخاطرة رغم أن إجمالي التكلفه لا تتجاوز 6 بليون فرنك سنويا من ناتج محلي إجمالي يتجاوز 363 بليون وبنسبة 1,6% منه.
أخيرا,صوت السويسريون, ذلك الشعب الديمقراطي, بالموافقة على إقتراح لن يعجب ربعنا ومن المؤكد لن ينال موافقة شعوب ربيعنا العربي إذ يشدد القيود على الإحتجاجات ,في جنيف ,ويضع غرامة قدرها 110,000 دولار على المتظاهرين الذين لم يحصلوا على إذن مسبق أو لم يلتزموا بتعليمات المسؤولين.
وأمام ماتقدم لا يسعنا إلا أن نقول يحليل السويسريين فهم يفرقون بين الديموقراطية والفوضى ويحبون الإنضباط حتى في حرية التعبير.
ختاما,كنت أفكر أن أُسقط الإستفتاءات السويسرية على واقعنا المحلي فتوقفت خشية أن أَسقط مغشيا علي.