لو كنا نسمي الأشياء بمسمياتها لكان عنوان البوست هو المسمى الرسمي للهيئة العامة للإستثمار. تستحوذ الهيئة على وتدير مليارات الدنانير آخر حسبة لها حوالي ٤٠٠ مليار دولار.وتستثمر الهيئة جزء كبير من تلك المليارات في شركات محلية وإقليمية ودولية بنسب متفاوتة. وبحكم ملكياتها في تلك الشركات تعين الهيئة أعضاء مجالس إدارات في تلك الشركات.ورغم تاريخ الهيئة في إختصاصها الذي يمتد لعدة عقود إلا إنها لم تكتسب خبرة في توظيف تجربتها الطويلة وتحويلها إلى خبرة .تفتقد هيئتنا المهنية في عملها فتعيين ممثليها في مجالس إدارات الشركات لايزال وفق فلسفة خشمك أذنك وإستراتيجية الأقربون أولى بالمعروف.فأنا أعلم أن أحد أعضاء مجلس إدارة شركة باكستانية إختارته الهيئة رغم عدم إجادته للإنجليزية في حين أن وثائق الإجتماعات والمناقشات بالإنجليزية.كما أن توزيع موظفي الهيئة على الشركات يكون وفقا لمعادلة (المحبة ٪ مكافأة مجلس الإدارة )فالقريب من قلب المسؤولين في الهيئة يتم إختياره لعضوية مجلس إدارة شركة كبيرة تحقق أرباح ممتازة وتوزع مكافأت ضخمة لأعضاء مجلس الإدارة. أما المقرود فهو عضو في شركة تماثل أنشطتها وأرباحها ومكافآتها مستواه من الحظ،إن وزعت مكافآت أو حققت أرباح.
دار الحديث حول غرائب الهيئة وعجائبها فقال صديق تصوروا أن الهيئة عينت مدير إدارة التدريب المتقاعد في الهيئة رئيسا لمجلس إدارة شركة نقل وتجارة المواشي. إستنكر صاحبنا الإختيار لشركة من شركات الأمن الغذائي.أجبته إذا كانت هيئتنا عاجزة عن إدراك وإستيعاب دورها في الأمن الوطني فهل تتوقع منها إحساسها بالمسؤولية تجاه الأمن الغذائي.
ولكي لا يتم إتهامي بالتجني على الهيئة أتساءل:
* مادور الهيئة في توظيف الشباب أو إيجاد فرص عمل لهم في الشركات التي تساهم بها؟
*مادور الهيئة بحل أو التخفيف من مشكلة الإزدحام وهي تملك شركة النقل العام؟
*مادور الهيئة بزيادة الإنتاج الزراعي وتقليل الفاقد منه وهي تملك شركة المنتجات الزراعية؟
*كم بيت بنته الهيئة من خلال شركاتها العقارية ومادورها في حل المشكلة الإسكانية؟
*مادور الهيئة بتحسين وتطوير علاقة الكويت بالدول الأخرى من خلال إستثماراتها الضخمة؟
*مادور الهيئة في تحسين أداء وكفاءة الإقتصاد الوطني ؟
*مادور الهيئة في نشر ثقافة الشفافية والحوكمة في الشركات التي تساهم بها؟
ختاما ,نحن نتكلم عن هيئة ذات موارد ضخمة لو خصصت 1% منها سنويا للإستثمار في الإقتصاد الوطني لزادت التدفقات الإستثمارية إلى البلد بمبلغ 4 مليار دولار أو 1120 مليون دينار كويتي.هيئة مثلها لو كان توجهها تطوير البلد ,وليس تحقيق أرباح على حسابه من خلال الإكتتاب بالشركات المساهمة,لكنا في حال أفضل.