Archive for the ‘حب وغرام’ Category

Articles

حلوه ملقوفه

In حلمنتيشي,حب وغرام on 21/07/2011 بواسطة t7l6m

أشعب يموت على الأكل ويلاحقه ملاحق.عيار جمبازي,وخواف يغازل حبيبته بس علشان الأكل.
ولو عايش معانا بالألفية الثالثة لقال لها:

أريد أكحل عيني بعينيك*إسمك على لساني حروفه
جباتي آكل من إيديك*على بساط بذرا طوفه(1)
من الله حبيته هيك*وحبيت أهله وبيته وخروفه(2)
لذيذه وأحلى من الكيك*تفاحه توّها مقطوفه
زبادي وقشطه لون خديك*حليب زبدته مغروفه(3)

أنيقه ولبسها شيك* ونيسه بالطيبه معروفه
قهوتها مثل ميلك شيك*تشفطها بمصاصه معكوفه
لي شفتها تطق بريك*تتمنى منها بسمه مخطوفه
أحبك وأحب كل مافيك*بدونك أيامي متلوفه

إن زعلت أنا أراضيك*حاضر ودوم بالشوفه
أباشرك دوم وأحميك* من الزمن وصروفه
بالمال وبروحي أفديك* لأجلك ينسى قلبي خوفه
وإذا بعيد عن أراضيك*أصير من الخوف صوفه(4)

حبيبي كل الدلع فيك*أدري في بيت أبوج مكروفه(5)
وكل الحسن والزين فيك*كامله لو ما إنك ملقوفه
شتمني قال فيك ما فيك*ومن ذاك اليوم ماشوفه

(1)جباتي خبز هندي دسم.ذرا طوفه:ظل الحائط.
(2)حبيته هيك:حبيته هكذا باللبناني.
(3)مغروفه:مكشوطه.يعني لون الخدود بلون الحليب خالي الدسم.
(4)صار صوفه:مصطلح شبابي يعبر عن شدة الخوف.
(5)مكروفه:تقوم بكثير من الأعمال.

الإعلان

Articles

بو خدود تفاح

In حلمنتيشي,حب وغرام on 14/07/2011 بواسطة t7l6m

ودي أحطك بقلبي وأقفل عليك بمفتاح
خوفي وأنت بقلبي ماتكون مرتاح
إنت عسل إنت قيمر يابوخدود تفاح

شوفتك تقلب حياتي سعاده وأفراح
وتخليني مسرور في قمة الإنشكاح

ومن تغيب دقيقه قلبي عليك صاح
أحزن والألم يترس روحي جراح

فرقاك حساسيه تطّلع بويهي قراح

خلّيت قلبي بإيدك كركوشة مسباح
وعصرت قلبي لين الدم منه ساح
وخليتني أشكي همي حق مهدي وبداح
ماعطوني حل ولا حتي المغازلجي فلاح
كل الحلول تفشل ماشفنا معاك نجاح

تواعدني الليل وأنطرك والصبح لاح
وتعتذر تقول صك علي أخوي صلاح
وآنا أطوّف أعذارك ودّي بس ترتاح
وحتى من غير عذر لك مني السماح

آنا أتقرب وهجرك مصوّبه علي سلاح
لي متى حالي معاك همّ وزعل وأتراح
علّمني إذا ماتحبني همي وهمك ينزاح

Articles

ورده وهرده ومدّه

In حلمنتيشي,حب وغرام on 12/07/2011 بواسطة t7l6m

آنا هني وقلبي وروحي عنده
عديل الروح الحبيب الورده
إهي عسل إهي دبس إهي قنده
قلبي ذايب في هواها حدّه(1)

حَسين و لون الورد خده
وبالجمال مافي أحد قده
رقيق ,أقلام أنامل يدّه

على فرقاه مافينا شده
من أطلع أفكر بالرده
ولو بمدرسه أنطر الهدّه(2)
أموت ولا أجابس مع صده(3)

من رقته التمره عنده عرده(4)
ماتنبلع إلا مغموسه بهرده

يكفيني من الدنيا معاه حصير ومده(5)
ولو ماكو دنانير تكفيني معاه الخرده(6)

(1) حده:إلى آخر مداه.
(2)الهدّه:وقت الإنصراف من المدرسه
(3)أجابس:أقاوم
(4)عرده:صلبه,يابسه.
(5) مدّه:بساط
(6) الخرده:الفكّه,النقود المعدنيه

Articles

بلاء الحب

In حلمنتيشي,حب وغرام on 11/07/2011 بواسطة t7l6m

حياتي مع حبيبتي عجب العجاب
يكن كل منا للآخر حبا وإعجاب
ويثور الهجر بيننا بلا أسباب
فتارة تطعمني بقلاوة الحلّاب *
وتارة أخرى توصد بوجهي الباب

تمر أياما ونحن في دنو وإقتراب
وأيام تليها أشعر بوحدة وإغتراب
فلا أراها بقربي حقيقة بل سراب

أخبروني,أهكذا الود وعيش الأحباب؟

عيناها تصيب قلبي بسهام وحراب
و وجودها طاغٍ يخلب الألباب
يطيح بالعقل يُسكره كالشراب
كل مافيها جميل ساحر جذّاب

غيابها يحيل حياتي فوضى وخراب
ويتردد في قلبي العليل نعق غراب
يسؤني فراقها يمرغني بالتراب
فألهث سعيا لرضاها تائب أواب

أرسل لها إعتذاراتي وأنتظر الجواب
ونحو دارها أهيم بين ذهاب وإياب
يراودني عودة الود وإنقشاع الضباب
فُأخطيء في ظني ويجانبني الصواب

كيف تعود ومتعتها عيشي في عذاب
وربما راق لها وإستطعمت لذّة العقاب
أو قد يكون لديها ماتخفيه من أسباب

كل بلاء صغر أو عظم في كتاب
ودواء بلائي الصبر وإحتساب الثواب
وتبتُل ودعاء برحمة من رب الأرباب**

رحماك ربي فقد تقطعت بي الأسباب
فأما الحبيب وأما تبتل في المحراب**

*الحلاب:عائلة لبنانية تجيد صنع ألذ الحلويات ومعروفة لكل بطيني.
**تبتل:تفرّغ لعبادة الله، وانقطع عن الدُّنيا إليه.
تبتل:زهد ولم يتزوج.

Articles

القنفه: الثالث والأخير

In قصص,حب وغرام on 21/06/2011 بواسطة t7l6m

في ذلك اليوم الذي تصادف صرف الرواتب فيه قرر الخروج من العمل مبكرا.شعر أثناء عودته بخلل في سيارته.توقف على الجانب الأيمن من الطريق وما أن فتح غطاء المحرك حتى إنتشرت رائحة نفاذة وبدأ المحرك بإصدار أزيز.أطفأ المحرك وهاتف شاحنة سحب المركبات.لم ينتظر طويلا حتى وصلت الشاحنة ولكن بسبب حرارة الجو تمدد شعوره بالوقت تماما كإستجابة المعادن فيزيائيا للحرارة.جلس بجوار سائق الشاحنة حتى كراج التصليح.فحص الفني السيارة وأخبره بتفاصيل العطل .أوضح له أن هناك قطعة معطوبة لابد من إستبدالها بأخرى جديدة.بإختصار سيتم إصلاح السيارة خلال ساعة وسيكلف إصلاحها 150 دينار,بعد الخصم.وافق على الحل فلم يشأ البحث عن ورشة أخرى أقل سعرا.
إنتظر ساعة وبعد ربع آخر منها,أخبره الفني بأن السيارة جاهزة بعدما تم إصلاحها وفحصها.ذهب لسداد قيمة التصليح وناول المحصل البطاقة المصرفية.إعتذر الرجل منه بأن هناك مشكلة إتصال لايمكن بسببها إستخدام البطاقات المصرفية.أخبره بأن هناك آلة للسحب الآلي في الجهة المقابلة من الشارع.عبر الشارع وهو يتذمر بسبب الحر.وضع بطاقته في الفتحة المخصصة لها وضغط بعض الأزرة خرجت بعدها عدة أوراق نقدية تبعها,من فتحة أخرى,إيصال بالمعامله.
كان على وشك أن يلقي الإيصال بسلة المهملات,تراجع حينما رآى الرصيد المتاح .أدخل بطاقته مجددا وطلب كشف بآخر العمليات.خرجت من الجهاز قصاصة ورقية أخرى .تمعّن بالأرقام المطبوعة عليها ثم أخرج هاتفه.إتصل بالمصرف ,إستمع إلى الصوت الذكوري المسجل الذي حياه بتحية الإسلام وطلب منه إدخال رقم حسابه ثم رقمه السري.وبعد ضغط أحد الأرقام والإنتظار لبضع دقائق ,إستمع خلالها على مضض إلى تسجيلات تروج للمصرف ,تحدث إليه صوت بشري حي.أخبره أن هناك خطأ في حسابه فالرصيد المتاح لايتجاوز 120 دينار والمفترض أن يزيد عنه بخمسمائة دينار.كما أن الخصم مقابل بطاقة الإئتمان يفوق مبلغ العملية الوحيدة الذي إستخدم فيها البطاقة.
أجابه الموظف بثقة مفرطة وأدب جم كم هو مخطيء في حساباته.
قال له الموظف “أخوي ,إستخدمت بطاقتك بره الكويت؟”
أجاب: إستخدمتها بره بس قبل شهرين .
رد الموظف: تدري مرات يتأخر سحب مبالغ العمليات اللي إتّم بره الكويت.
عندك مشتريات بخمسمية دينار في دبي وأربعمية دينار هالشهر من محل أثاث.
تذكّر القنفة اللعينة وكيف وافق على شرائها.
عرف سر الرصيد المنخفض وتمنى أن يكون المصرف على خطأ لكنه لم يكن كذلك. قال في سره من المؤكد أنني سأعاني هذا الشهر.

عاد إلى المنزل يفكر كيف سيدبر أموره خلال شهر كامل بماتبقى من رصيد.جزم بأن إستخدام البطاقة الأئتمانية سيزيد كثيرا خلال الشهر.دخل المنزل منهكا يشعر بحاجة شديدة لأخذ حمام بارد يعيد له شيء من الإنتعاش بعد ذلك التعب.إستقبلته زوجته بوجه بشوش .سألته عن حاله .لم يكن في حالة تؤهله للتذمر من مشترياتها في دبي التي ظهرت أضرارها بالميزانية متأخرة بعض الشيء.رافقته إلى غرفتهما .تناولت منه عقاله وغترته وساعدته في نزع دشداشته.توجس منها.قال إنه سيستحم .أسرعت بإحضار منشفته وقالت له بصوت عذب “خذ راحتك حبيبي” وأضافت بإبتسامة ملء ثغرها “نعيما مقدما”.إزداد شكا بأن هناك شيء وراءها.

خرج من الحمام فإذا بها تنتظره على السرير وقد جهزت له ملابسه.ساعدته على إرتداءها و دعته للغداء.قال إنه يحتاج إلى الراحة ولا يشعر بالجوع.ألحت عليه قائلة”عفيه تغدى مسويتلك اليوم مربين” كاد أن يطلق ضحكة كتمها بإبتسامة شكر.جاءته بعد ساعتين وأيقظته بكل لطف وهدوء.سألته “أسخن لك الغدا حبيبي؟” .أجابها بأنه لا يشعر برغبة لتناول الطعام.
قالت:شرايك بكيكة تمر توني مسويتها وأييب لك جاي معاها تفج ريجك فيهم.
كاد أن ينفجر ضاحكا لأنه مهما عملت فلن تسمح له الظروف بشراء أي شيء.قاده تفكيره ,وربما سبب آخر,لأستدراجها بالحديث.
قال:حبيبتي اليوم نازل المعاش ما كو شي بخاطرج نشتريه؟أرجوج لا تستحين الخير وايد.
راق لها كلامه وسهل من مهمتها,قالت بثقة:شرايك نشتري زوليه حق الإستقبال شايفتها أمس وسعرها 500 دينار.
ما أن نطقت آخر كلمة حتى إنطلق بضحك هستيري دمعت على إثره عيناه.
شعرت بإحراج شديد,سألته: شفيك شللي يضحكك.
قال بعد أن هدأ قليلا رغم ضحكات تتسلل منه بين فينة وأخرى:حياتي قصيت عليج تري آنا على الحديده.ومع الأسف تعبتج وياي اليوم بالمربين والكيكه والرصيد رايح فيها.
فوجيء بها تنطلق في نوبة ضحك شبيهة بنوبته تصاحبها كلمات لم يتبينها,
سألها:شفيج ينيتي؟أقولج ماعندي فلوس وتضحكين.وشقاعده تقولين؟
قالت :أضحك إنك صدتني على سالفة المربين والكيك.(وواصلت ضحكها وهي تقول)وقاعده أقول أمبيه جكني.
وأضافت بس حبيبي يسلم راسك هذا كرتي مال البنك إستعمله ليما ينزل معاش الشهر الياي.
قال بتأثر واضح:والله إنج حياتي ويرخص لج كل شي وموحرام فيج السلف وفواتير الفيزا.
(وأضاف بشيء من الرجاء)بس ياريت تعامليني كل يوم نفس معاملة اليوم ويوم القنفه.
إستمرت بالضحك وهي تضمه وتقسم له بأنها ستعتني به كعناية يوم القنفه طوال حياتها.

تمت “القنفه”

Articles

القنفه:الثاني

In قصص,حب وغرام on 19/06/2011 بواسطة t7l6m

وصلت القنفة صباحا.عاد الزوج من عمله بعد الظهر وشعور ببعض الضيق يلازمه.كانت جرعة نكد العمل في ذلك اليوم أكبر من المعتاد.حمّل نفسه مسؤولية خطأ أحد موظفيه فناله شيء من تذمر مسؤوله.لم يعبأ بكلام مسؤوله ,ما ضايقه إهمال موظفه وتقصيره وإضطراره لتحمّل مسؤولية خطأ الآخرين.
كانت زوجته قد سبقته،كعادتها،إلى البيت.دخل المنزل فهبّت إليه تجذبه إلى غرفة الإستقبال.
وقبل أن يقول :مبروك وصلت” دفعته نحو القنفة وأجلسته قسرا.
“بذمّتك مو مريحه؟”سألته دون إنتظار إجابته.
تبع سؤالها أسئلة أخرى.هل مكانها مناسب هنا أم أضعها في ركن الغرفة؟ تُرى أضعها منفردة أم وسط باقي الطقم؟أليس أفضل أن أضعها مقابل الباب لتكون أول مايراه الضيوف؟هل أضع قربها طاولة صغيرة؟
كانت إجابته مقتضبة:كيفج.وأردف “حطي الغدا حدّي يوعان”.شغلتها القنفة عن الإستفسار عن حالته رُغم الإجابة التي تنم عن تبرم واضح.
ذهب وحيدا إلى غرفته .غير ملابسه وهبط السلالم نحو غرفة الطعام وزوجته مازالت منهمكة ,بمساعدة الخادمة ,بتحريك قطع الأثاث من موضع إلى آخر.سأل عن الغداء.
قالت له:الغدا حبيبي جاهز على الطاوله .
أضافت مبتسمة :إسمح لي حياتي ,ما أقدر أتغدى معاك شوفّت عينك(مشيرة إلى الفوضى في الغرفة) .

جلس إلى المائدة وتناول طبقا.شعر بالوحدة رغم صرير قوائم المقاعد والطاولات على أرضية غرفة الإستقبال المجاورة.فتح وعاء الطعام الحافظ للحرارة فوجده ممتلأً بأرز أبيض.أدرك أن الوعاء الثاني سيحتوي على “مرق”.وضع قليلا من الأرز في طبقه وحينما فتح الإناء الآخر فوجيء بمحتواه.كان المرق نباتيا 100% أو بصيغة أدق كان بقوليا بجدارة.لم يكن من المتحمسين كثيرا للعدس,وإن أكله.أعاد الغطاء إلى مكانه وهاجس من حنق يداعب وحدته.

قارن بين غداء الأمس واليوم.لا وجه للمقارنة بينهما على كل المستويات والنوعيات.خدمة ذاتية مقارنة بالخدمة المميزة (V.I.P), وحدة مقارنة بجليسة أمتعتة وإعتنت به,هدوء مقارنة بأحاديث عذبة,”مربين” مقارنة “بمرق عدس” .شعر بالمرارة وهو يزيل الغطاء ,مجددا,ليضع قليلا من المرق على على الأرز. زادت مرارته حينما لم يرى أي من تلك الكرات الصغيرة السوداء طافية على سطحه.كان يعتبر الليمون الصغير المجفف أهم عناصر المرق ولا يستسيغ تناوله دونه.

جلس بضيق واضح في مواجهة طبق الأرز العاري من المرق.كان في ذلك اليوم بحاجة إليها لتؤنسه على الغداء .ربما لن يشكو لها من العمل ولكن يريد من يتحدث إليه ليضع حدا للهواجس المرتبطة بالعمل.ساقته أفكار الوحدة نحو تشغيل شريط أحداث اليوم السابق.ومع كل لقطة ومشهد من ذلك الشريط كان يشعر كأن أذناه يمتدان نحو الأعلى ووجهه يمتد إلى الأمام.وبعد إسترجاع كافة أحداث الأمس وتفاصيلها تخيل نفسه ذلك الحيوان الصبور المتهم بالغباء.قال في سره”صج طلعت حمار وقزّرتها علي المدام”*.تناول ملعقتين من الأرز وغادر إلى غرفته ليرتاح.

إنقضت الأيام حتى نهاية الشهر كالمعتاد,لاجديد فيها ولم تتكرر تلك العناية التي أولتها له زوجته يوم شراء القنفه.وفي ذلك اليوم الذي تصادف صرف الرواتب فيه,وأثناء عودته من العمل.
يتبع,,,,
ميخالف أدري كسره قويه بس طولوا بالكم باقي النهاية فقط يعني جزء واحد.
*”قزرتها عليه” مصطلح إستعرته من تعليق الأخ تصور.

Articles

القنفه

In قصص,حب وغرام on 16/06/2011 بواسطة t7l6m

جاء من العمل حاملا معه بقايا من آثار النكد الرسمي الذي يعانيه كثير من موظفي الحكومه.إستقبلته زوجته بوجه بشوش مُرحبةً به.على غير عادتها,ساعدته بتغيير ملابسه فأخذت غترته وعقاله وناولته دشداشتة التي يفضل إرتدائها في المنزل.كانت خلال ذلك تستفسر منه عن حالته فأجابها انه في حالة جيدة .كان صادقا حينما قالها فلم يشأ أن يزعجها بحكايات العمل كما أنه قد قرر مسبقا نسيان وتجاهل العمل ومشاكله حال مغادرته مقر عمله.
نزلا سويا إلى غرفة الطعام حيث كان الغداء ومتمماته جاهزا على المائدة.كان الغداء”مربيّن” وهو طعامه المفضل وعشقه الأبدي.قامت الزوجة ,وبعناية بالغة,بوضع كمية منه في طبقه وأضافت عليه قليل من عصارة التمر الهندي(دقوس صبار).كان إهتمامها به شديدا وملحوظا.سُر الزوج بما تقوم به زوجته تجاهه.قامت بخدمته على أكمل وجه خلال الغداء.لم يتمتع بتلك العناية طوال حياته حتى في أفخر المطاعم وأجودها خدمة.
بعد الغداء قطّعت له بعض الفاكهة وأصرت أن يتناولها من يديها .بعد أن غسل يديه, وإستلقى على الأريكة الكبيرة في صالة المنزل ,جلست على الأرض بالقرب منه.قالت له بتردد وبصوت ناعم :حبيبي طالبتك طلب.
فقد كل مقاومة بعد تلك العناية الفائقة فأجاب دون تردد:عيوني لج آمري.
قالت:اليوم شفت قنفه متّ عليها من حلاتها وأناقتها .وبدأت بوصفها كأفضل شاعرة وأديبة حينما تصف الجمال مهما كان مصدره وأضافت:ولونها ماشي مع طقم دار الأستقبال.
سألهاعن سعرها فقالت:بثمانمية دينار بس.
بلع ريقه وبدأ عقله بالعمل كحاسبة .تذكّر رصيده الحالي بالبنك وكم تبقي من أيام حتى الراتب القادم ,قدّر إنفاقه حتى الراتب القادم ,أضاف ما تبقى إلى الرصيد المتاح في بطاقة إئتمانه.
لم تستغرق منه تلك الحسابات سوى ثوان قليلة أجاب بعدها:يسلم راسج أدفع أربعميه كاش والباجي عالفيزا.
لم تسمع أي من تلك التفاصيل فالموافقة على طلبها بأي صيغة كانت هو ماتود سماعه.
قالت بحماس واضح:مشكور حياتي .أخليك حبيبي ترتاح شوي قبل لا نروح المحل.
أيقظته بعد العصر وقد حضرت له الشاي .رافق الشاي طبق تسبقه رائحة ما إحتواه هن قطع الكعكة التي أعدتها بنفسها خلال نومه.إبتسم حينما رآى الصينية وماتحمل .نهض وإتجه إلى الحمام .عاد بعد برهة وجلس بجوارها.
قال:عسى الله يرزقني وأييب لج مو بس قنفه,تستاهلين مصنع القنفات بكبره.
قالت:الله يخليك لي .إبتسامتك وشوفتك تسوى الدنيا ومافيها.
شعر برضا وحمد ربه في سره وإبتسامة لا تفارق محيّاه.شرب المشروب الساخن وتناول شيء من الكعكة بسرعة.إرتديا ملابسهما وذهبا إلى محل الأثاث حيث “القنفه”.لم يخفي إعجابه بقطعة الأثاث اللتي خلبت لب شريكة حياته وإن إستكثر سعرها.سدد ثمنها و دوّن البائع العنوان ليتم إيصالها في الغد.عادا إلى السيارة والسعادة تغمرها.
ما إن عادا إلى منزلهما حتى باشرت بتجهيز المكان المناسب لقطعة الأثاث الجديدة.إستشارته بأنسب مكان لها.تصنّع الإهتمام والمشاركة بالرأي والإقتراحات لكنّه في حقيقة الأمر لا يكترث بتلك الأمور .وصلت “القنفة” في الصباح .
يتبع,,,,,,,,,,,,,,,

Articles

العاصفة والشاطيء – الأخير

In قصص,حب وغرام on 07/04/2011 بواسطة t7l6m

خرجت مي بسيارتها من مرآب المنزل .توقفت في مواجهة الشارع تلفتت ,مليا, يمينا وشمالا ثم تطلعت نحو السماء.تمتمت بعبارات الحمد والشكر لله على النعمه الواسعة التي أسبغها عليها.سارت ببطء وعلى غير هدى. جالت في بعض المناطق بعدها توقفت عند أحد المجمعات التجارية.
ترجلت من السيارة , وما أن تجاوزت مدخل المجمع حتى سمعت “يا مدموزيل ,يا آنسه “.خفق قلبها ,فلن تخدعها لَكْنَة ولن يمحو الزمن ذكرى هذا الصوت الأجش ,العذب على مسامعها.توقفت عن السير ,إلتفتت ببطء فإذا بحمد ملء عينيها.إرتفع صدرها وهبط في حركة متكررة,إغرورقت عيناها بالدموع وفاضت على خدها.خف اليها حمد, أمسك بيدها وقادها خارج المجمع.أحكمت قبضتها على يده ودموعها لا تتوقف.
حمد:مي ,حبيبتي لا تبجين .ناويه تبجيني وياج ونقلبها فلم هندي هني.
مي باسمة ,وتغالب دمعها:حمد ما تدري شكثر كنت ناطره هاللحظه وشكثر خايفه ما تيي.
يالجاسي كل ما طاف يوم يزيد خوفي إنك تنساني.كنت كل دقيقه أدعي ربي يجمعني وياك.
حمد:اقدر انساج يالظالمه,أحد ينسى روحه.مادريتي فيني كل يوم يطوف علي جنّه سنه,ومن أصبِح أقول الله يصبرني على هاليوم.القار اللي جبال بيتكم إنسحك من كثر ما رحت ورديت عليه.جم ليله بليله أقعد بسيارتي وأتأمل بيتكم وقلبي يتقطّع من الوله عليج.ماتدرين شكثر ناطر هاليوم .اليوم عيد عندي.
نظرت مي في عينيه الصافيتين بعينين دامعتين.
حمد ,مداعبا:أقولها اليوم عيد وتبجي.
مي وقد عاد بعض الهدوء إلى نفسها:وين إللي من الصبح بينطرني عند باب بيتنا.
حمد :آنا من السَبّع منخش بفريجكم .علقتيني لي الساعه( 11).قلت وحده بوحده,أفاجأج بالمكان اللي تروحين له.ما سوى علىّ دوختيني وآنا ألحقج من مكان لي مكان ,وعقبها تبجين.صراحه ماهقيتج بتبجين جذي.
مي ,وضحكتها تختلط ببكاءها:ترى لي الحين ماسكه نفسي ما بجيت عدل.
حمد:بتسكتين ولا ترى أغنّي.عاد ياحلاة صوتي وأنا أغني.
ولما كانت مي في فرحة غامرة ومقلتاها لا تزالان ملآ بالدموع تعبيرا عن تلك الفرحة بدأ حمد بالغناء:
أنا رديت لعيونك انا رديت
ولك حنيت كثر مايحن حمام البيت
“وبدأ صوته يعلو “
أحبك حب ياروحي ياروحي ما حبه أبد إنسان

مي :حمد عفيه علشاني خلاص , الناس قاموا يطالعونا.
حمد:ما همّوني الناس بس علشان القلّب بوقّف .ولاّ لو علي وُدّي أوقف بنص المول وأغرد بأغنيتي من كثر مالدنيا مو شايلتني من الفرحه.
وبعد أن جلس بجوارها وتأملها مليّا:بعد عمري مي ضعفانه.ما يوكلونج أهلج.
مي:شلون تبيني آكل وإنت بعيد عني .حسبالك مثلك من وخرت عني طايحله أكل ما شالله .
حمد:تقولين مو حلوه عليك. هذا اللي يبطل تدخين لازم ينتفخ لو ما ياكل شي.
مي :صج حمد بطّلت.
حمد:حبيبتي أبيج تشوفين كل شي فيني حلو.
كانت تلك العبارة دليل إضافي على شدة حب حمد لها وشاهد آخر على مكانتها لديه,وكان لها وقع على نفسها.حمدت ربها على نعمته فعوضها على صبرها من يحبها تلك المحبة الصادقة.
مي:.بطّلت علشاني.بعد عمري والله.
حمد:ياريت بس تدرين بشانج عندي.

مساء ذلك اليوم ذهب حمد بصحبة اسرته إلى منزل مي.دخل ووالده إلي الديوانية حيث ينتظرهم أخوي مي وعمها الوحيد,فيما توجهت أمه وأخته إلى إحدى قاعات المنزل.حيّت أم حمد مي وأختها فيما إلتحمت فاطمة ومي في عناق لم يخلو من الدموع.نهرتما أم حمد “سكتوا عاد إحنا يايين نفرح ولا داشين عزا” .ردت مي على إستحياء”خالتي”.جذبتها أم حمد وإحتضنتها بحنان بالغ ,هامسةً “لا تقولين خالتي,إنتي عبرة فطّوم وغلاكم واحد”.
وحيث أن حمد في عجلة شديدة وافق أقارب ميّ ,بعد ممانعة, على طلب والد حمد أن يتم عقد القران الليلة التالية.بعد صلاة العشاء تم عقد قران حمد على مي وما أن تلقّى تهاني الحضور حتى توارى عن الأنظار.
هاتف حمد زوجته :مبروك يا عروسه.تزهّبي آنا بالطريج أول ما أوصل طلعي.
مي:الله يبارك فيك حبيبي.فشله حمد تعال دش داخل.
حمد:حبيبتي ما ودّي أول لحظه أشوفج فيها وإنتي زوجتي تكون جدام أحد.
هاتفها حينما وصل منزلها .خفّت إليه مسرعة.ولجت سيارته الرياضية الصغيره.جذبها نحوه ,ضمّ رأسها إلى صدره كفه الكبير يحتضن راسها برفق ووجنته تلامس شعرها الحريري العطّر.تدفّق الحنان في إتجاهين ,وبعد برهة قبّل رأسها فإنسحبت يداه نحو مقود السيارة.لم يكتفي حمد من إحتضان رأس مي في صدره فودعه,حتى حين ,بقبلة,فهو يدرك أن عشقه لمي سيضل ملتهبا في قلبه مادامت الروح لا تزال تحرك جسده.
قبل أن تتحرك سيارته بدأ بتحريك مؤشر المذياع ثبتّه على الإذاعة العربية وما هي إلا لحظات حتى بدأ عبدالكريم يشدو :أنا رديت لعيونك.
صرخت مي فرحةً :حمد أغنيتك,ياربي شهالصدفه الحلوه .ماني مصدقه.
حمد,وإبتسامة تبدو كضحكة:مي حياتي .شفتي شلون الدنيا كلها قامت تغني لنا.
مي,بإنفعال واضح:صاجّ ,قاعده أشوف الفرحه بكل شي.ماراح أنسى هالأغنيه طول حياتي.حمد ماني مصدقه.

إصطحب مي إلى والدته في وجود فاطمه.وبعد التبريكات والقبلات سألتهم شقيقته أين سيقضون شهر العسل .تطلعا إلى بعض وإبتسما.
أجاب حمد:مايبيله .مصر ,مافيها روح تعال, لا و بنسكن نفس الفندق.بس حسافه يبي يطوفنا بوفيه الريوق,الظاهر الأكل كله روم سيرفس.
فاطمه,موجهة حديثها لمي:عاد تحملي سوالفه وخرابيطه.
أسكتتها أم حمد:فطّوم ,يوزي عن المعاريس.(وأضافت مبتسمة )كلامهم عسل على قلوبهم.صح مي ولا آنا غلطانه.
إكتفت مي بإبتسامة خجولة ولسان حالها يقول “بس كلامه إللي عسل ,كله بكبره عسل على قلبي”.
وإستمر حمد ومي إلى ما شاء الله في زواج سعيد.

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم:21)
تم بحمد الله وعونه

إستدراك وإيضاح: لا بد من الإشارة أن بث أغنية عبدالكريم لم تكن مصادفة بل كانت بإتفاق بين حمد وصديق له يعمل في الإذاعة .فقد حدد له الأغنيه وطلب منه إذاعتها عندما تصله رسالة نصية قام حمد بإرسالها خلسة حينما ولجت مي السيارة.
وفي عيد زواجهما الأول إعترف حمد لميّ بهذا السر فأسرعت نحوه,رغم أنها في الشهور الأولى لحملها,
وبدأت بضربه على صدره يكاد يغشى عليها من الضحك وهي تقول,كما في الأفلام القديمة,”بكرهك بكرهك”.
ضمها حمد إليه حتى توقفت عن الضحك فقالت”يالمجرم و تقول الدنيا تغني لنا بعد”.يقال أنه لثم شفتيها لمنعها من توبيخه.

Articles

العاصفة والشاطيء-11

In قصص,حب وغرام on 06/04/2011 بواسطة t7l6m

على الرغم من أن يومهما سار شبيها بما سبقه من أيام إلا أن حمد شعر أن هناك مايقلق مي.لاحظ شرودها المتكرر ونظراتها الساهمة.لم يشأ أن يضايقها فلم يسألها عن ذلك.
في طريق عودتهما إلى الفندق علم سر قلقها.
كانت مي تريد أن يسبق كلامها مقدمة تناسب أهميته.ولما عجزت عن إختيار العبارات قالت الخبر بإقتضاب.

مي:الليله آخر ليله بالقاهره .باجر إن شالله راجعه الكويت.
حمد,وقد أذهله الخبر:فجأه جذي بدون مقدمات.
مي :حاجزه من أول ,وأصلا يايه القاهره أسبوع بس.
صمت حمد لوهلة وقال بعد قليل :صراحه مي فاجأتيني .وفي موضوع وايد مهم كنت ناوي أجهّز كلامي
بس بقوله الحين مثل مايطلع وياي بدون مبالغة وبدون تحفظ.و أحمِد ربي أن إللي صار بينّا ,صار الحين عقب هالعمر وعقب تجربه.لأني واثق من مشاعري وما استحي منها ولا أستحي أقولها لج بكل صراحه.
كانت مي تشعر بتوتّر شديد بسبب كلماته,بدا واضحا من حركات جسدها.
إقتربا من مقعد فطلب منها أن يجلسا,وبعد أن إستقرا قال:مي صراحه بهاليومين عرفتج عدل جني أعرفج من سنين.أدري بعض الكلام ممكن يكون محرج بالنسبه لج لكن بقوله لأنه هذا اللي احس فيه.
مي إنتي بنت حلال و روحج طيبه وآنا شفت فيج رقه وتواضع وإحساس وإنسانيه ما شفته بغيرج.شفت فيج عقل وهدوء .أسلوب كلامج حلو وحتى سكوتج له معنى .فوق كل هذا ما شالله جمال .
الواحد وين يلقي مره فيها كل اللي عندج. محظوظ إللي تكونين زوجته وشريكة حياته ,وسعيد إللي يصبّح بويهج .ولي الشرف والحظ والسعاده إذا قبلتيي أكون آنا هالشخص.
دنا منها حمد وأمسك بكفها : قررت نرجع باجر مع بعض وعقب باجر بإذن الله أييكم ويا أبوي أخطبج.
سحبت مي يدها برفق رغم الخدر اللذيذ:لا حمد أرجوك لا تيي.
حمد,وقد فاجأه الرد: شنو ؟إتكّلمين جد.
مي:حمد إنت توّك مطلّق وعندك بنتك،فكّر و راجع نفسك .لاتهدم أسرتك.
حمد: شقالوا لج مينون أرد لها.
مي :لا حمد فكر في بنتك وبعدين لا تنسى فرق العمر بينّا ,ما أبيك تسمع من الناس كلام يجرحك أو حتى يضايجك.
حمد:شهالخرابيط شنو عمر ماعمر ؟وبعدين إحنا شكو بالناس . تبيني أحرم نفسي منّج علشانهم.
لا تقعدين تدّورين أعذار.مي أشكره أقولج”ماكو مره تترس عيني عقب ماعرفتج.انتي حياتي.”
مي باكية:حمد لا تقول جذي.
حمد:مي شفيج ؟ سامعه شي عنّي .ترى حياتي قبل ……….
مي مقاطعة:حمد مابي أعرف ماضيّك.ماضيّك بالنسبه لي يبتدي من كلمتني بالأسانسير.
حمد :شفيج عيل، تكلمي.ماتحبيني قولي ,بس لا تسكتين .
مي:أنا طول حياتي أحس إني في بحر كبير ماله آخر.عايشه تحت رحمة الموج والهوا يودوني و إييبوني على مشتهاهم .مالي كلمه ولا قرار بحياتي .البر كان أمل الحين صار سراب.خلني على الأقل طافحه لا تغرّقني ويمكن تغرق معاي.
حمد:فَهميني.شقصدج.
مي:بصراحه ماني محتاجه شفقه من أحد خصوصا إنت.
إنت بالذات مابي منك شفقه.
حمد،وعيناه محتقنتان:إذا تتكلمين عن البحر آنا طول عمري والموج يكفخني من كل صوب ليما شفتج.
آنا اللي ابي شفقه وابيها منج انتي من بِدّ كل الناس.ماتدرين شلون صرتي حياتي كلها,صرتي الهوا اللي اتنفسه .اليوم بدونج ما أعده يوم .انتي مو بس روحي انتي اللي رديتيلي روحي.
مي باكية متوسله :حمد عفيه اسكت .بس ,ارجوك مابي اسمع شي .
حمد:لا سمعي حتي لو ماتبيني لازم تعرفين شكثر اموت عليج.
مي :لا تقولّي شكثر تحبني شايفه حبك من عيونك اللي ما تكذب.
حمد:عيل ليش مو راضيه.ليش ما تبيني؟
مي:مابي قرار تاخذه بدون تفكير.ما بيك تندم .
حتي لو الثمن إني أخسرك ما بي أخسر أحلى ذكريات حياتي مابي أشوّه جمالها وبرائتها.
حمد مذعنا:يا بعد عمري شنو اللي تامرين فيه وآنا حاضر.
مي:عط نفسك فرصه ثلاث شهور ،راجع نفسك وفكّر.
حمد،بنبرة حازمة:ثلاثتشهر تبيني أموت.شناويه تذبحيني؟
أهو شهر واحد ماغيره عقبها تلقيني عند باب بيتكم.
وأضاف متوسلا”الله يعلم شلون يبي يمر علي هالشهر ,بس علشانج وعلشان تضمنين أنج دشيتي قلبي ومالج طلعه منه راح أصّبر نفسي”.
عادا صامتين ومي تكفكف دمعها بين فينة وأخرى.أوصلها حتى باب غرفتها ولم تقوى على رفع رأسها لتلقي نظرة على من تملّكها .”توصلين بالسلامه والوعد إن شالله بعد شهر” قال حمد,فردت”الله يسلمك”دون زيادة لا تملك قرارها ,ودخلت غرفتها.وقف حمد بعينين محتقنتين أمام باب محبوبته لفترة لا يعلم كم طالت ولكنه واثق أنه ذرف بعض الدموع خلالها.

عادت مي إلى الكويت . وكما إتفقا ,قضى حمد يوم آخر عاد بعده إلى الكويت. كان آخر يوم له في القاهرة أشد حزنا وأكثر إيلاما من أول يوم له في تلك المدينة.مساء يوم عودته رن هاتف مي.
فاطمه,بإقتضاب وكأنها تتلو بياناً مُعدّ مسبقا:الحمدلله عالسلامه مي .
ترى آنا وأمي رايحين باجر حق أختج أمينه.
مي:حياكم الله.
فاطمه:تدرين ليش طبعا.
مي:لا مادري.خير؟
فاطمه :بنخطبج حق حمد أخوي.
مي :لا تعٌبون نفسكم آنا مو راضيه.
فاطمه:شفيج ينيتي .حمد من المطار لي بيتي وقالي كل شي.
الصبي يموت عليج ،(وأردفت باكية)حرام عليج ماتدرين بحالته, مو قادر يتكلم من كثر ما خانقته العبره.
ياميّ ياحبيبتي لي متى بتّمّين على هالحاله, العمر يطوي والمره مالها الا الزواج.وحمد أخوي إللي ياني غير حمد اللي راح مصر.
مي، مقاطعة وهي في بكاء شديد:فطومه واللي يرحم والديج .كلّش ماني ناقصه .الموت أهون على من زعل حمد وأدري اللي أحسن مني يتمنون ظفره.بس ما أقدر آخذه الحين مابي عقب جم شهر يتحسف .أظل جذي ولا أعيش مع واحد يصبر علي علشان كسرت خاطره.
فاطمه:لا تقولين جذي…….
قاطعتها مي حسما للموضوع:بيني وبين حمد إتفاق،وأرجوج من كل قلبي,وإذا تحبيني لا تفتحين الموضوع مره ثانيه.

يتبع,,,,,,,,,,,,,,,,

Articles

العاصفة والشاطيء – 10

In قصص,حب وغرام on 05/04/2011 بواسطة t7l6m

كما أسلفنا ,كانت الأحاديث التي دارت بين مي وحمد كثيرة , إخترنا منها ثلاثة,تناولنا أولها.
الحديث الثاني بدأ عندما كانا يتجولان فأشارت مي إلى إحدى المباني المطلة على النيل ,
مي:حمد شوف هالعماره هني شقتنا بالدور السابع.
حمد:أقول أنا خابر عندكم شقه .إستغربت ساكنه بفندق.
مي:هذي بروحها قصه.
حمد:شورانّا نسمعها.
مي :كل مره أيي مصر ويا أحد من أهلي.يا مع أخواني أو مع عيالهم الكبار.
هالمره حنّت عليّ بنت عمي تبي إتيي مصر ويا بنتها,وعقب ما حجَزْت ووصيت الخدم ينظفون الشقه وإمام يجهز السياره صار عندهم شوية ظروف وهوّنوا. الحين ,أنا التذكره بأيدي وجنطتي زاهبه وودي أسافر قلت حق أخوي السالفه رضا وخلاني أسافر لا وأسكن بفندق بعد.صراحه أستاحش أقعد بالشقه بروحي .
حمد يتصنّع الفكاهة لإخفاء حقيقة شعوره :أشوَه محد يا معاج جان خسرنا شوفتج وما كلينا فندال(بطاطا حلوه).

وعلى الرغم من أن مي لم تخبره بظروف إبنة عمها والتي كانت السبب المباشر لموافقه شقيقها الأكبر على سفرها منفردة ,دون تردد,إلا أن حمد شعر بالأسى.أحس أن مي لا تملك قرارها ولا تزال ,وهي في أوائل الثلاثينات من عمرها ,تحت وصاية شقيقها وخطواتها رهن موافقته.وربما تعّمق أساه أو شعر تجاهها بالشفقة لو علم أن الظروف المزعومة لقريبتها لم تكن سوى خطبة إبنتها التي تصغر مي بسنوات عديدة.

تلك الليلة باتت مي وهي في حرج شديد وما فتأت تؤنب نفسها “شيقول الريال عني؟ما تسافر إلّا ويا أهلها ويوم سافرت بروحها قامت تطلع وياي, جنها ناطره الفرصه .الله يالفشله.واخزياااه”

في يوم آخر,دار حديث آخر.
قالت مي :تصدّق حمد على إللي بين أهلي وأهلك ما أذكر إني شفتك غير يوم عرسك.شكثر إنعزمنا في بيتكم وما قد صادفتك.
حمد:شلون نتصادف و الحجيه أم حمد إذا عزمت حريم تطردني من البيت وتحدد إقامتي الجبريه بالدوانيه.
مي :يحليلها خالتي الظاهر خايفه عليك .
حمد,ضاحكا:الظاهر .( وفي سره يقول :هيّن إلا خايفه عليكم)
مي :عيل شلون دريت منو أنا إذا مو شايفني؟
حمد,رغم مفاجأة السؤال: منو يقول ما شفتج.
مي: صج شفتني ؟ما أذكر.
حمد:مره أبوي زاير أبوج بلندن وخذاني أنا وفاطمه وياه,وقعدتوا تلعبون وأنا أطالعكم.
مي:حمد noooo please لا تقول.
سالفتك عتيجه و مغبره.من صجّك؟
حمد: صج والله.ليش؟
مي:ابوي الله يرحمه ما راح لندن إلا مره وحده ,وحتى ما طوّلنا فيها.رجعنا مصر و كملنا العطله.ماحَبها أبوي يقول شيقعّدنا بديره إذا تمشيت فيها جني أطرم ما أعرف أحاجي أحد.
حمد:قبل لا ترجعون مصر.
مي:أكيد قبل لا نرجع,بس هالسالفه من زمان يمكن أنا عمري حزّتها 11 أو 12 سنه.
حمد:صح كلامج.كنا صغار .
مي,بين عدم التصديق والرغبة به,ودفقة من سرور أصابت وتراً أنثويا فيها جعلها تزهو :وما نسيت شكلي من ذاك اليوم؟
حمد ,متجنبا تقديم إجابة مباشرة:أمينه إختج شفتها عند الوالده جم مره.وفيكم من بعض يعني أشابيهكم وبوهتكم وحده.(مو وقته تزعل من التشبيه,صج شياب لي ياب)
مي وقد راق لها الحديث وإستمرأت حرجه الظاهر:زين شنو قلت عني أول مره شفتني؟
حمد بإقتضاب,وقد إكتست وجنتاه حمرة الخجل التي فاجأته أكثر مما فاجأت مي:ما أذكر.
مي, في تردد واضح بين الإمعان بإحراج حمد والإستزادة من حديث قد لا يخلو من مديح لها :الحين تذكر السالفه عقب كل هالسنين وما تذكر شنو قلت.
حمد:بس عاد عن الإحراج,شقلت يعني يمكن قلت يحليلها هالبنيه.
(وهمس لنفسه :شتبين أقولج ؟حاشني عقر بقر وتدودهت يوم شفتج وأنا ياهل ,يبي يروح رابعه إبتدائي, وما صدقت أن أكو بنيه هالكثر حلوه.).تذكر حمد صدق وصفاء وبراءة إنطباعه عن مي وهو طفل لم تشوّه تفكيره مرحلتي المراهقة والشباب.قال “صج كانت حلوه,وبنت اللذينه لي الحين كيكه ذابحتني,من أشوفها أتبَرْيَدْ”.

إكتفت مي بتلك الأجابة التي تحمل ,بوضوح,بين طياتها إنطباع إيجابي حمله حمد تجاهها ولايزال يذكره.وتساءلت في نفسها هل ستطرق مسامعها الإجابة في يوم قادم من حياتها,أم سيضع خيالها الإجابة من وحيه حينما تسترجع ذكريات هذه الأيام وروعتها.وجاءها هاتف من ثنايا روحها التي ألفت الوحدة”ربما ستُسلّين وحدتك بتلك الذكريات” فتنهدت .

مساء ذلك اليوم قررا زيارة خان الخليلي.تجوّلا في أرجاءه,وتسكعا في أزقته,وملأ أعينهم من معروضات حوانيته.حاولا دون جدوى تجنب الباعة المتجولين ,والأطفال المتسولين,فإشتروا من بعض هؤلاء وأحسنا لهؤلاء.
أشارت مي إلى مقهى فقالت:هذا مقهى(نجيب محفوظ).
حمد,و قد إكتشف شيئاً جديراً بالزيارة:صج! خل ندخل.
دخلا المقهى وجلسا حول مائدة صغيرة في المقهى المزدحم.كانا في مواجة فرقة تعزف بآلات شرقية موسيقى من ذات جنس آلاتها.شاهد حمد أحد رواد المقهى يتحدث إلى عازف العود بعد أن ناوله ورقة نقديه .غنّي العواد بعدها أغنية بدا واضحا أنها من إختيار ذلك الزبون.وما أن ختمت الفرقة أغنيتها حتى ذهب حمد إلى صاحب العود ونفحه بورقة نقدية من الفئة الكبيرة و أسر له ببعض الكلمات.
بدأت الفرقة بالعزف وبدأ العواد بالغناء:
أنساك ..ده كلام.. أنساك يا سلام
أنساك ..ده كلام.. أنساك يا سلام
(عاد وكررها مرة أخرى,بناءا على طلب الزبون,قبل أن يضيف)
ده مستحيل..ألبي يميل
ويحب يوم غيرك ,أبداً أبداً
أهو ده اللي مش ممكن أبدا

كان حمد يختلس النظر إلى مي التي كانت تعبث بهاتفها وكأن الأمر لا يعنيها.وعلى عكس ما أوحت به تصرفاتها فقد كانت على ثقة بأنها المعنية بكلمات الأغنية. أدركت سر إختيار حمد هذه الأغنية فقد أجابت كلماتها عن تساؤلات نهار ذلك اليوم.جرى في روحها سيل من السعادة ما لبث أن توقف.

فوجيء حمد برد فعل مي,أو بالأحرى بغيابه .كان ينتظر إبتسامة فإن لم يكن فنظرة كانت تكفيه.تأكدت لحمد شكوكه بأن هناك ما يقلق مي.
وفي طريق عودتهما فاجأته مي ,فعلِم سر قلقها.

يتبع,,,,,,,,,,