طلعت من البيت مساءاً ودخلت في معمعة الإزدحام المروري وتوقف السير اللذان أصبحا من سمات الدائري الثالث.عشت لحظات من النكد بسبب واحد تيس(وأكتفي بهذا الوصف منعا للضوضاء الصوتية على مسامعكم) أزعجني كل شوي يلزق فيني .غادرت الشارع هربا بدخول منطقة الروضه وأنا أفكر.طبعا الروضه تخلّي تفكيرك أعمق (بحكم أنها مرتع الطفولة والمراهقة والشباب ) .قعدت أقول صج حكومتنا فاشله :إذا مشكله المفروض بسيطه مثل المرور ماقدرت تحلها شلون نتوقع تحل مشاكل أضخم .
نسيت بعد برهة (أو يمكن هنيهة ماشفت الساعة عدل) هالأفكار السوداوية بحق حكومتنا الرشيده لكنها تأبى إلا أن تعطينا مجال للتحلطم .وما أن وصلت إلى الدائري السادس مقابل أرض المعارض حتى شاهدت إعلان كبير يحمل من العيارة والكسل وسوء التوجيه الكثير وأعتبره بحق رسالة خاطئة.
“بالسلامه مانبي منك غرامه” هذا هو المكتوب في إعلان للإدارة العامة للمرور.الإعلان يصدق وينفع ويتناسب مع أوادم تحترم نفسها وتحترم القانون,لكن يفسره خطأ المستهتر الذي يمشي بحارة الأمان أو عكس السير أو يطوف الحمره .لأن هالأشكال ماينفع وياهم هالحجي المفروض يقولون لهم “إذا في أمك خير خالف” ويمكن يرتدع.هالنماين لازم نقول لهم “طز بسلامتك بس لا تكسّر عيال الناس” .
وكما قال شاعرنا الكبير فهد بورسلي “خلصنا من غبا يحي وتشربكنا بأبو لحيه”,خلصنا من هالإعلان وقض مضاجعنا(بذمتكم مو متعوب عليها) إعلان آخر لايفوتني التعليق عليه لأنه إستفزازي.الإعلان لشركة البترول الوطنية مكتوب فيه “طاقة متجددة تنير المستقبل” أول ماشفت الإعلان إستانست وقلت مابغوا ربعنا يفكرون بالطاقة المتجدده وشكثر مهمه للكويت .بعد شوي إنتقدت نفسي, “أفا مسرع ماقصّوا عليك”, على سرعة الوصول إلى نتائج إيجابية في ظل نهج رسمي لا يعي إحتياجات المستقبل .قلت شلون شركة تبيع بنزين وجاز وديزل تقول طاقة متجدده وتوصلت إلى السر من الإعلان .كانت الصورة لشخص يمسك دورق في مختبر ,طلع قصدهم بالطاقة المتجددة الشباب.ويالله راضي إن الشركة والحكومة يشوفون الشباب كطاقة متجدده مع شك كبير ومتأصل بجديتهم بترجمة العبارة إلى واقع عملي.
السؤال :إذا كانت شركات نفطية عالمية و كبيرة تستثمر في الطاقات البديلة بأنواعها ,ليش ربعنا رافعين الجام؟