قدت سيارتي وقدمي بالكاد تلامس دواسة السرعه التي لم تتجاوز30كم.تجولت في الفريج كالهائم وأصداء عبارات الوداع تتردد في ذهني,ويلح عليه تساؤل :ماذا حدث؟
كنت ,مذ جلست بالدوانيه ,ألحظ بألم شيء من التنافر بين الحاضرين.و ساءني ألاّ يعم الود بينهم رُغم الصداقة القديمه فآثرت أن يسودها الوفاء.وتكاثفت تلك المشاعر حينما ألقيت القنبله التي لابد وأن أصابني أثرها.فقد أسِفت لإهمال من عهدتهم منذ طفولتي و شببت بينهم فعاهدت نفسي أن أصلهم وأن أتجاوز عن نقائضهم .وفسر إحساسي التغير المذهل الذي أصاب الجميع و تحول حدة النقاشات إلى أحاديث ذكريات.
و أمسيت بعد عهدي بوصلهم قرير العين ,متحمسا لمزيد من العمليات.
إستيقظت مبكرا على رنين هاتفي
أجبت فإذا به بوعلي :شسالفتك؟ من شفتك وكل يوم تصير أشياء غريبه
قلت له خلني أغسّل وأتريق وأتصل عليك ،ووافق عى مضض مستعجلا الإتصال
كلمته بعد تناول حصتي اليوميه من الجاي حليب ومتمماته
قال:شنو سويت أمس
:ليش شصار
قال:ذبحني الجعص من الفجر تيلفونات
:شعنده
قال:البارحه بالسروه قالّي أمّره ونروح الساير يبي يشتري التيوتا الغاليه
:أفالون
قال:آنا مثلك سألته أفالون؟قالّي :لا ما أعتقد إسمها آخره “سس” ,هذي الكبيره إللي جنها مرسيدس.
طلع الأخ ضارب على اللكزس .شقلت له أمس وفرّيت مخّه؟
:سلامتك،نصحته يفتك من الكراجات ويشتري سياره يديده
قال:ما أصدقك،مسويله شي,إحنا من متى نحّن على مخه وماطاوعنا ,وأنت أول ما تكلمه يسمع كلامك. في شي غلط .
تدري بعد إنه قال حق البطاطا يوديه عند مهندس ،ناوي يهدم بيتهم من عرجه ويبنيه على ذوق أمه
:كفو عفيه عليه خله يطرّب نفسه
تقريبا نفس كلام البطاطا,إللي قالّه زين ما بغيت تندّي
إنت لا تفهمني غلط بالعكس آنا مستانس بس متعجب من هالقلبه السريعه
:يبا ,لا تعور راسك روح ويا رفيجك وإكشخ معاه باللكزس .ونقّ اللون بِدَاله خابر ذوقه لك عليه
أغلقت الهاتف وإتجهت نحو الترسانه بالسطح .أخذت قنبله لعملية اليوم وهبطت السلم وقبل أن أصل إلى بوابه المنزل الداخليه رن الهاتف مرة أخرى.
كان المتصل هذه المرة برودكاست
قال:عسى مو مشغول
:ماني مشغول ,ولو مشغول أفضالك.آمر
قال:أبي أشاورك بشغله
:shoot
قال:شفيك بنلعب كره
:لا قصدي قول
قال:قول ولا GOAL
:عن الملاقه عبيد خلص لا أسده بويهك
قال:بس خلاص جد
مالي خلق أروح الدوام والسِبّه مسؤولي
:ليش,حاط عليك
قال:لا بالعكس مباشرني,بس من أقعد وياه يستجوبني فلان شنو سوى,فلانه متى دقت كرتها,فلنتان شقال عني ,منو راح من البنات ستار بكس ومنو راح كاريبو
:شالمشكله؟
قال:قبل هالسوالف عادي عندي,بس اليوم متضايج أحس بالموظفين مايواطنوني على هالسالفه
:عادي؟يعني تقدر تسولف ويا المسؤول هالسوالف اليوم؟
قال:طبعا أقدر أفضح الوزاره كلها,بس آنا مابي
أحس إن مالي قيمه,مادري شلون أعبر عنها يعني تقدر تقول أطيح من عين نفسي.أحس ماني ريال إذا سويتها.
:شنو تبيني أقولّك .أنت جاوبت نفسك.مو محتاج شور أحد
قال:صح كلامك .خلاص في أمان الله
:شعزّمت عليه.كشته بالدوام اليوم
قال:لا بروح الدوام.وكشته بالمسؤول .خله يشوف جاسوس غيري
:عاش العبد .كفو والله
فمالله.فمالله
شعرت بالفخر في برودكاست وهو شخص مرح ,وإجتماعي, ويساعد الجميع ولا يعيبه سوي تلك الخصلة التي قرر إزالتها من شخصيته .
خرجت من المنزل منتشيا وبجيبي القنبله متوجها إلى مجمع الوزارات
يتبع,,,,,,,,