طغى فرعون طغيانا كبيرا .وقد إبتلى الله اليهود على يد فرعون الذي ذبّح أبنائهم وأبقى نسائهم للخدمة.اليهود المعاصرين تفوقوا على فرعون في الإجرام والطغيان فذبحوا الأطفال ,والنساء, والرجال.ولم يكتفوا بالقتل بل دمروا وفجروا كل ماله فائدة للعباد ,بما فيها محطات معالجة المجاري ,ولم يستثنوا المساجد.
العرب عاجزين عن أي رد ,بإستثناء الشجب والتنديد, بسبب ضياعهم الحالي وإنشغالهم بأنفسهم نتيجة الربيع (التبن) .فربيعنا لاتزال نيران حرائقه مشتعلة في سوريا, وليبيا, واليمن.ولاتزال أدخنة حرائقه التي لم تخمد كليا واضحة في تونس ومصر.كما أن العراق منشغل بالضياع الطائفي والتمدد الداعشي. ولبنان تعاني من آثار الحرب الأهلية في سوريا والإنقسام حول الموقف منها وحول قضايا أخرى.الأردن مشغول بالتنمية,والإخوان المسلمين, والنازحين من سوريا. دول مجلس التعاون بين منعزل,وبين من يعاني من التخريب والمواجهة مع المتظاهرين,وبين مركّز على جبهته الداخلية, وبين من يعاني من ضياع أبناءه وميول بعضهم حدشيا وتطوعهم فيه,وبين من يبحث عن نار يصب عليها مزيداً من الوقود.
المسلمين ليسوا بأفضل حال من العرب فبين فقر,وأمية لم يعد بيدهم سوى التعاطف مع الفلسطينيين وربما الخروج بمظاهرات.
إجمالا,الدول والشعوب العربية والإسلامية تعاني من مشاعر المرارة بسبب العجز وتزداد كراهيتها تجاه إسرائيل واليهود. ولا تملك إلا الدعاء.
دول أمريكا الجنوبية,كثّر خيرها, سحبت سفرائها من إسرائيل بسبب”جرائمها”,وإنتقمت إسرائيل من كبرى تلك الدول,البرازيل,بتعييرها رسميا بنتيجة مباراتها مع ألمانيا في كأس العالم الأخير.
الحكومات الأوروبية أصدرت تصريحات نادرة ,في مضمونها, ضد إسرائيل ففرنسا وبلسان رئيسها ووزير خارجيتها إعتبرت ماتقوم به إسرائيل مذابح لا يبررها حقها في حماية أمنها.
الشعوب الأوروبية خرجت في مظاهرات ضخمة ضد ما تقوم به إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين.
المهم في الموضوع ليس الخروج بمظاهرات وإنما ما تخللها من مظاهر الكراهية لليهود.
وقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن أسفه “للازدياد الأخير للهجمات المعادية للسامية وخصوصًا في أوروبا” على هامش تظاهرات احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على غزة. وأكد بان كي مون، يوم الأحد أن النزاع في قطاع غزة ينبغي ألا يكون ذريعة لتنامي معاداة السامية في أوروبا. واعتبر أن “النزاع في الشرق الاوسط ينبغي ألا يشكل ذريعة لتمييز يمكن أن يؤثر في السلام الاجتماعي في أي مكان في العالم”.
الصهاينة عبروا عن ذات المرارة فقد أعربت لجنة في البرلمان الإسرائيلي، امس الإثنين، عن قلقها حيال تصاعد الحوادث المعادية للسامية في أوروبا خلال تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين تضامنًا مع قطاع غزة.
ختاما,قد يقتل الإسرائيليين , والمتطوعين اليهود من دول أخرى, وقد يتباهون بجرائمهم , مثلما إفتخر أحد قناصتهم بقتل 19 طفل قنصا, وقد يدمروا ويخربوا,وربما يفلتوا بجرائمهم ولكنهم يبذرون الكراهية لهم في صدور كل الشعوب وسيأتي يوم تثمر تلك الكراهية ولن يجدوا نجدة من أحد.
ليس تفاؤل ولكنه حكمة الله وكلامه في القرآن الكريم.
اترك تعليقًا