Articles

الغزو …. الآن

In عام on 02/08/2014 by t7l6m

إنقضت ٢٤ سنة منذ الغزو. لم نكن نطمع خلال أشهر الغزو ، التي لم تتجاوز سبعة أشهر، أكثر من تحرير بلدنا. لم نكن نريد أكثر من الكويت أرضا ، ووطنا، ومأوى. تحررت الكويت وتحررنا من قناعتنا وتواضع مطلبنا.
مرت سنوات منذ التحرير ونسينا تلك النعمة، بل وجحدناها. فبعد ان كانت الكويت غاية بذاتها أصبح المحافظة عليها آخر أولوياتنا. وبعد أن كان  البناء، والتطوير،  والتقدم أمل الجميع بعد التحرير أصبح الخوف من الكارثة هاجس العقلاء.
كنا نطالب بعودة الشرعية والآن البعض يقول لها ” لن نسمح لك”.كنا نطالب بعودة الديمقراطية والآن هناك من يطالب بإسقاط القضاء والحكومة والمجلس . كنا شعب واحد وأصبحنا موالاة ، ومعارضة ، ومابينهما. كنا كويتيين متحدين ضد الغازي وصرنا سنه وشيعه، حضر وبدو. كانت قضيتنا واحدة وأصبحنا نعاني من كثرة قضايانا وتوجهاتنا.

كنا لانطمع بأكثر من عودة الكويت لنا فأصبحنا نطمع بكل شيء وأصبح ” شركاء في الثروة” شعارا بدلا من أن نكون” شركاء في بناء الوطن والمحافظة عليه”. طالبنا بزيادة الرواتب وعند زيادتها تذمرنا بأن الغلاء والتجار إستحوذوا عليها، وقليل من عباد الله الشاكرين. تم زيادتها مرة أخرى ولم نرضى لأن زيادة موظفين النفط أكثر من زيادتنا وتعددت الإضرابات دون تقدير لإحتياجات المواطنين ومسؤوليات المضربين تجاههم.
لن أدافع عن الحكومة ولن أبرر قصورها وإخفاقاتها، وأنا أنتقدها ليلا نهارا علنا وجهارا، ولكن: ماذا فعلنا نحن في المقابل. ولنفترض أن الحكومة مجموعة من الشياطين فهل نحن ملائكة؟

لن أطيل ولكن لينظر كل منا حوله وليراقب سلوك المواطن ولا أقصد دوره في هتك عرض قانون المرور، وتجاهل قانون النظافة، والجهل بقانون إشغال الطرق، والتعدي على قانون التجمعات، معاذ الله، وإنما أقصد ملاحظة سلوك الموظفين، كمثال ونموذج، فكثير من الموظفين لايلتزم بمواعيد الحضور والإنصراف، إذا الله هداه وماخذا طبيه، وإن حضر لا يعمل، وإن عمل لايعمل بأمانة. ولاتنظروا للموضوع من زاوية قيم العمل، أو الإنضباط، آو الإنجاز وإنما من زاوية الأمانة والحلال والحرام.فإذا كان هناك من يتعامل مع مصدر رزقه وأسرته كذلك، فكيف يأتي التوفيق.

ختاما، إستقلت سنغافوره بعد الكويت بأربع سنوات وتولى إدارتها رئيس وزراء ديكتاتوري ولا تملك أي موارد، ناهيك عن النفط، بل تستورد الماء من ماليزيا ورغم ذلك فمتوسط دخل الفرد فيها يساوي، تقريبا، دخل الفرد في الكويت الديموقراطية صاحبة ١٠٪ من نفط العالم!

الإعلان

2 تعليقان to “الغزو …. الآن”

  1. لن “اتفلسف” كثيراً لأني مثلك متضايق وحزين على اوضاعنا بالعموم
    ولكن مقولة “ابحث عن المستفيد” تحضر.. وبقوة!

    سواء على نطاق صغير “كشركة يتأخر موظفوها” أو كبير كالوطن/الامة!

    • أكاد أجزم أننا من نقدم للمستفيدين خدماتنا مجانا, ومالم نحترم أنفسنا فلن يحترمنا أحد سواء على النطاق الصغير أو الكبير وفقا لتعريفك لهما.

      حياك الله أخي هيثم دائما تنورنا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: