Articles

مُعجب

In قصص, حب وغرام on 10/11/2013 by t7l6m

رآها فأعجبته فورا، كان شكلها ولونها في غاية الجمال. توجه نحو إمرأة كانت تنظر نحوه حينما ترجلت من سيارتها. إستغربت سيره الحثيث بإتجاهها وأعجبها، في الوقت نفسه، أناقته الواضحة والمفرطة وما رأته شجاعة وجسارة منه. حياها بأدب وإبتسامة خجولة ترافق تحيته. ردت بإقتضاب وهي تقاوم رغبة بمبادلته الإبتسامة.نظرت اليه بتعجب شديد وهو يقول ” بصراحه آنا معجب …..” وقبل أن ينهي جملته أسكته رنين هاتفها النقال . تنقلت عيناها بينه وبين حقيبتها اليدوية وهي في كامل الإرتباك. تنهدت حينما رأت إسم صديقتها يومض على شاشة هاتفها، كان إرتباكها سيتضاعف لو كانت المتصلة والدتها. تشاغلت بالمكالمة عنه . شعر بالحرج وهو واقف بجوارها وهي تتحدث . شعر بأنه سيكون فضوليا لو زاد إنتظاره عن الثواني القليلة التي إنقضت.ناولها بشيء من الخجل بطاقة وغادرها نحو سيارته.
وقفت مذهولة ممسكة بالبطاقة. لم يكن ذهولا صرفا فقد إحتوى على شيء من السرور والإعجاب بالنفس.وقبل أن نسترسل بوصف مشاعرها, لابد من تقديم وصف لها. كانت تبدو عليها مظاهر الثراء. لانعلم، في هذه المرحلة المبكرة من حكايتنا، ما إذا كان ثرائها حقيقيا أو مصطنعا. حقيقيا بسبب إرث، غنى الوالدين أو أحدهما، صناعة الكب كيك أو إمتلاك مطعم ” كرك” .ودون الدخول في التفاصيل فقد يكون مصدر ثروتها أحد المصادر التي يعاقب عليها قانون غسيل الأموال . وفي المقابل, قد لا يعكس مظهرها حقيقة رصيدها النقدي فربما صنعت مظاهر ثرائها بقرض
( ١٠ أضعاف الراتب) وقروض من جهات أخرى أكسبها عضوية صندوق الأسرة.عموما، ليس هذا جوهر الحكاية.
كانت البذخ متجسدا في إمرأة. ثيابها ماركة، حقيبتها ماركة، ساعتها المرصعة بالماس ماركة أيضا، وكل ماعلى جسدها ماركات عالمية من إكسسوارات على أذنيها وحول رقبتها ورسغيها, مرورا بالحزام الذي رسم وسطها, ونزولا إلى حذائها،وحيث اني لست ضليعا بالماركات فلن أكشف جهلي وأخاطر بتسميتهم,رغم أنكم ستعذروني لو تذرعت بعدم رغبتي بالترويج لماركة معينة.سيارتها كانت شكلا وسنة صنع متجانسة مع بذخها. وحيث ان ( بنت الفقر) لن تتمكن بتلك السهولة من جمع كل تلك الماركات العالمية حولها فالأرجح ان ثرائها حقيقي.
نعود إليها ، بشعرها الذي لايغطيه سوى ( سبراي) لثبات مظهره، ممسكة بالبطاقة يشوب ذهولها سرور وإعجاب بنفسها.كانت على وشك أن تقول لمن كانت تكلمها على الهاتف أن رجل ناولها رقم هاتفه وإسمه ( رقّمها) فترددت منتشية بأفكارها حول الحدث. نشوتها ترجع الى انها إفتقدت حدث كهذا أو حدث شبيه يعبر عن إعجاب رجل بها بهذا الوضوح . “إفتقدت” لاتعني بالضرورة ألا ينظر اليها أحدهم نظرة إعجاب (مصيبة إذا كانت نظرة فضولي عند الإشارة ولم يكرر إلتفاتته مصحوبة بإبتسامة)، ولكن تعاني من هؤلاء الشياطين، الموصوفين خطأ بالرجال، الذين يدّخرون غزلهم وتملقهم للشابات دون من هن في سنها.بكل صراحة لا نعرف الكثير عن سنها، ومن المستحيل تحديده بدقة دون معرفة رقمها المدني، فأناقتها وإهتمامها الشديد بمظهرها ،وما تستخدمه من طلاء ومساحيق التجميل،لابد وأن يشطب عدة سنوات من سنها الحقيقي عند تقدير عمرها. كما,يزيد من الحيرة عند تقدير سنها, أن جسمها تقل كتلته وحجمه عن تلك النسوة اللاتي ما أن يقتربن من الأربعين عاما حتى يبدأن بالإمتلاء, وما أن يتجاوزنها حتى يقولوا لخلاياهم الدهنية “إنتشروا” .

عاشت مع أفكارها,حول الحدث- الواقعة, طوال يومها, نهارا وليلا.

يتبع الجزء الثاني والأخير.

الإعلان

2 تعليقان to “مُعجب”

  1. طبعا ما يحتاج تعرف رأيي في كتاباتك ..
    ولكن هالقصه غير .. فيها تفرعات مختلفه و طويله ..
    مختلف اسلوبك فيها عن ما اعتدت أن أقرأه ..
    في الغالب تكون القصه تفصيل للحدث ومشاعر أبطاله .. أما هذه القصه تطرقت للكب كيك مثل ما تطرقت لسبراي ..

    وإلى الجزء الثاني ..

    عساك على القوة

    • ملاحظتكم في محلها,فعلا الأسلوب مختلف
      لكن السؤال الأهم:هل يتناسب مع القصة,بعد قراءة الجزء الثاني منها؟
      هل أعجبكم؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: