لم يأبه بإلحاحهم عليه,ولم تؤثر فيه توسلاتهم, ولم تنطلي عليه حيلهم, ومثله لا تنطلي عليه أكثر الحيل مكرا.تكسر إلحاحهم على صخرة رفضه,وذهب إصرارهم سدى,وباءت توسلاتهم بالفشل.حاولوا إقناعه بوجاهة طلبهم وفائدته التي ستعم البشرية منفعةً.ضل متمسكا بموقفه لمدة طويلة حتى يأسوا منه,وفي أحد الأيام وبدون مقدمات ,ودون إرهاصات, وبلا تمهيد أعلن أنه موافق على طلبهم.لاندري سبب موافقته,وليس هذا موضوعنا,رغم تفهمنا لأسباب رفضه وأهمها العين والحسد.كادوا يطيرون من الفرح,وعم السرور المكان, وبدت آثارهما(الفرح والسرور) على محياهم.تداولوا طويلا خطوات التنفيذ.
لابد,قبل أن نسترسل,من وصفه.مواطن عادي بمواصفات عقلية فوق عادية ,وذاكرة حدث ولا حرج.المفارقة أنه رغم مواصفاته العقلية وتميزه الذهني إلا أنه لم يكن أصلعا,بل لا نبالغ حينما نقول أنه كثيف شعر الرأس وتلك ميزة أخرى فاقت في أهميتها ميزاته الذهنية (التي ما توكل خبز في حاضرنا المادي).وكان إلحاح أصدقاءه عليه ينصب على هذا الجانب منه فقد كانوا ينظرون إلى شعره بإعجاب بالغ , وبعين الإحترام والتقدير لأسباب شخصية تتعلق بكل واحد منهم(عقد نقص). معظهم كان أصلعا ,بدرجات متفاوته ومساحات متباينة,والباقين عند خط الإنطلاق,أو سائرين بسرعة, نحو ذلك المصير المشؤوم.
كان طلبهم إجراء دراسة علميةً,جينيةً,دي أن أي إييهً (DNA) على حقل شعره الملقب بفروة رأسه, ومنابع ذلك الشعر والمسمى بالبصيلات.كانوا يستهدفون تحديد الجين المقاوم لتساقط الشعر,لديه, وعزله,وأيجاد وسيلة تمنح صلعان العالم بارقة أمل بعلاج رؤوسهم العارية,من الشعر طبعا.
دخل المختبر وتم أخذ عينات من شعره,إنتزعت مع بصيلاتها,ولم يسب أو يشتم رغم الألم.جندوا معارفهم وواسطاتهم للدراسة.تحدثوا مع معارفهم في معهد الأبحاث, ووزارة الصحة.تناقشوا مع الأطباء والأخصائيين في المستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة. شارك كثيرون في العمل ,وساهمت فرق في السعي.كانوا يريدون أن تبقى مساعيهم سرية إلا أن الدولة علمت بتلك الجهود. سارعت الحكومة,على غير عادتها, بوضع كافة إمكانياتها. شكلت اللجان,وصرفت بدلات العمل الإضافي للعاملين بالمشروع,بل وجلبت خبراء أجانب و أحدث المعدات.
توصل العلماء إلى الجين المسبب لتساقط الشعر,وكانت تلك النتيجة الأقل إثارة التي توصل لها العلماء من الدراسة.كان حدس أصدقاءه صحيحا, ونظرتهم لشعره صائبة, ورؤيتهم للموضوع ثاقبة.كانت أهم نتيجة لدراسة شعره أنهم وجدوا جين,إنفرد به,يختص بتجديد بصيلات الشعر التالفة ,ويقوي الضعيفة منها.
بإختصار,توصل العلماء بعد دراسته إلى عقار يعيد الشعر إلى الصلعان وتم تسجيل براءة إختراعه,وتصنيعه محليا.ولا يخفى عليكم أن الطلب على العقار كان عاليا(محليا, وعربيا, وعالميا).تم وضع سعر يتناسب مع أهمية العقار, وندرته, وشدة الطلب عليه.وبعد عام واحد من بيع العقار تجاوزت إيراداته إيرادت النفط وعوائد الإستثمار مجتمعين. ورغم أن صاحبنا لا يحصل إلا على 1% من إيرادات بيع دواء الصلع العجيب إلا أن ثروته فاقت ثروات بيل غيتس ,والوليد بن طلال, وكارلوس سليم المكسيكي اللبناني الأصل, وتصدرت صورته غلاف مجلة التايم كرجل القرن,كما أصبح شخصية عالمية ترافقه مظاهر التكريم حيثما حل ,ولا يسع المجال لحصر التقدير الواسع والإهتمام العالمي الذي حصل عليه,وقد يكون لنا عودة أخرى نخصصها لذلك.
المفارقة في الموضوع,أن أحد الأصدقاء الذي تبنى فكرة إجراء الدراسة مازال عاري الرأس حيث تبين أن لديه مناعة ضد العقار.مقرود.
المتعوس متعوس ههههههههههه
كسر خاطري .. عقب هالخبه كلها .. الكل استفاد إلا هو
أقصد الصديق طبعا
عساك على القوة تحلطم وأكيد مثل كل مره أقولك لا يوقف لا يوقف
فعلا المتعوس ماله حل
أما اللي كسر خاطركم فإسمحي لي أن أشكك بقصدكم المقرون ب “طبعا”
فمن المؤكد أنكم وبفضل متابعتكم ,المشكورة,المتواصلة تعون جيدا جغرافية رأس كاتب البوست
الله يقويج يالجودي
والشكر لكم على تواصلكم
والإمتنان لتشجيعكم الصادق و “لا يوقف لا يوقف”