الموضة الحالية للحكومة عنوانها “المشكلة الإسكانية”. ويشارك المجلس الحكومة في هبّته الحالية بعد أن تبين له أنها من أولويات الشعب(ياسبحان الله ,شنو هالإكتشاف! ).المواطن المسكين هذي موضته من عمر, وأولويته منذ القدم, ومعاناته منذ الأزل ,وشكواه المستمرة دون حل(أو حتى بارقة أمل بالحل).
وبعيدا عن التشاؤم,أعني قبل الخوض فيه,أذكر نماذج من الموضة , الحكومية -المجلس أمية, فيكفي أن أقول أن الصفحة الأولى لجريدة الأنباء الصادرة اليوم تضمنت خبرين حول الموضوع الأول أن الحكومة ستقدم قروض (طويلة الأمد) لمدة 25 – 30 عاما للقطاع الخاص لتمكينه من تنفيذ مشاريع الإسكان( مادري ليش القروض ؟وليش ما يتسلفون من البنوك؟ وبعدين ليش المدة الطويلة للقرض؟ ). الخبر الثاني إقتراح لعضو بمنح 1000 دينار لكل منزل مساحته أقل من 400 متر.
طبعا ماتقدم نموذج فالأخبار عن الإسكان مستمرة دون إنقطاع حتى خلال الأعياد, والعطل الرسمية, وعطل نهاية الإسبوع.ورغم الكم الهائل من الأخبار والبِشارات الإسكانية منذ عقود فالمشكلة كما هي دون حل.وعلى ذكر العقود, أعادت الوطن قبل فترة بسيطة نشر مانشيت لأحد أعدادها القديمة نصه”مدينة الصبية تستقبل أول سكانها عام 1983″ .لا تعليق.
نعود إلى صلب الموضوع, ويؤسفني أن أقول أن حل مشكلة الإسكان يتطلب (بالإضافة إلى الرغبة الصادقة بحل المشكلة) قرار سريع,إبداع وإبتكار,تعاون بين الجهات المعنية, تجاوز البيروقراطية.ولن أجافي الواقع ,ولن أتجنى كذلك على الحكومة,وفي محاولة لتجميل النقد لحكومتنا الرشيدة أقول أنها تفتقد كل ماتقدم وهي على بعد سنوات ضوئية منه.المشكلة الأكبر أن الحكومة حتى وإن قطعت سنواتها الضوئية وأوجدت الحلول فإنها ستصطدم بالواقع: غياب الرغبة الصادقة لحل المشكلة.
الموضوع لا علاقة له بالمؤامرة وليس نكاية بالشعب,كما أتمنى,وإنما لأن المعنيين بحل مشاكلنا ,ومتخذو القرارت من وزراء ونواب وكبار المسؤولين ,ببساطة,غير معنيين بالمشكلة ناهيك عن حلها.فمن يملك فيلا بإرتداد راهي,ومن ضمن السكن له ولأبناءه ومن يشكو من تخمة مساحة بيته يظن أن الجميع مثله,وأن الكويتي عيّار بس يتحلطم.
عيار ربما,بس يتحلطم أكيد, لكن الأكيد أيضا أن هناك مشكلة إسكانية لابد من حلها,وبسرعه.
اترك تعليقًا