ببساطة,كانت تعشق الشيكولاته وكل مايمت للكاكاو بصلة.
كانت تتلذذ بتناول ألواح وحبات الشيكولاته بالحليب وتلك الخالية منه,بالمكسرات والفواكه وبدونهما. تشرب حليب بالكاكاو ساخنا وباردا.كانت المثلجات بنكهة الكاكاو مفضلتها.وكان عشقها “choclate cheese cake” .بإختصار كان الكاكاو بتنوع خواصه الكيميائية والفيزيائية عشقها.ورغم ذلك لم تكن سمينة وهو مايعد إنجازا إذا ما أخذنا بالإعتبار شراهتها في تناول تلك المادة الغذائية .
لم يكن لكتل الشحم موقعا في جسدها كما لم يكن أي من أنحاء جسمها مقرا لتلك الكتل .بإيجاز ,ودون الدخول بالتفاصيل ,لم تكن ترتدي ملابس مقاسها يتضمن الحرف( X ) اللاتيني بل ولا الحرف(L).لم تكن سمينة,و لم تكن نحيفة ,وإنما كانت ممتئلة بعض الشيء. بنيتها كانت رمزا للصحة والثراء في عصور سابقة.وجنتاها المستديرتان يميزان وجهها النضر.
من سوء حظها أن تلك البنية لم تكن ال”موضة” السائدة في العقد الثاني من الألفية الثالثة . كانت النحافة معيار لإختيار عارضات الأزياء وممثلات الأفلام والإعلانات التجارية.كانت الملابس مصممة للنحيفات وكانت تفضح أدنى درجات السمنة .لذا ,تسابقت الفتيات في عصرها على النحافة وإن تطلب ذلك جراحات طبية.منهن من قام ببتر جزء من معدتهن لتستوعب كميات أقل من الأطعمة ومايفيض منها تلفظه أفواههن.أخريات قمن بشفط شحومهن.وفي المقابل,كثيرات مارسن الرياضة و/أو الحرمان من نعم الله.
في لحظة ما قررت أن تكون أنحف.لا نعرف دوافعها وإن كان جهلنا بدوافعها لا يردعنا عن التخمين.ربما كانت تسعى للتميز بين صديقاتها وزميلاتها وربما التفوق شكلا عليهن,وربما كانت تستعجل قدرها المكتوب بالزواج مبكرا ,وربما لتزداد إعجابا بنفسها أو ثقة بها.لايهم السبب بقدر أهمية ماجرى لها.
أدركت أن سبيلها لتخفيض وزنها وتقليص حجمها التوقف عن طعامها المفضل:الكاكاو.توقفت عن تناوله صلبا أو كأحد مكونات الحلويات وإكتفت بتناوله سائلا. كانت ترتشف الحليب بالكاكاو ساخنا في إفطارها وتتناوله باردا طوال نهارها.إستمرت على هذا النحو أياما.رغم تغيير نمط غذائها وتقليل ماتتناوله من طعام إلا أن وزنها لم ينقص بقدر جهدها ومعاناتها.قررت التوقف عن تناول مشروبها المفضل.خطوتها الشجاعة و إصرارها على تخفيض وزنها آتت أُكلها.لاحظت إنخفاض وزنها بشكل متواصل مع مرور الأيام وشعرت بشيء من السرور .
إستثمرت جسدها الجديد كما تمنت.إقتنت ثياب بقياس بنيتها الجديدة .ثياب تناسب جسدها الذي إنكمش.إشترت ملابس متنوعة الألوان والأشكال والأطوال.سراويل ضيقة تكشف نحافة الساقين.فساتين تلتصق بجسدها الصغير كأنها حيكت عليه وأخرى طويلة فضفاضة تشي بنحافة من يرتديها.
واصلت نظامها الغذائي الجديد بإصرار . إستمر وزنها بالإنخفاض و وواصلت بنيتها تقلصًا.تحولت من ممتلئة إلى نحلية,بل وربما هزيلة.إعتادت نفسها على الحرمان وألَفت معدتها قلة الزاد.
سرورها بنجاحها في تخفيض وزنها لم يكن خالصا .كانت تشعر بشيء ينغص عليها روعة إنجازها ولم يكن الخمول الذي يراودها بعض الأحيان سببه الوحيد.تهاجمها تساؤلات من حين إلى آخر حول جدوى ما تقوم به . شعرت بأن إنجازها على مستوى الجسد لا يوازيه رضاً في نفسها.تشككت مرارا بأهمية ما تقوم به.غاب عنها وهي تحصر ملاحظتها في جسدها أفول في أنحاء أخرى منها.كانت تغيراتها ,بطيئة,متدرجة,وتزداد رسوخا .فقد شعرها وعيناها بريقهما بمرور الأيام. فقد وجهها نضارته وغابت البهجة عن إبتسامتها .غارت عيناها شيئا فشيئا وبرزت عظام وجنتيها.قلّت زيارات إبتسامتها التي لم تكن تغادرها .
وفي إحدى الصباحات دخل عليها حاملا بيده طبقا كبيرا.قربه نحوها قائلا “بمناسبة حصولي على الماجستير”.كان مصفوفا على سطحه شيكولاته بأشكال وأحجام مختلفة. تناولت أصغر قطعة في الطبق.سحبت منديل ورقي من علبته وقبل أن تلف قطعة الشيكولاته بالمنديل قال لها “تهنئتي بالشهادة أن تأكليها وتخبريني برأيك فالجميع يقول أنك خبيرة شيكولاته”.حاولت الإعتذار دون جدوى أمام إصراره المهذب.
إبتسمت وهي تدسها في فمها. تشّرب جدار فمها ولسانها طعم الشيكولاته في لحظات.أغمضت عيناها,لثوان, دون وعي منها أو إرادة وهي غائبة .شعرت بصاعقة تضربها وتعيد إلى روحها بهجة الحياة وجمالها وروعتها.فتحت عيناها على وجهه الباسم. رأته في غاية الوسامة رغم أن مايربطه بالوسامة خيط لا يكاد يرى. رأته,بلا سبب, في قمة النبل والشهامة.رأته ملاكا.رأته بعين الرضا وبروح سعيدة مسرورة كما لم ترى رجلا من قبل.وكانت تلك النظرة بداية علاقتهما.
يقال أنه بعد عام من زواجهما أصبح يلقبها ب”البطه” وهو يلقمها بيديه الشيكولاته.
هههههههههههههه
يا حلات النهايات السعيده ..
المهم إن وزنها كان مناسب لبدلة العرس ..
الكاكاو العشق الأبدي لغالبية النساء ..
الله يجيرنا من مضاره ..
عساك على القوة تحلطم خوش بوست
لذييييذ بنكهة الشوكولاته ..
تسلم ايدك ..
تحياتي
تصدقين قمت أحب النهايات السعيدة
مع أن الأدباء الكبار يقولون لابد أن ينتهي العمل العظيم بمأساة
بس أشوف أن النهاية السعيدة ,خاصة إذا كانت مقدماتها مأساوية,نوع من التفاؤل ويبث البهجة في نفس القاريء
وبصراحه الواحد مو ناقص نكد
تسلمين يالجودي
والألذ تعليقكم ومشاركتكم