كان ممسكا بالقلم دون أن يحركه على الورقة بل لم يقربه منها.يؤلمه أن تحرمه المشاغل والمسؤوليات عن الكتابة .أراد أن يكتب ولو كلمة واحدة.القلم بين أصابعه, الرغبة بالكتابة تملؤه,يدفعه الحماس و تتصارع في عقله الموضوعات.أمسك بقلمه وقرر أن يكتب مالم يحدث:
جلسا يتحدثان.أحاديثهما لاتخرج عن نطاق أحوال الأسرة وربما ,حينما يريد إستثارتها ,يحدثها عن الأوضاع السياسية.أحاديث بلا هدف وبلا نتيجة مجرد تبادل كلمات وجمل .حوارهما مجاملة .تربطهما علاقة سطحية لم تزيد السنوات عُراها توثقا. ربما كان دوره في إطلاق الكلمات من فاهه,وربما كانا صامتان حينما لا حظ ما إستبد بها.قطبت جبينها وكست عيناها نظرة إزدراء.كانت عيناها مصوبتان بإتجاهه ونظرها يتجاوزه .مرت فتاة بجواره آتية من خلفه.عرفها حين لمحها.كان يراها من قبل .بإختصار كانت فاتنة.
تساءل في سره عن سر إمتعاضها.أهو حسد لشباب تلك الفتاة وحسنها ؟ أم تراه أسف على شباب رحل ,و جمال بهت ,وجسد ترهل بفعل تكرار الحمل والولادة.إلا تدرك أنها ترفل بنعمة الحياة لا ينقصها شيء من مادياتها.ألا تعي أنها تعيش في محيط من الإستقرار تحت ظل زوج محب يطوقها أبناء مطيعون.
قطع صمته سؤالها:”شنو كنت تقول؟”
أجاب:كنت أظن أن أيامي رمادية وحياتي مملة ولكني أدركت أني في نعمة كبيرة.
أضاف وهو يغادر مقعده:O.K bye
تركها في حيرة.
لم تصدر عنه مثل تلك العبارات من قبل.لم يتحدثا بعمق مطلقا.
تساءلت في قرارة نفسها “هل حياتي مملة وأيامي رمادية؟”
تكررت لقاءاتهما وتكررت خلالها أحاديثهما ولا تزال علاقتهما سطحية.
مؤسف إن كلا الطرفين لم يؤاتي أحلام الآخر ..
فلم يكسر جدار صمتهما سوى حديث باهت أجوف ..
نعم عزيزتي حياتك و حياته معك ممله .. و أيامكما رماديه ..
لم يشفع وجود الأولاد ..
ولا هناء العيش معك عنده ليستطيع أن يستشف غيرتك عليه من مرور هذه الفتاة ..
فاجئني البوست ..
انتشلني من مشاغلي لقراءته ..
عساك على القوة تحلطم
وشكرا جزيلا لك
كان يظن أن حياته مملة رتيبة
وربما كان يغبطها على ماهي فيه من أسباب السعادة الظاهرة
شعر بتفاهتها تتجسد بتلك النظرة للفتاة الحسناء
لم يجد مبررا لحسدها
وأدرك ان مجرد العيش بدون حسد نعمة
وهي ليست زوجته.
تعليقك يخليني أرجع اقرأة القصه مره الثانيه .. الظاهر ساعات الفجر تقلل تركيزي ..
الظاهر في تفاصيل ما انتبهت لها !
قرر أن يكتب ما لم يحدث .. الحبكه في البدايه صح ؟
هي مجرد خربشات لم تحدث وليس له علاقه شخصيه بها ..
برافو