من المؤكد أن أي حكم سيصدره أي قاضٍ سيخالف أهواء الجمهور لأن الجمهور أهوائه متناقضة. فقد يتمنى جزء منه البراءة لشخص ما ويتمنى البقية عقوبة شديدة لذات الشخص.الجمهور تحكمه العواطف والأهواء والتمنيات سلبية كانت أو إيجابية.فقد تحركه الرغبة بالإنتقام أو الشماتة وبالمقابل قد تحركه الشفقة والمحبة .أي أن رأي الجمهور بالحكم تتوافق مع مشاعره تجاه المتهم.
في المقابل,فإن القاضي لابد أن يتسم بالموضوعية والتجرد.و يكون حكمه خال من الأهواء والميول والعواطف ومبني على الوقائع والحقائق التي يزنها بميزان العدل ومن ثم يحكم وفقا للقانون.لذا يرمز إلى العدالة بمرأة تحمل ميزان كفتاه متساويتان وعيناها مغطاة يعني العدالة عمياء.
عندنا إختلطت الآراء وتداخلت العواطف بالموضوعية وأصبح أي حكم عرضة للنقد والأدهى أن يتم كيل التهم على القضاء أثناء النظر في القضية فمن يقول القضية مسيسة ومن يقول محاربة النوايا وغيرها من المصطلحات التي إنتشرت على الساحة المحلية.
أعتقد أنه من الضرورة إحترام القضاء وأحكامه فهو المرجع النهائي لخلافاتنا ويجب أن نثق بإستقلاليته.ولا أنسى أن حكم المحكمة الدستورية ببطلان إنتخابات المجلس السابق جاء بعد أيام من تأجيل الأمير لإجتماعات المجلس لمدة شهر وفقا لصلاحياته الواردة في المادة 106 من الدستور.
شخصيا,كنت أقول لو كان الأمير يعلم بفحوى حكم المحكمة الدستورية لما أصدر مرسوم تأجيل إجتماعات المجلس المبطل.
الخلاصة اليوم وفي قضية مسلم البراك القاضي حكم بما يجب,لابما يتمنى الجمهور .والقانونيين يدركون النتيجة مسبقا رغم رأي الجمهور ولا أدل على ذلك من تغريدة محامي البراك ونسيبه التي يقول فيها“إذا حكم القاضي بحبس مسلم البراك فإن الحكم باطل وسيلغى في الإستئناف وهذا مكسب,وإذا قرر القاضي إعادة الدعوى للمرافعة فهذا مكسب أيضا”
فإذا كان قانوني ومتابع للقضية يستبعد البراءة فكيف لمواطن عادي أن يتوقعها ؟
سقطات اللسان تفضح مافي القلب يا أخوي ..
دهوك الريال وقعد هالنسيب .. والله العالم ..
الله يفك عوقه ..
ويحفظ الديره من كل شر !
آمين,
الله يحفظ الديرة من كل شر
ولكن لا أظن أنها سقطة لسان