أعتقد أن كذبة الموسم التي لن ينساها التاريخ عنوانها “سأقاطع حماية للدستور” .الكذبة -النكتة أطلقها نواب الأغلبية المبطلة ومن يسمى بالحراك الشبابي ومع الأسف إنطلت على كثيرين ومن لم تنطلي عليه,من تيارات سياسية ومن يلقبون أنفسهم بسياسيين وناشطين, وقف مساندا لها من باب “الموضة” “والهبّة” التي لابد وأن يسايرها.
سيذكر التاريخ أن هناك أعضاء سابقين ومبطلين رفعوا راية التحدي والمكابرة هدفهم غير المعلن الإستيلاء على السلطة وحكم البلد بمعرفتهم ومزاجهم.هؤلاء طعنوا بكل شيء وحطوا من قدر كل مؤسسة .فالإعلام الذي لايسايرهم فاسد (بمافيه القبس والعربية الإخبارية)والقضاء يكيل بمكيالين حتى أن الوقاحة وصلت بأحدهم أن وصف المحكمة الدستورية ب”محكمة الفريج”وآخر جعل من أحكامها قرارات.هؤلاء يدّعون الحرص على تطبيق القانون وهم من نظم المسيرات إلى السجن ونشروا الفوضى حينما تم تطبيق القانون على جماعتهم .طعنوا بالأمن وجعلوه مستورد من الأردن .طعنوا بالنظام والقانون وتطاولوا على الأمير.الحديث يطول في هذه الجوانب لكنه ليس محور حديثنا,فمحوره الدستور و”حماة الدستور”.
الجماعة يدعون الناس لمقاطعة الإنتخابات لأن الإنتخابات ينظمها قانون ضرورة يصفونه بأنه غير دستوري يعني الجماعة يموتون على الدستور ويعشقون كل كلمة فيه ويحترمونه ويطلبون من الآخرين إحترامه,صح؟
مع الأسف لا مو صح.
طبعا كل الكلام أعلاه غلط فهم هتكوا عرض الدستور ويحاولون قتله والتمثيل بجثته,لكن الظروف لم تخدمهم.؟الله سبحانه مو راضي .
من يتباكى على الدستور ويدعوا للمقاطعة حفاظا عليه وإحتراما لأحكامه ويدين ويندد ويشجب “الضرورة”لأنها تتعارض مع المادة (71) من الدستور هم أول من سعى لتعديل الدستور.سأتجاوز طلب تعديل المادة الثانية منه (ذابحهم الطوع) لكن كلامهم وتصريحاتهم خلال المجلس المبطل تناولت تعديل أكثر من مادة من الدستور ولاننسى نَصير التعديلات الدستورية ومهندسها فيصل اليحي .بعد إبطال مجلسهم إشتغلوا على السقف ناس ترفعه وناس ترفعه أكثر .ويتطلب تنفيذ ترفيعاتهم السقفية تعديلات دستورية أهمها تعديل المادة (56) أو أن يفرضوا على الأمير رئيس وزراء شعبي.حدم طالبت بتعديلات دستورية.آخر الكلام عن الدستور من حماة الدستور صدر عن عبيد الوسمي وكان يريد “تعديلات دستورية أو دستور جديد”.
ولأن “إللي على راسه بطحة يحسس عليها”صرح فيصل المسلم ,ضمن مسلسل الحرب على الإنتخابات,بأن المجلس القادم سينقح الدستور.وكل قادة المقاطعة يخوفون الناس من المجلس القادم ويطالبونهم بالمقاطعة لأنه إما سيلغي الدستور أو ينقحه أو,نكتة,تحويل المجلس إلى مجلس وطني.
شخصيا ,أتفهم موقف النواب السابقين والمبطلين من الإنتخابات القادمة فهي نهاية لمسيرة التحدي ضد من يعارضهم ,وهي جنازة تعاليهم,وهي الصفحة الجديدة التي ستطوي سنوات التأزيم والقلق والتراجع في كل المجالات.
ما أستغربه,كيف تنطلي سالفة حماية الدستور على من يرى في المقاطعة موقف صائب
اترك تعليقًا