T7l6m

بدأ التجمع وبدأت الكلمات والخطب:
“دستورنا العظيم نتاج تلاقح أفكار وتزاوج توجهات مواطنين حكماء.فلم يخلو دستورنا من شيء ولم يتجاهل أمر فإستحقت نصوصه السرمدية وتأهلت للأبدية.”
همهم الحضور بسبب صعوبة المفردات.
“إن دستورنا شامل جامع بنى على الماضي وأسس لمستقبل وعالج الأمور الحياتية دون إهمال الميتافيزيقية بمرونة عكست ديناميكية شعبنا الحر.”
تلفتوا نحو بعضهم البعض وتبسم من لاحظ ضياع من يجاوره في الكلمات متظاهرا بفهمها وهز رأسه موحيا بإستحسانها.
“إن حراككم للدفاع عنه إنما يجسد نبض هذه الأمة الأبية الشماء.لو كنتم قريش لأصبح الدستور لكم هبل واللات والعزى ولو كنتم من قوم نوح لكان لكم ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا فهل أنتم تاركوه وهم لم يكفروا بآلهتهم.”
تحمس الملتحون والمتمسحون بالدين وكادوا أن يقولوا آمنا بالدستور لولا الحياء وإدعاء الرزانة والوقار.
“إنكم شعب سيترك أثراً لن تمحيه الأيام والدهور إنكم “بو كوّات” وسيذكر التاريخ هذا الإسم لأنه سيظل خالدا .إنكم أقسى من الخرسانة وأصلب من الحديد, تأخذون وتطلبون المزيد ,تستبدلون الأجدد بالجديد,لا تزرعون ولا تقطعون الجريد.ونحن منكم وكما تريدون نريد.
أنتم أفراد شعب فريد فالواحد منكم يحرق ولا ينكوي ,يكسر ولا يلتوي, يُقدم ولا يرعوي ,يشرب ولا يرتوي.أنتم سادة السياسة وسدنة النحاسه,لا تحبون الصمغ وتستعملون الدباسة”
هلل الحضور وبشت الوجوه فمن المؤكد أن ماقيل مديح رغم أنهم عجزوا عن فهم الكناية في الجملة الأخيرة.

“والآن جاء الجد ودقت ساعة المواجهة وعنوانها دوائركم .حافظوا على دوائركم خمسة دون زيادة ولا ننسى أصواتكم الأربعة فبدونها ربما لن ترونا وبقدر مايعز عليكم فراقنا يعز علينا فقدان السلطان والسطوة ,و غياب الأضواء وتقلب الأهواء.سيخلو الديوان ويتفرق الأعوان ونعيش في ذل وهوان.سيخيس الحلج وتتعطل الحناجر وربما نغسل الطناجر ولن تجد الحكومة أمامها من يناجر.”
وتحدث آخر مستجديا”سنحارب الفساد وسنلاحق الحراميه ونبني لكم في كل قطعة مسجد وفرع للجمعيه.سنجد لكم المساكن والوظائف وسنزيد الرواتب .سنبني مستشفيات ونرسل المرضى للخارج.سنبني المعاهد والجامعات ونرسل البعثات.
سنحقق التنمية ونحمي المكتسبات وندافع عن الدستور ونحترم القضاء ونتعاون مع السلطة “وختم كلامه باكيا “تكفووون إنتخبونا”.