تولى هيئة الأستثمار مدير عام تخصص حلب النمل.وبعد أن نفذ المدير عدة مشروعات تنموية خارقة ومنها توليد الكهرباء وصناعة الحديد من التواير وإقامة منتجعات سياحية وبحيرات في مناطق ال”دراكيل ” قرر أن ينفذ مشروعه التنموي الأكبر.فكر كثيرا ووضع معايير للمشروع الذي سيخلد ذكراه في التاريخ التنموي العالمي.رآى أن المشروع يجب أن يكون ضخم واضح للعيان(والصاحي ),تحفة هندسية ,مفيد للناس ,ترفيهي,سياحي,ثقافي ,أونس من twitter, وطبعا مربح .
جلب المدير خبراء ومهندسين ومستشارين من كل أنحاء العالم .قدموا جميعهم مقترحاتهم ومشروعاتهم لكنها لم تنال قبول مدير الهيئة ناهيك عن إعجابه.قدموا له مشروعات مفيدة وعملية ليس أقلها سلسلة مطاعم بطاط وبيديان.عرضوا عليه مركز ثقافي ضخم قال مو شي.مستشفيات ,جامعات,مولات,فنادق كانت إجابته دائما لا ,لا, لا.إقترحوا عليه جزر صناعية لحل مشكلة الإسكان قال قديمه الإمارات عندهم.عرضوا عليه فتح مصانع,أعجبته قليلا فكرة مصنع فيمتو لكنه رفض الفكرة.
أصبح المشروع هاجس أقلق مدير هيئة الإستثمار وأرّقه.تورمت عيناه بسبب قلة النوم وكانت الهالات السوداء ضيفا دائما حول مقلتيه.بات لا يهتم بمظهره نبت ذقنه وطالت أظافره,بل أن شعره بات “كشة” دون أن يرف له جفن.هانت عليه حياته في سبيل إنجاز مشروع تنموي ضخم يكون شاهدا على عظمة فكره وبعد نظره.
في يوم ربيعي,وهو على حالته تلك من البؤس,جلس في حديقة منزله ساهما شارد الفكر.سمع هدير محرك الدراجة البخارية المملوكة لأبنه.تأمل إبنه يمتطيها.توقف الأبن قرب والده وأطفأ المحرك.ترجل عن صهوة دراجته وبدأ بالتحدث إلى والده.طلب بعدها من والده أن يغير جو الكأبة والضجر الذي يعيشه.إقترح عليه مغامرة صغيرة تردد الوالد قليلا قبل أن يجاريه في طلبه .طلب منه إرتداء خوذة ومرافقته في جولة على ظهر دراجته.جلس الأب خلف إبنه.
بدأ الأبن بالقيادة متمهلا وزاد سرعته تدريجيا.ولما لم يعترض والده أصبح متهورا بعض الشيء.بدأ يتمايل بالدراجة بين السيارات ويخترق صفوفها عند الإشارة الضوئية الحمراء.شعر والده بالسرور من تلك الجولة وإزداد سرورا حينما ولجا الطريق الدائري الثاني المعروف بشارع الحب.
شاهد مدير هيئة الإستثمار الفوضى المرورية في شارع الحب بعين الرضا.إعتبر توقف سيارتين متجاورتين أو تباطؤ سيرهما لإستكمال حديث بين ركابهما نزق شباب.إعتبر ملاحقة الفتيان للفتيات “غشمره”.كما إعتبر السباقات و التهور مهارات ومواهب.لاحظ تنوع المركبات من سيارات فارهة وأخرى قديمة متهالكة,شاحنات خفيفة بإطارات ضخمة وأخرى ذات ألوان غريبة.عاش بخفة تلك الأجواء مايقارب من ربع ساعة صرخ بعدها ,كما صرخ الأغريقي أرخميدس, وجدتها وجدتها وطلب من إبنه أن يعود به إلى المنزل ليباشر العمل بمشروعه.
يتبع الجزء الثاني والأخير,,,,,,
اترك تعليقًا