من بين كافة شعوب العالم من هو أكثرها تداولا للموضوعات السياسية وأكثرها تعاطيا لها.هل هي الشعوب العربية ربيعية الثورات (مصر -اليمن -ليبيا -تونس )؟هل هو الشعب البحريني أم السوري؟هل الإيرانيين أكثر الشعوب تعاطيا لمنكر السياسة أم الأوروبيين مع الإنتخابات الرئاسية الفرنسية والأزمة الإقتصادية اليونانية ودعم اليورو المانيّا؟
الشعوب السابقة تهتم بالسياسة لكن إهتماهما بها يتداخل مع مشاكلهم الحياتية ويتنافس مع هواجسهم الأمنية ويصطدم بسعيهم “لأكل العيش” وينهزم أمام إهتمامات أخرى لأفراد تلك الشعوب في الجوانب الثقافية والترفيهية والعلمية .
الكويتي ولله الحمد ,رغم سعة إنتقاداتنا وصدقها,إلا أنه مرتاح ماديا,رغم مطالبته بالمزيد وحقه بذلك, ويشعر بالأمان ,رغم القلق.الشعب الكويتي ولله الحمد مرة أخرى مرفّه ومستوى معيشته لا يقارن بكل تلك الشعوب لكن رغم ذلك فالسياسة تأخذ وقتا كبيرا من حياة كثير من أفراده,والأدلة كثيرة.
جرايدنا والقنوات التلفزيونيه شغلها الشاغل السياسة المحلية,أحاديث الدواوين سياسة,المدونات كثير منها سياسية,تويتر حدث ولا حرج,الإزدحام في مدرجات الجماهير في مجلس الأمة تنافس زحمة الأفنيوز بالويك إند.
مو هذي المشكله.مشكلتنا أننا نتعاطى السياسة كجانب ترفيهي رغم ماتسببه من إرتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب والشرايين.بإختصار يمكنني أن أقول إنه من الأفضل أن تدخن بدلا من متابعة السياسة في الكويت فرغم تساوي المضار إلا أن التدخين يفوق في متعته السياسة و”قرفها- بالمصري” .
وبعد أن شخصنا المشكلة ماهو الحل.الحل ببساطة شوفوا لنا شي أونس من السياسة علشان الناس تنشغل فيها .O.K سالفة التفله ترفيهية وتضحك لكن يخربها إنها صارت بمجلس الأمه فتحولت إلى سياسية.وأتفق معكم أن تصريحات النواب ومداخلاتهم في المجلس فكاهية بل إن بعضها يندرج ضمن الأدب الإباحي ,والسوالف من السر ونازل, كإنتقاد الطريجي لسلوك الجويهل.ولا نختلف أن لجان التحقيق وأخبارها وتصريحات أعضاءها يمكن وصفها بالخيال العلمي.ومن المؤكد أننا نضحك على قفشات النواب ونكتهم غير المقصودة حينما يتقدمون بإقتراحات مثل ويوهم التي تذكرك بمخرجين الأفلام الهندية.ولا ننسى طبعا صواريخهم وبطولاتهم الوهمية التي قد تنطلي على البعض لكن الكثيرون يضحكون عليها بمرارة وأسى .
أقول رغم ذلك فلابد من وضع الحلول المناسبة لفك تشابك الشعب بالسياسة.
اترك تعليقًا