كما أسلفنا ,فاز بإنتخابات الحكومة الشعبية من على شاكلة كثير من نواب المجلس.وماذا نتوقع من وزراء مثل السيد عوير والأخ زوير والزملاء المنكسر واللي مافيه خير.تفشت الواسطة وإستشرى الفساد وتفاقمت المشاكل .في المقابل,صمت النواب بعد تحذير وتهديد رئيس الوزراء الشعبي لهم فكلوا تبن وبلعوا العافية.
تناولنا أعمال الوزراء المنتخبين وتوقفنا عند الوزارات السيادية.وزارات الخارجية,والدفاع,والداخلية. تولى الخارجية شخص لا تأمنه على قطيع من الخراف.كانت إختياراته لسفراءنا في الخارج ورؤساء قنصلياتنا ناس أي كلام.ففي السلك القنصلي تولى قنصلياتنا في الهند وسريلانكا وأثيوبيا وأندونيسيا أصحاب مكاتب خدم.وأصبحت سفيرتنا في تايلند تاجرة مشهورة بتجارة الشبابيص وكفرات الآيفون.سفراءنا في العراق وسوريا تجار غنم.سفيرنا في مصر فتح مكتب للقبول في الجامعات غير المعترف فيها.كان كل سفراءنا في دول العالم الثالث “من هالطايح وإنت رايح” . إلا أن وزير الخارجية لم يكن مدركا أن دول العالم الأول لا تمارس تجارة المثلجات يعني”ما تبيع برد”.إستغرب الوزير,و صعقت الكويت لرفض الولايات المتحدة قبول أوراق إعتماد سفيرنا في واشنطن نظرا لإرتباطه المزعوم بحركة طالبان.المملكة المتحدة نصحت الكويت عدم تقديم أوراق إعتماد المرشح الأوفر حظا لسفارتنا في لندن لأنه قد تم القبض عليه أثناء تبوله ,وهو في حالة سكر ,على منزل توني بلير رئيس وزراءهم السابق
كانت مشكلتنا مع المتحدتين,الولايات والمملكة, بسيطة مقارنة بالدمار الذي تسبب به وزيرا الداخلية والدفاع.أبناء الوزيرين كانوا إصدقاء وقد حدث في أحد الأيام أن نشب خلاف بينهما.طبعا بحكم وظائف والديهم الحساسة بالإضافة إلى سوء القدوة والتربية تصاعد الخلاف بين الأبناء فتشاجروا.أصيب إبن وزير الدفاع بخدش في جبهته.تصاعدت الأمور بعد أن شاهد الوزير جبهة إبنه الأمّور ففتح الأب جبهة ضد زميلة.
كان رئيس الوزراء الشعبي يعلم بتهور وزيريه.دعا سموه إلى عقد جلسة طارئة إستثنائية عاجله,تخللتها بعض الشطانه.أمر الرئيس بتخصيص طائرة لنقل أبن الوزير ,يرافقه إخوته وربع الديوانية,لتضميد جبهته في لندن وإستكمال فترة النقاهة في الولايات المتحدة.كما أمر بمضاعفة مخصصات المريض ومرافقيه,وطلب من وزير التعليم العالي صرف شهادة جامعية ,بتقدير إمتياز,للمصاب بالتخصص الذي يختاره .إلتفت الرئيس على وزير دفاعه الغارق في الخجل من كرم رئيسه.ألقى نظرة على وزير الداخلية وهز رأسه فنهض وقبّل أنف ورأس وزير الدفاع طالبا منه السماح.قَبل الإعتذار ورفعت الجلسة.
كان من المتوقع أن تهدأ الأمور لولا حرم سعادة وزير الدفاع.ما إن دخل سعادته المنزل وأخبر زوجته بما حدث في مجلس الوزراء حتى تخصرت له قائلة:شنو شنو شنووو.أضافت بعض التقريع .وختمت ب”شوف, الكلب اللي فلع ولدي لازم ينسجن.سمعت .”
لم يجد وزير الدفاع بداً من الإستجابة لطلبات النسره شريكة حياته ورفيقة دربه.أمر الوزير قائدالشرطة العسكرية بالقبض على الجاني.علمت أمن الدولة بالموضوع فسارعت إلى إبلاغ وزير الداخلية.أصدر وزير الداخلية تعليماته المناسبة.
وصلت مجموعة من الشرطة العسكرية إلى منزل وزير الداخلية .كان المنزل محاطاً بعدد كبير من أفراد وآليات القوات الخاصة.أبلغت الشرطة العسكرية قيادتها بالأمر .إجتمعت قيادة الأركان,في المقابل كانت غرفة عمليات وزارة الداخلية خلية نحل في نشاطها.
وضعت قيادة الأركان الخطة المناسبة.دفع كتيبة مشاة ,بحماية جوية,لتطويق الضاحيه(حيث يقع منزل وزير الداخلية),وضع قناصة فوق الجمعية وبيتزا إكسبرس,مع إقتحام المنزل من الأعلى بالطائرات المروحية.نجحت خطة قيادة الأركان وتم إلقاء القبض على المتهم بشمخ جبهة الولد.
لم تخلو العملية من ضحايا.ثار رئيس الوزراء وطلب من وزير دفاعه الإستقالة.كان الوزير “معصب حده” فوجه قواته نحو مقر مجلس الوزراء وحكم على رئيسه بالإقامة الجبرية بالجابريه.
ولتكتمل الصورة,دخل وزير الدفاع مجلس الأمة أثناء إنعقاده لمناقشة الأزمة. أبلغهم بالتطورات وأضاف”تم إقالة الرئيس وأقترح تعييني بدلا عنه”.
وافق مجلس الأمة بالإجماع على رئيس الوزراء الشعبي الثاني.ولا يزال رئيس الوزراء الشعبي السابق في مستشفى مبارك بالجابريه.
اترك تعليقًا