Statuses

الحكومة الشعبية الأولى

In أخلاقيات, إشاعه on 28/04/2012 by t7l6m مصنف: , ,

أخيرا, إنتخب الشعب الكويتي أول حكومة له.فرح كثير من الشباب وحزن بعضهم وكثير من الأكبر سنا.كانت المنافسة شديدة بين المرشحين للوزارة الذين تنوعت خبراتهم ومؤهلاتهم.كان بين المرشحين حملة مؤهلات عليا وتخصصات نادرة من جامعات عالمية.كان بينهم مهندسين,وإداريين خبراء بالتطوير الإداري ,وإقتصاديين,وتربويين وإجتماعيين وقانونيين.
ولكن كعادة الإنتخابات الكويتية عبر الفائزين عن توجهات الناخب الكويتي (طائفية قبلية عائلية ).وجاء ضمن الفائزين مرشحين مثيرين للجدل .لكن في النهاية هذا هو ثمن الديموقراطية القائمة على وعي الناخب أو لا وعيه.
هللت بعض الصحف بالإنجاز. كانت مسحة السخرية واضحة في تعليقات بعضها.إحدى الصحف كان عنوانها الرئيسي”الحكومة المنتخبة ,الواسطة على أفا من يشيل” صحيفة أخرى علقت “تعودنا على ثرثرة المجلس المنتخب وسنعتاد على ثرثرة حكومتنا” ثالثة كانت أشد حدة توّجت إفتتاحيتها ب”ستترحمون على أيام الحكومات السابقة” .

تم توزيع المناصب الوزارية بالتعاون مع مجلس الأمة وبمباركة أغلبيته.توقع البعض أن الأمور ستتحسن وستدور عجلة التنمية ودولاب التطوير و”تاير” التقدم.أثبتت الأيام أن الحكومة المنتخبة أضافت ثقوبا جديدة إلى ثقوب الدولاب والعجلة.كانت أولوية كل وزير الإهتمام بناخبيه(وأقاربهم وجماعتهم وربع الدوانية).كانت بدايات الوزراء متواضعة من حيث الواسطات إذ إنحصرت بالتعيينات والترقيات.شيئا فشيئا توسعت العملية.

بدأ كل وزير منتخب بمنح العطايا والهبات لناخبيه وفقا لتخصص وزارته.وزير المواصلات بصفته المسؤول عن الكويتية باشر بتوزيع التذاكر المجانية على ناخبيه ويقال أن المقربين منه يسافرون بالطائرات الخاصة على حساب باقي الشعب.الوزير نفسه أعفى ناخبيه من سداد فواتير الهاتف.كما توقف عن القطع المبرمج “رأفة بذوي الدخل المحدود”.وزير الكهرباء سار على نفس النهج وبخبث أكبر حيث قام بمسح فواتير ناخبيه من الحاسوب وأصبح رصيد كل منهم صفر بعد أن كانت متأخراته بالآلاف.لم يكتفي بذلك فمنح المناقصات لمفاتيحه الإنتخابية والأثرياء من ناخبيه.ولم ينسى الوزراء المنتخبين زملاءهم في مجلس الأمة فكانوا لهم خير عون بالواسطات والمناقصات.
خلال الحكومة المنتخبة أصبح العلاج في الخارج أسهل من مراجعة المستوصف,والممنوعين من السفر يسافرون دون قيود,وإعانات الأيتام تصرف للمتزوجات وإعانات الأرامل تصرف للرجال,وإستحوذ على الرعاية السكنية ناخبو وزير الإسكان,ويجرى التلفزيون يوميا مقابلات مع ناخبي وزير الإعلام وأطفالهم وسيلانياتهم,وتحولت أملاك الدولة إلى أملاك ربع وزير المالية وناخبيه,وهكذا في كل الوزارات.
كانت الأمور ستستمر لولا ماحدث في مجلس الأمة.في إحدى الجلسات إنتقد أحد الأعضاء وزير الصحة بحدة وشيء من” قلة الأدب”.قال له”كيف يحرم زميلنا العزيز مواطن من العلاج في الخارج”كان يقصد قريب له مصاب بزكام .إنتفض وزير الصحة ورد غاضبا”ماتاكل تبن وتسكت.حقيقه إنك مَنكر حسنه.بذمتك جم واحد من ربعك فيه إسهال وديتهم لندن للعلاج” .وقف عضو آخر لمساندة زميله وقبل أن يتفوه بكلمة إلتفت عليه وزير الدفاع قائلا”ها نسينا القاع-قاع” ويقصد صفقة صواريخ أرض-أرض تم منحها للعضو.طرق رئيس المجلس بمطرقته ونهض رئيس الوزراء الشعبي وهو يرغي ويزبد كأنه غسالة مليئة بصابون تايد.صرخ غاضبا موجها حديثه لرئيس مجلس الأمة:”سكّت ربعك أحسن لك إذا تبي تستمر العلاقة طيبه.المكان والظروف لا تسمح بنشر الغسيل وغسيلكم وايد وصخ.”.طأطأ النواب رؤوسهم في خنوع.
حاول رئيس مجلس الأمة الإعتذار .وبخ العضو الذي إنتقد وزير الصحة وهدد بطرده من القاعة,لكن دون جدوى.إلتفت رئيس الوزراء الشعبي على الطاقم الوزاري فنهضوا جميعا وغادروا المجلس.ساد الصمت مجلس الأمة ورفع رئيسه الجلسة.
غاب الوزراء عن جلسات المجلس وتوقفت الجلسات ,وبعد توسلات من النواب وبوس خشوم ومليون “تكفون” وافق الوزراء على حضور الجلسات.إستمرت العلاقة بين المجلسين على مايشتهي رئيس الوزراء الشعبي.النواب ينادون الوزراء “حجي جلبان” والوزراء يزدرونهم.
كانت العلاقة ستتواصل بين الطرفين لولا سواد وجه من تولى وزارات السيادة.
ولنا بإذن الله عودة لهذه الحكاية.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: