أخيرا,ودون وصف الكيفية,تم الموافقة على أن يتولى الحكومة رئيس وزراء شعبي.إجتمع ممثلو الطوائف والقبائل والكتل السياسية في الكويت لتحديد كيفية إختيار الرئيس.بدأت الخلافات تدب بين ممثلي الشعب .سنة وشيعة بدو وحضر.قرروا ,لنزع فتيل الخلاف, أن يتولى رئاسة المجلس ممثل عن كل فئة من الفئات الأربع لمدة سنة واحدة بالتناوب ,وبعد تجدد الخلاف بسبب الإستعجال على الرئاسة تم تقليصها إلى ثلاثة أشهر سنويا.
توقعوا أن تتوقف الخلافات لكنها تواصلت هذه المرة بين أطياف كل فئة.هناك خلاف بين السلفيين والسلفيين العلميين والإخوان المسلمين وغيرهم من الأحزاب الدينية على من يمثل السنة.خلاف آخر بين عيال بطنها وعيال ظهرها (واللي بطن و ظهر زاويه وإرتداد) من جهة والمتأسلمين.
بين الشيعة حدثت خلافات مشابهة بين العيم والحساوية والبحارنة وفئات أخرى وبينهم وبين حزب الله فرع الكويت والأحزاب الدينية الأخرى.
وبالمثل حدثت خلافات بين ممثلي القبائل على أحقية كل منها بأن يكون ممثل القبائل لرئاسة الحكومة بل وبين بعض الأفخاذ في بعض القبائل.
وتواصل التشرذم الكويتي فتفتت الكتل السياسة طمعا بالمنصب.كل عضو بالمجلس جذب إليه شخصية ما وشكل تجمع سياسي. فعلى غرار العدالة والتنمية ظهرت كتلة المشاخاة والتغذية,وكتلة الواسطات والترقية وكتل سياسية أخرى لاعلاقة لا بالسياسة بل هي إلى بيع البرّد أقرب منها للسياسة.
ولحل الإشكالات وتجنبا للفتنة قررت كل فئة تسمية عدد من المرشحين وفقا لتقسيماتها الداخلية .وتبين أن عدد المرشحين الذين يمثلون كل تقسيمة سياسية ,طائفية,قبلية,أسرية,مناطقية,فئوية تتجاوز الأربعمائة وتحديداً 453 فريق.قاتلت كل فئة فرعية للحصول على المنصب.بحسبة بسيطة إتضح أن كل فئة سيكون لها رئيس وزراء لمدة 19 ساعة و33 دقيقة سنويا.
تدخل الحكماء وقرروا تشكيل لجنة لتقليص عدد المرشحين.تمكنت اللجنة بعد أربع سنوات من الإجتماعات وبعد إنشاء 13 لجنة فرعية من التوصل إلى حل.لايخفى على عاقل أن الحل إستلزم تنازلات متبادلة ووعود بمناصب سياسية ذات مستوى أدني مثل وزراء ووكلاء وزارات ووكلاء مساعدين.تم تقليص عدد المرشحين إلى 52 مرشحا.ورغبة بمزيد من التقليص تم إقتراح إجراء قرعة بين المتسابقين.رفض الإسلاميين المقترح لأسباب شرعية إلا أن بعض الخبثاء يدّعون أن أحد المرشحين المتأسلمين قال بجلسة خاصة أنه رفض القرعة لأنه يعلم أنه مو (مشنص)كفلان الليبرالي.وعليه تم رفض المقترح والإكتفاء بال 52 مرشح وتم الإتفاق ان يكون كل منهم رئيس شعبي للوزراء لمدة أسبوع سنويا بما فيه الويك إند.
ومن الجدير بالذكر أن شرف تولى كرسى الوزارة قد تم وفقا للمهارات الفردية للمرشحين.وكانت معايير الإختيار القدرات الجسمانية, والسرعة ,وسرعة البديهة للمتنافسين, وقدرتهم على دفع المنافسين.حيث تم تبني إستراتيجية الكراسي الموسيقية المعروفة لتلاميذ رياض الأطفال.
وقد تولى ,وفقا للمسابقة,شخص عسكري وزارة المالية,وخريج آداب وزارة الكهرباء,وخريج هندسة وزارة الأوقاف,كما تولى مفتش بلدية سابق وزارة الخارجية.
هذا ,ولله الحمد والمنة,إستمرت الوزارة الشعبية لمدة ثلاثة أسابيع تداول خلالها السلطة سلميا ثلاثة رؤساء شعبيين أصروا على عقد إجتماعات مجلس الوزراء في القهوة الشعبية تأصيلا للمبدأ وتأكيدا له.
اترك تعليقًا