Articles

هذي آخرتها: الثاني .

In قصص, إشاعه on 18/04/2012 by t7l6m

هل تعرف سبب إستضافتكم؟سأله أحدهم,متهكما, بصوت أجش.
أجابه:لو كنت أعرف السبب لما أثقلت على من إعتقلني بالأسئلة؟
قال السائل بنبرة متعالية:كيف تتجرأ على أسيادك و”عمامك”؟
تمتم متساءلا “أسيادي؟” ثم قال:لم أتكلم عن الأسرة ولم أتطاول على أي من أفرادها.
سمع ضحكات مكتومة ظنها تشكيكا بكلامه فواصل قائلا “قسما بالله لم أتكلم عن أحد منهم .بالعكس أعتقد يقينا بأنهم عنصر إستقرار البلد ” .
وما أن أتم عبارته حتى ضجوا بالضحك .سمع أحدهم يقول بصوت خفيض :هذا مسكين, جاهل. لنبدأ معه خطوة بخطوة.
بدأ صاحب الصوت الأجش بإلقاءالأسئلة وحاول هو جاهدا أن يجيب عليها بصدق وأمانة.

المحقق:ما رأيك بالمادة السادسة من الدستور بأن الحكم ديموقراطي السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا.
هو:شخصيا أفتخر بدستورنا ولكن أظن وبعد عقود من الممارسة أن الشعب لا يعي روح الدستور ولم ينضج بما يكفي ليحمل مسؤولية هذه المادة على وجهها الصحيح.
صفعت قفاه يد ثقيلة بعد إجابته.نهض غاضبا فتلقى صعقة على رقبته وسرى تيار كهربائي في جسده طرحه أرضا.
شعر بأيد كثيرة تحمله إلى الكرسي وتقيد يديه به.تجمع الألم والغضب والرغبة بالإنتقام وإختلطت بقوة الشباب والتحدي فأقذعهم وشتمهم.تلقى صعقة كهربائية أشد ترافقها عبارة”صير ريال”.غاب عن الوعى فترة لا يعلم كم طالت عاد إليه بعدما سكبوا ماءً على رأسه .عاد وعيه حاملا بصيرة ثاقبة.أدرك أنه في مواجهة شرذمة متعصبة مهووسة تنتهك القانون وتستهدف رأيه.حصّن كرامته بالصبر والتمسك بقناعاته.توقع أن يتلقى مزيدا من الضرب وأشكال التعذيب وقرر أن يحرمهم من الشعور بنشوة النصر أو لذة النجاح.
سمع تذمر أحد الحضور .تذمره ليس على مافعلوا به وإنما على التوقيت:”تصرفوا معه كما تشاؤون ولكن لينهي كلامه أولا”. قال بثقة “موتوا بغيظكم فلن تسمعوا مني كلمة”.قال المحقق ,بصوته المميز, يكاد يستعطفه ليتكلم:”لننهي هذا الأمر بسرعة حتى تعود إلى بيتك” .صمت ولم ينطق بكلمة .حاول المحقق إستدراجه بالكلام فلم يفلح.كرر محاولاته دون جدوى.بعد أن يأس منه طلب من الحاضرين مغادرة الغرفة.إعترض بعضهم وأصر المحقق.خرجوا جميعا من الغرفة يرافقهم المحقق.شك بأن بعضهم نواب .لم تعينه عيناه الغارقة في الضوء على تحويل شكه إلى يقين .
دخل المحقق بعد دقائق معدودة.أقفل الباب بمفتاح وفك قيده بمفتاح آخر.قال”أفهم موقفك مما جرى ولا ألومك على رد فعلك.فنحن شعب أبيّ كريم لايقبل الإهانة” .كانت لعبارته صدى في نفسه.أثارت فيه بعض الإرتياح إلا أنها لم تزحزحه عن موقفه.سأله المحقق إذا ما كان يرغب بماء أو سيجارة أو أي شيء آخر.هز رأسه نافيا.ساد الصمت دقائق معدودة أقسم بعدها المحقق أنه لن يمسه بأذى.أضاء المحقق مصابيح سقف الغرفة وأطفأ المصباح المسلط على وجهه.شعر بشيء من الإطمئنان وراودته مسحة من الثقة بالمحقق.
قال المحقق:إنك تحيرني كثيرا فقد كنت في السابق من معارضي الحكومة ومن روّاد ساحات الإحتجاج واليوم تقف موقفا عدائيا من ممثلي الشعب.موقفك غريب وقد يراه غيري مريب.
أثار كلام المحقق لوعة في نفسه غلبت قراره بالسكوت:أرجوك,لا تذكرني بتلك الأيام ولا بمافعلته حينها فأنا أخجل من مواجهة أصدقائي بسببها.أعترف أني كنت مخدوعا.
المحقق:ولكنك كنت تعارض سلوك لا دستوري ونهجا خاطئا وتحلم بمستقبل أفضل لك ولبلدك.
هو:نعم كنت أعتقد ذلك وقد أوهموني بصدق مايقولون وبوطنيتهم.فكنت شريكهم في ضياع البلد.
المحقق:لا تقسو على نفسك ولا تظلم ممثلي الشعب.
قاطعه مستهجنا:لا أظلمهم.هم من ظلمونا وظلموا البلد.غرقوا في سكرة النصر وإستعلوا على الآخرين.عادوا بنفس المواقف وكرروا الأزمات بذات الوسائل.وهاهم اليوم يصنعون الفتن وينشروها,يتهمون الناس دون أدلة ,يحاربون القانون ويعترضون على القضاء وبذات الوقت يتمترسون خلف حصانتهم .
إستمر حوارهم بين أخذ ورد لساعات.المحقق يبشره بعهد جديد يقوده الشعب وممثليه في المجلس وهو يعدد مثالبهم وسقطاتهم وتعهداتهم ووعودهم للشعب التي خانوها.عجز المحقق عن تغيير رأيه وفشل بالحصول على تعهد منه بعدم إنتقاد النواب والكتل البرلمانية.خرج المحقق قبل أن يصاب بعدوى قناعات من يحقق معه.إغلق الباب بقناعات تهاوت إلى مستوى رأي قد يكون صائبا وقد يكون خلاف ذلك.
سمع جلبة في الخارج.برز صوت أحدهم يسأل المحقق:”بإختصار تقصد أن الأخ يرفض التعاون؟”.تداخلت الأصوات والكلمات بمزيج غير مفهوم وتوقفت حينما قال المحقق :”العنف لن يغير من الأمر شيء” .بعدها فُتح باب الغرفة.وبدأت جولة أخرى ضده.

يتبع,,,,,,,

الإعلان

2 تعليقان to “هذي آخرتها: الثاني .”

  1. بوست مخيف لواقع .. لا أراه مختلف عن واقعنا بكثير ..

    وقناعات بدأت بالفعل تتهاوى ..

    الله المستعان

    وعساك على القوة تحلطم ترى متابعه

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: