فتحت عيني اليوم على النصف الأسفل للقبس(وربما جميع الجرايد نشرته)والذي حمل إعلان مدفوع الأجر ,بالشيء الفلاني ,من المجلس الأولمبي الأسيوي.حمل الإعلان-البيان كثير من المعلومات.وحيث أني قليل المعرفة بالرياضة الأولمبية منها والإتحادية القارية والإقليمية فسأتناول البيان من منظور مدى دقة وصحة البيانات الواردة فيه ومدى ملائمتها كبيان يعبر عن 45 دولة تمثل ثلثي سكان العالم(كما جاء في البيان).
بداية,إستهل البيان آية كريمة(إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا من الحق شيئا) وحيث أن البيان يمثل دول وشعوب تدين بالهندوسية والبوذية والطاووية والمسيحية وبعضها يتبع التعاليم الكونفوشيوسيه فمن غير الملائم أن يتجاهل المجلس باقي ديانات أعضاءه وربما يدل ذلك أنه لايعبر عن موقف دوله الأعضاء,ومن المرجح يهدف إلى دغدغة مشاعر قراء البيان ,إذ من المؤكد أنه موجه للكويتيين المسلمين.
الفقرة الأولى من البيان أشارت إلى أن المجلس يتعرض للمضايقات والعراقيل التي يواجهها في حين أنه يستعد للإحتفال العام القادم بمرور 100 عام على “إنطلاق تنظيم الحركة الأولمبية الأسيوية متمثلة بدورة الألعاب الأسيوية”هذه العبارة غير صحيحة ومضللة إذ أن الدورة المشار إليها سميت “ألعاب الشرق الأقصى” وجمعت الإمبراطورية الصينية والفلبين والصين فقط ولم تنطلق الألعاب الأسيوية إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1950.
النقطة الأخرى في البيان وصف المجلس الأولمبي نفسه بأنه منظمة دولية من ال 35 منظمة دولية وأقليمية التي تقع مقارها في الكويت كمنظمة المدن العربية وشركة الملاحة العربية والهلال الأحمر وهو تشبيه غير صحيح ,ليش ؟سألتوني.
المنظمات الدولية والإقليمية في الكويت أعضاءها دول كالصندوق العربي للإنماء الإقتصادي,وأوابك ,والمؤسسة العربية لضمان الإستثمار وحتى شركة الملاحة العربية فإن ملاكها حكومات الدول.في المقابل فإن المجلس الأولمبي أعضاءه لجان أولمبية وطنية وهي مؤسسات أهلية(غير حكومية).وتذكرون جميعا موقف إتحاد كرة القدم وشكواه للإتحاد الدولي بسبب التدخل الحكومي والذي ترتب عليه عدم رفع علم الكويت في البطولات الدولية. والأدهى والأمر أن المجلس الأولمبي يقول إنه منظمة دولية وتم تأجير الأرض له بصفته نادي رياضي.
صلب البيان هو طلب الإلتزام بالقانون رقم6/2006 الذي صادق على إتفاقية المجلس الأولمبي ولكن القصه مختلفه. المجلس طلب بناء“المركز الأولمبي للمؤتمرات وإستقبال الضيوف”وأخذ تراخيص و أضاف طلب إقامة حديقة أولمبية بمساحة 60% من الأرض وطلب لاحقا تقليصها لتكون 40% منها ليستغل الباقي تجاريا. وإستغل أرض مساحتها تتجاوز 18 ألف متر مربع(18820 متر مربع) عالكورنيش لبناء مركز تجاري إستثماري بمطاعم ومقاهي ومحلات يسمى مول أولمبياhttp://www.olympiamall.net/ara/olympia-mall/ .
من المخجل أن البيان وصف االموقع ” بالأرض البور” وهو يعلم أن قيمتها عشرات الملايين إستأجرها سنويا بأقل من 24 دينار نعم 24 وليست غلطة مطبعية.فكما أسلفنا إستأجر المجلس الأولمبي الأرض بصفة لا تنطبق عليه(نادي رياضي) في حين أنه يكرر إدعاءه في بيانه بأنه منظمة دولية.فالنوادي الرياضية تمنح لها الأراضي ب12 دينار لكل عشرة آلاف متر مربع تشجيعا لها.المهم المجلس الأولمبي صلّح غلطته فقد جاء في بيانه”بادرنا-بدون تفاوض-بقبول أعلى قيمة إيجارية لدى الدولة (36 دينار للمتر) ملتزمين بها طواعية”. تدرون إن هالعبارة تعني مضاعفة القيمة الإيجارية 28230 مرة يعني زيادتها(ولا تتتعجب وايد) بنسبة 2823000% يعني تم زيادة الإيجار (طوعا وبدون تفاوض بنسبة مليونين وثمانمائة وثلاثة وعشرون ألفا بالمئة حيث أصبح الإيجار السنوي 677520 دينار بدلا من 22 دينار و584 فلس.شخصيا لو آنا على حق وعندي إتفاقية غير قابلة للطعن في نصوصها وقابلة للإلغاء سأكون عبيط أن أقبل هذه الزيادة الفلكية في الإيجار ناهيك عن أن أقبلها طواعية ودون تفاوض.
وفي ختام بيانه تذكر المجلس الأولمبي الدين الإسلامي فوصف معارضي إستغلاله الأرض بنافخي الكير ليكون المجلس ,ضمنا,حامل المسك.كما هدد بنقل مقره إلى دول أخرى عرضت إستضافته.نقول الله وياكم لأننا بعد كل الأموال والتسهيلات لم نستفيد من المجلس بل إننا دولة لا يحق لها رفع علمها لابطولات .
ختاما ,لابد من تذكير المجلس الأولمبي الأسيوي كم كانت الكويت كريمة معه منذ أن إستضافته قبل 30 عاما حيث تدفع له سنويا دعما يزيد عن النصف مليون دينار بإجمالي تجاوز 21 مليون دينار كويتي وعليكم الحسبه بعملات دول أعضاء المجلس (الروبية الهنديه والين الياباني والتكا البنغالية…إلخ).
اترك تعليقًا