فتح الجريدة في صباح اليوم الذي يلي نهاية الإحتفالات بالعيد الوطني وعيد التحرير. فالقبس تتوقف عن الصدور يوم عيد التحرير لراحة رئيس التحرير ومحريريها.قلب صفحات الجريدة دون إكتراث بمعظم أخبارها فأوقفه “مانشيت “بخط عريض .كان العنوان الرئيسي لمقابلة مع فنانة كويتية غطت صفحة كاملة . قالت الفنانة : “حبي لزوجي يدفعني باللحاق به ..حتي لجهنم”.هز رأسه وضحك ساخرا من العنوان ومن الفنانة التي لا تهاب جهنم ,أعاذنا الله وإياكم منها.همس في سره الموضوع لا يخلو من الغباء,إما غباء الفنانة أو غباء المحرر.بالنهاية غباء .
في ذات اليوم,صادف خروج المصلين بعد صلاة المغرب من المسجد مرور عربة جيب تقودها إمرأة.كان الشباك الخلفي للمركبة مفتوحا وبجانبه طفل يحمل رشاش مياه.ما إن رأى الطفل الرجال حتى أطلق مياه رشاشه عليهم.تساءل في نفسه كم غبية أمه التي تقود المركبة.كيف تسمح له بفتح النافذة وهو يحمل رشاش المياه.مهما بحثنا عن مبررات وقد لا تقصد ماحدث لكنها مصنفة:غبيه.
مساءً ,صادف ثلاثة أولاد يقفون على حافة رصيف الشارع الرئيسي ويحمل كل منهم في يديه بالونات مليئة بالماء.شرعوا يقذفونها على السيرارت المارة.عتقوه من البالونات ,ربما لبعد سيارته عنهم.لكنه في المقابل لم يعتقهم ولم يعتق أولياء أمورهم فنعتهم جميعا بالأغبياء.أولياء أمورهم لإهمالهم وعدم متابعة أطفالهم.وغباء الصبية لأنهم يقفون في مكان خطر بالقرب من السيارات المسرعة كما أنهم قد يصادفوا شخص ضيق الصدر وعصبي فينالون منه علقة أو على الأقل يروعهم بصرخة أو يهينهم بشتيمة من العيار الثقيل.
ولم يتوقف مسلسل الغباء,أو ما تصوره كذلك.بعد مشهد أطفال البالونات المائية بدقائق توقف في مواقف الجمعية.ترجل من سيارته فرأى شباب ,في منتصف العشرينات من عمرهم,يتحدثون وقوفا بالقرب منه.لاحظ بسخرية ونفاذ صبر تسريحة أحدهم.كانت قمة في الغرابة وقلة الذوق,بل كانت تثير الغثيان.كان رأسه حليقا (بالموس) بإستثناء جزء,بشعر قصير, في مؤخرة رأسه أقرب إلى علامة الديناري (الديمن) في أوراق اللعب منه إلى القلب.
قال لنفسه مسكين يعتقد إنها صرعة لكن كثيرون سيقولون ماهذا الغباء؟
خلال الساعات التالية من المساء كان في شك وتردد من رأيه .ماذا لو لم يكونوا أغبياء,أو يمرون بحالة طارئة من المس العقلي؟
مصيبة,قال لنفسه,لأن ذلك يعني أن قواي العقلية لا تتناسب مع معطيات العصر الحديث.
اترك تعليقًا