كنت أخطط وأطمع أن يكون الموضوع هو بوست المدونة بالعيد الوطني إلا أن الرياح لا تجري كما نشتهي(مرات) فكتبنا عن التنظيف الشامل للمجتمع الذي قام به شباب حدس وشيابها(البوست السابق).
ولا ضير(بايقها من @QTY3TEEJ )العودة إلى جادة الصواب ومشاركتكم موضة الكتابة عن حب الكويت والتغزل بها وهي جديرة بكلاهما فعلا لا قولا.
كثيرون علقوا أعلام الكويت بنسختيها ولصقوا صور حكامها ,مثل جيرانا.وكثيرون أيضا إرتدوا ملابس بعلم الكويت وألوانه وكذلك ألبسوا أبناءهم وبناتهم هذه الملابس وألصقوا (تاتو-وشم) علم الكويت فوق خدودهم .وصدحت الأغاني الوطنية في معظم مكبرات الصوت في المنازل والسيارات والقنوات التلفزيونية والإذاعات.وأضاءت ألوان العلم شوارعنا ومنازلنا.
والسؤال هل هذه الأعمال دافعها التعبير عن حب الكويت؟أم تراه موضة وهبة وأحد الطقوس التي نمارسها في شهر العيد الوطني وعيد التحرير؟
وإذا كنا نحب الكويت كل هذا الحب لماذا تندب الكويت حظها أنها إبتليت بشعب ومسؤولين لا يقدرونها؟
إذا كان هذا حجم حبنا,كما ندعي, لماذا لا نخرج من مشكلة حتى نقع في مشكلة أكبر؟
إذا كنا نحب الكويت فلماذا مدارسها ومستشفياتها رموز للتخلف,ومؤسساتها رمز للفساد,وشوارعها مسرح للحوادث ,ومخافرها مليئة بالفضايح؟
إذا كنا نحب الكويت بقدر ما ندّعي,لماذا تتقهقر في كل مجال وتتراجع على كل مستوى؟
الكويت ماتبي منا الأغاني أو الملابس أو الأضواء والملصقات ,الكويت محتاجه حب حقيقي.
الكويت محتاجه ناس واعيه تخاف ربها وتتقيه في عملها إذا عملت,وفي دراستها حينما تتعلم,وفي قراراتها حينما يكون مسؤول وصاحب قرار.
الكويت محتاجه إلى مدرسين يدرسون بضمير وطلبة يتعلمون بضمير.إلى موظفين لايتهربون من عملهم ويملؤن المجمعات والمقاهي.إلى سائقين لا يقتلون الناس بتهورهم وجنونهم.إلى مواطنين نظاف لا يلقون قاذوراتهم بالشوارع,ولا يلقون بقذارة قلوبهم على الآخرين.الكويت محتاجه أعلاميين يبنون ولا يهدمون وشخصيات عامة تجمع الناس على حب الكويت لا أن تفرقهم إلى شيعا وأحزابا كل بحزبهم فرحين.الكويت بحاجة إلى من يقدر النعمة التي هو فيها والتي إسمها الكويت.
الكويت بحاجة إلى من يؤمن بأنها هي الحضن الذي يرعاه وأنه لا حضن له سوى الكويت.
الكويت بحاجة إلى من يضع اللبنة فوق اللبنة لبناءها.
حبنا للكويت ليس أغنية ومسيرة ولبس العلم.حبنا لها أن نهب لها الإخلاص بكل شيء.
حبنا لها أن نجعلها جميلة ومستمرة كدولة مستقلة حرة لنا ولأبناءنا وأبناءهم سنين وأجيال ممتدة متواصلة لا أن نهدمها بجهلنا وعنصريتنا وطائفيتنا وإهمالنا ولا مبالاتنا.
حبنا لها أن ندرك أننا شعب واحد يجب أن نتحمل بعض ونحترم بعض .
اترك تعليقًا