شهقت أمه بعد أن كشف الغطاء عن وجهه ونزَع النظارة الشمسية إلا أنه إستغرب تعليقها.
قالت: “شفيها عيونك حمر؟”.
هو:وأذناي؟
الأم:مابالهما؟هما كعادتهما”مشتّحه”.
هو,وقد سره إجابة والدته,وبدت منه السعادة:ألا ترين بقعة سوداء على أنفي؟
قبضت بكفها على ذقنه وأحاطت أصابعها بفكيه وبدأت تمعن النظر بأنفه .حركت وجهه يمينا وشمالا ولما لم تلاحظ شيئا حركته إلى الأعلى ثم إلى الأسفل.دفعته برفق وبشيء من العتب في نبرة صوتها قالت:عبالي عندك سالفه.
قال وقد غمره شعور بالإرتياح:والله اليوم شفت شكلي بالمنظره حده غلط.
شدته من ذراعه إلى حيث المرآة.وقفا بمواجهتها وقالت وهما ينظران إلى إنعكاسهما في المرآة:”كل هالملح وتقول شكلك غلط.بسك توِسوس توّك صغير”.
تنفس الصعداء حينما رآى وجهه في صورته السابقة.إبتسمت والدته حينما رأت كم هو سعيد لمنظره.هزت رأسها باسمة وهمست “الحمدلله والشكر ينّ الولد علينا”.سألته :”هل أصنع لك شيئا خفيفا تتناوله قبل الغداء؟” .”فقط كوب كبير من الحليب وكثير من السكر”.ضحكت والدته وغادرت وهي تتمتم”تعبت وأنا أسأله تناول الحليب بدلا من القهوة صباحا دون جدوى واليوم يطلبه بنفسه “.
القى الغترة والنظارة على سريره وعند مغادرته الغرفة ألقى نظرة على المرآة فرآى وجه القط مرة أخرى.أصيب بإحباط لم يدوم طويلا فمالبث أن رآى وجهه مرة أخرى.أطال النظر فإذا بوجهه يتقلب بين وجه القط ووجهه العادي.قال في نفسه طالما رآتني أمي بوجهي الطبيعي فمن المؤكد سيراني الجميع كذلك.شعر بإرتياح لهذه الفكرة وأحس بنشاط يسري فيه ويغمر روحه.هبط السلالم في خفة ورشاقة .تناول كوب الحليب من يد والدته.قبّل يدها وسألها:”أكو شعر على أذوني”.رمقته والدته بنظرة لا تخفي حنقها.أدرك أن وجهه طبيعي .إبتسم وقال”أتغشمر”.ضربته على كتفه ضاحكة.
شرب الحليب بنهم واضح وبشهية مفتوحة.مسح شفتاه بلسانه متلذذا ببقايا الحليب.بدأ بالتجول في بيتهم كأنه أول مرة يراه.إستطاب ملمس وبر سجادة الصالة الغزير على باطن قدمه.شرع يغرس أصابع رجليه في السجادة ويحركهما.خرج إلى فناء المنزل حافي القدمين.نظر إلى السدرة الباسِقة الواقعة في وسطه.لم يقاوم رغبته الشديدة التي ألحت عليه فتسلقها سريعا.هبط منها بعد برهة خشية أن يراه أحد فيصبح “مينون رسمي”.إرتدى ملابس رياضية وخرج من المنزل.مشى حول المنزل ثم هرول قليلا في المنطقة .شعر بالحذاء الرياضي يعيق حركته ويحد من إنطلاقته فقرر الذهاب إلى الشاطيء ليركض عاري القدمين على رماله الناعمة.أخذ مفاتيح سيارته وغادر مسرعا إلى شاطيء البحر يدفعه حماس غير مسبوق للركض. شعر أثناء القيادة بحساسية للضوء والأصوات وكانت ردات فعله سريعة.راق له ذلك.
أوقف مركبته بالقرب من الساحل وترجل منها حافيا.بدأ يركض بسرعة كبيرة مستمتعا بمرونة لم يعهدها.شعر بخفة تسري فيه وبهمومه تتلاشي ,كان مسرورا.كان يعدو سريعا بخطوات واسعة ,لا يتجنب العوائق التي تواجهه بل يقفز فوقها .بعد فترة القى بنفسه في البحر وبدأ يعوم فداعبته فكرة أنه أول قط يحب الماء,ضحك في سره.خرج من الماء ونفض جسمه وإرتدى ملابسه.عاد للركض مجددا.غشته رائحة السمك الطازج الشهية تلفّت حوله فإذا سوق السمك يقبع في مكانه بعيدا في الأفق علِم كم قوية لديه حاسة الشم.
شعر بالجوع والعطش .توقف عند عربة تبيع المشروبات وطلب من البائع حليب.”لايوجد حليب “رد صاحب العربة,وأضاف “لدي حليب بالشوكلاته,حليب بالفراوله,وحليب بالموز”.طلب “حليب كاكاو”.شرع يشربه سريعا وطلب علبة أخرى.وقف يشرب وهو ينظر إلى رواد الشاطيء.إلتفت نحو البائع لسداد ثمن مشترياته فإذا برأس البائع أصبح رأس حمار.كان البائع سارحا بنظره نحو البحر.
سأله كم ساعة تعمل في اليوم؟
قال:ساعات طويلة منذ الصباح وحتى ساعة متأخرة من الليل.
– طوال العام؟
:نعم في حر صيفكم وبرد شتاءكم.
– وهل المردود مجدي؟
: الحمد لله ,مجدي بقدر الصبر والجلد الذي تتطلبه مهنتنا.
غادره شاكرا.أدرك لماذا رآه برأس حمار.عاد إلى سيارته وإلى أفكار الصباح.”ما أصابني ليس بالسوء الذي توقعته.لم تكن لعنة بل هي رحمة إذ زودتني بالبصيرة ولم تكن نقمة بل هي نعمة خفة و نشاط وحواس مرهفة.”
ودّع الشاطيء مع وداع الشمس له .عاد إلى منزله وهو يضع خطط المساء هامسا لنفسه “ربما حالتي هي هدية عيد ميلادي الثلاثين.”
يتبع ,الجزء الثالث والأخير,,,,,,,,,
ليش الأخيره !!!؟
كبر اللقمه هههههههه
وأنا أقرأ القصه حسيتها مثل الأفلام الأجنبيه ..
شدني شعوره بالسجاد ورغبة تسلق الشجر ..
وحرية حركته وانطلاقه على البحر .
كنت احاتي لا يغزو سوق السمج و يجرب يذوقه نيي ..
أما شوفته للبائع فقلبت القصه فوق تحت …
أحييك على هالحبكه الجميله ..
أما الإسلوب فشهاتي فيه مجروحه …
بانتظار القادم
شكرا لك وعساك على القوة …
تخيلي كنت أعتقد إن القصه بوست واحد
بس بعد التفاصيل والبهارات ترعرعت إلى ثلاث أجزاء
شكرا على الكلام الطيب والمشجع
عرفنا الأشياء اللي شدتكم وتمنيت معرفة الأشياء الممله
شكرا للمتابعة والتواصل
والله يقويج ويحييج