Articles

لحظات الحياة – الأول

In قصص, حب وغرام on 26/10/2011 by t7l6m

غادر آخر المعزين, تبعهم بعد فترة باقي الأهل والأقارب .لم يبقى مع عبدالمحسن سوى أحزانه وذكرياته .كانت في الجوار والدته التي غادرت مجلس عزاء النساء قبل أن يتفرق شمل الحضور لتسرع لإبنها كليم القلب والروح.غمرها فيض من المشاعر المختلفة :حزن على زوجة إبنها وقلق عليه وتعاطف معه. رغم إدراكها رغبته بالبقاء وحيدا إلا أنها لم تقاوم رغبتها بأن تكون شريكته في وحدته.قررت دخول غرفته والبقاء معه لعدة دقائق.لم تكترث إذا ما إستغرقا في حديث أو كانت هذه الدقائق معزوفة صامته.
لم يستطيع عبدالمحسن أن يكتم حرارة الحزن التي تملكته لفقدانه زوجته .وبعد ساعات من دفن محبوبته من له سوى أمه تفهم مكنونات روحه و تقدر لوعته وتدرك فقده .
قال, كأنه يحدث نفسه: لن أنسى ماحييت أول يوم لنا في شهر العسل.دخلنا الجناح فذهبت هي إلى غرفة النوم بينما ألقيت نفسي على أريكة في الصالة.خرجَت بعد دقائق كأجمل خلق الله .تهادت في جلباب مغربي أبيض اللون كروحها النقية موشى بخيوط فضية.كان رداءها بوْح بذاته , بطاقة تعريفية لمن لا يعرفها:لجينة,بيضاء السريرة.
صمت لحظة قبل أن يواصل كلامه:أحيانا يتصرف الإنسان بغرابة,بل بغباء.يفعل عكس مايرغب به دون سبب واضح.وقفت قبالي وسألتني :أتريد أن تشرب شيئاً؟كان قلبي يقول :إجلسي وسأحضر لكي ما تودين ,لكن لساني إستمرأ أن يكون مطية لتناقضات نفسي فقلت :بيبسي.
رافقها إعجاب عيني وخفقان قلبي وهي تتجه نحو الثلاجة الصغيرة.عادت وقد تصنّعْت الإنشغال بما تعرضه شاشة التلفاز.وضعَت الكأس على المائدة وظلت واقفة لثوان كانت دهرا بالنسبة لي وأظنها دهورا بالنسبة لها.رفعت رأسي إلى الخجل والحياء المتشح برداء أبيض فراعني ما رأيت.كانت هيئتها تنطق بلا تردد :أنا في خدمتك.دعوتها للجلوس وقلت في نفسي الكريمة بنت الكرام التي قبلت أن تكون في خدمتي لا تستحق أن تكون أقل من ملكة.جلست على حافة الأريكة وإحتضنت إحدي يديها اليد الأخرى.تناولت الكأس وإرتشفت قليل منه وحينما ههمت بوضعه على المائدة تناولته من يدي.أمسكت به وأدارته نحو شفتيها الرقيقتين وباركت محتواه برشفة منها قبل أن تضعه على المائدة,وأكاد أجزم أنها إختارت موقع شفتاي عليه.
في تلك اللجظة إستولى على إحساس بأني وهي روح واحدة في جسدين,وفي تلك اللحظة أسرتني بحبال حبها ونسجت حول قلبي شباك عشقها,وليتها لم تفعل بي ما فعلت ولم أفعل بنفسي ما فعلت.
وبعد أن غادرتني ,هل أسمي عيشي بلا لجينة حياة؟

يتبع ,الجزء الثاني والأخير

الإعلان

4 تعليقات to “لحظات الحياة – الأول”

  1. كلماتك اليوم كأنها كتبت بالدموع … ومع ذلك فهي غاية في الروعه …
    وصف لحظات مهمه في حياة أي زوجين …
    اللقاء الأول و الخلوة … بعد الزفاف …
    و لقاء الوحدة بعد الموت …
    و الصمت المتحدث .. و عاطفة الأمومة … و المشاركة الأبلغ …

    و إن لم تدرك ما نعني إلا أن عاطفتها ومشاعرها الصادقة بالتأكيد تكفي و تزيد …

    بوركت …

    شكرا لك بس ليش الثاني و الأخير !!! خل يعيش حزنه و ينتهي بزواج ثاني واحنا نستمتع بقلم 😉

    • الرائع هو تعليقكم والشكر لكم
      جزء ثاني وبس لأني ما أحب الحزن و العيش فيه خاصة أن الويك أند على الأبواب
      فالنهاية السريعة أفضل حل
      لكن أليس هناك مجال لمفاجأت؟
      ربما
      وتابعونا في الجزء الثاني والأخير

  2.  ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺑﻐﺮﺍﺑﺔ,ﺑﻞ ﺑﻐﺒﺎﺀ.ﻳﻔﻌﻞ عكس مايريد ،غريبه هالعبارة وصادقة ببنفس الوقت ،متابعة يمكن اعرف السبب

    • حياج الله أختي
      ربما لا يوجد سبب مباشر,قد يكون التردد بين شيئين وربما عدم تثقتة بالموقف الأفضل
      وقد يكون نزغ مفاجيء
      وربما إبليس قص عليه
      شكرا للمتابعة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: