T7l6m

الألوان بإختصار جمال هذه الدنيا.ولست بصدد الحديث عن زرقة السماء أو خضرة الروابي فمهما تحدثت عن ألوان الطبيعة فلن أستطيع فكيف يمكنني وصف جمال قوس قزح (الحقيقي وليس المدون)والسرور الذي يبعثه منظره في نفس من يتأمله.
كما لن أتناول الألوان عند وصف البشر من طقة زرقة عينيها كمياه بحيرة صافية ,أو شعرها الذهبي الثائر كسنابل قمح تعصف بها الرياح ,و بشرتهاالبيضاء كالحليب او بشرته السمراء كفراء عتوي فريجنا, وهكذا.
موضوعنا عن إستخدامات الألوان بصيغة المجاز عند وصف الأشياء.
يعني مثلا نقول حمّر العين,وعطاهم العين الحمره كناية عن التحذير,والتهديد,وتعبيراً عن الغضب.
وحينما نتحدث عن الطيبة والصفاء عند وصف أحدهم نقول قلبه أبيض.وبالعكس نقول قلبه أسود للحقود,الظالم,القاسي القلب.وظهر لون جديد للقلب وهو الأخضر وصاحبه “على طريف”في الحب,أو شايب عينه زايغه.
والبياض صفة لأعمال الخير فنقول ايادي بيضاء,وفلان له أياد بيضاء يعني سوى خير وايد.وما سمعت عن أيادي سوداء للمخربين.
والسواد يعبر عن الأشياء السيئة,فيقال ,مثلا,”كان يوم أسود لما…..”وأترك لكم إختيار الحدث الجسيم الذي وقع في ذلك اليوم.
واللون الداكن له نصيب .المصريين يعبرون عن ثقل النوم والتأخر في الصحو بعبارة “ناموسيتك كحلي”.
الغريب اللون الأزرق,يقولون عن نبلاء أوروبا ذوو دماء زرقاء,وقاموا يطبقونه مرات عندنا على سبيل الطنازة والتهجم على بعض الناس.
واللون الذهبي كناية على التفرد والإمتياز بسبب جودة الأداء,فجاسم يعقوب كان يلقب بالرأس الذهبية,ومارادونا صاحب القدم الذهبية.
بعدين عندنا الأصفر.يقولون الصحف الصفراء والصحافة الصفراء والمقصود بها صحف الفتنة الخالية من المضمون والمليئة صفحاتها بالأخبار الكاذبة والفضائح و الإشاعات وربما تحمل الصور البذيئة المرفوضة.وهناك الإبتسامة والضحكة الصفراء وهي المليئة بالخبث واللؤم.

أخيرا عندنا اللون الرمادي,ويكنى به القرار أو الرأي أو الموقف المتردد وغير الحاسم,والإجابة غير المحددة القابلة للتأويل فمثلا نقول :نحن موافقون من حيث المبدأ,أو مؤيدون من حيث المبدأ. ويستخدم العبارة بشكل متكرر الدبلوماسيون والسياسيون علشان “ماتقضب عليهم شي”.