أوضاعنا ملتهبة جمرة حمراء
وعدونا ضحكته كأسنانه صفراء
في مجلسنا و حكومتنا بلاء
كلهم في حفلة الزار سواء
ونحن أصبحنا للفوضى شركاء
نشرناها في الأرض وفي الهواء
وأصبحنا قطعانا من الغوغاء
ألعوبة بيد زعماء الدهماء*
أغاب العقل فرؤوسنا خواء؟
نتجمع في كل ساحة وفناء
ونملأها صراخا هتافا وضوضاء
تطرب محدثنا يسمعها ثناء
فتنطلق حنجرته بكرم وسخاء
وحكومتنا تائهة في صحراء
كجهاز غير موصول بكهرباء
جامدة تحسبها ملتصقة بغراء
لا تميز بين السراء والضراء
ومجلسنا قطعنا منه الرجاء
فيه مجموعة معروضة للكراء
ضمائر في سوق البيع والشراء
فأضحى مجلسنا وسيلة للثراء
ويتألم من هذا وذاك البسطاء
يفتشون عن أسباب هذا الداء
عن سبب صراخ مستعر وعواء
وينتظرون بعد ظلمة الفوضى ضياء
لا يرجونه من وزراء وأعضاء
فكل يناصب الآخر العداء
وكلهم لنا من الله إبتلاء
فهل نرجو من الداء دواء
تبتلوا إلى الله رب السماء
كاشف الضر مجيب الدعاء
إدعوه تبلغ بلدنا السناء
وتضللنا رحمته صيف شتاء
*زعيم الدَّهْماء: قائد يحصل على قوّته عن طريق المناشدة المشبوبة والمثيرة لغضب الجماهير.
اترك تعليقًا