إستيقظ متثاقلا.لم ينهض من فراشه إلا بعد دقائق تقلب خلالها كثيرا حتى أيقن أنه نال كفايته من النوم.رفع سماعة الهاتف وخابر خدمة الغرف و أوصاهم بإحضار فطوره على دفعتين.بعد قليل رن جرس الغرفة ,نهض يمسح وجهه وتناول الصينية من النادل.وضعها على المائدة ودخل الحمام.غسل وجهه ونشفه وعاد إلى الغرفة .
تناول جهاز التحكم عن بعد وضغط أحد أزراره الكثيرة فتباعدت دفتي الستارة كاشفة عن منظر بديع.تغطي الستارة المنسدلة حتى أرضيه الغرفة بوابة زجاجية منزلقة تمتد بعرض الغرفة ,يواجهها منظر الشاطيء المقابل الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عنها ويفصلهما أشجار جوز الهند التي ألقت ظلالها على جزء من الغرفة فحجبت شيء من ضوء الشمس المنسكب .
جلس إلى المائدة وملأ كوبه بالقهوة التي فاح شذاها الأخاذ فأنعشه قبل أن يرتشفها.إلتهم الفطائر المحلاة بنهم وإرتشف بلذة ظاهرة قهوته بعد أن أضاف لها العسل.وضع ساقيه على الكرسي المقابل وأشعل لفافة تبغ بدأ بجذب أنفاسها وهو يتأمل ذلك المنظر الإستوائي الجميل.بعدها بعشرين دقيقة أحضر النادل صينية أخرى وأخذ الأولى.كانت الصينية تحمل الدفعة الثانية من إفطاره:بيضة مسلوقة وبعض قطع الجبن وعصير البرتقال.إستكمل طقسه المعتاد لوجبة الصباح الذي أصبح عادة لازمته في أسفاره.إستعاد حيويته وشرع يحضّر لنشاط ذلك اليوم.
إرتدى “مايوه”وتي شيرت وخرج واضعا على كتفه شنطة صغيرة فيها منشفة وعملات ورقية.ذهب إلى مرفأ صغير مجاور وركب قارب نزهة في رحلة صيد بصحبة مجموعة صغيرة من السياح من جنسيات مختلفة.إستمتع بالصيد حيث حالفه الحظ بسمكتان كبيرتان, وبعد أن رسى القارب في إحدى الجزر قام بالسباحة ,مع الآخرين, في مياه الجزيرة الزرقاء الصافية. إستغرقت الرحلة ساعات النهار .عاد مع غروب الشمس إلى الفندق وتناول عشاءه على الموائد ,المضاءة بالشموع ,المحيطة بحمام السباحة.ولج غرفته بعد العشاء وإستهلك بضع ساعات في العبث بحاسوبه متواصلا مع أصدقاءه.إستلقى بعدها على سريره وتابع فيلم سينمائي على شاشة التلفاز.
تكررت الطقوس الصباحية والمسائية في اليومين التاليين,وتنوعت أنشطة النهار.قضى نهار اليوم التالي في ممارسة رياضات بحرية متعددة في الشاطيء المجاور للفندق.إمتطى (جت سكي),وحلق في السماء على متن مظلة يسحبها قارب سريع.مارس هوايته المفضلة من سباحة وغوص لساعات مرت سريعة عليه بسبب الإثارة التي صاحبت أنشطة ذلك اليوم.
في اليوم الأخير من رحلته خرج من غرفته بعد الإفطار نحو الشاطيء المقابل لها وألقى نفسه في مياه البحر الباردة المنعشة.سبح لفترة من الزمن إستلقى بعدها على أحد الكراسي الخشبية المغطاة بحشوات قطنية والمنتشرة على الشاطيء الخاص للفندق.تناول إحدى المجلات وجلس يقلب صفحاتها ,تناول أخرى وشرع يقرأ بعض المقالات حول الأفلام وأخبار السينما والفنانين.سبح بعدها مرة أخرى لبعض الوقت ثم خرج بإتجاه غرفته.إستحم وغير ملابسه وغادرها .ذهب ماشيا على قدميه إلى مجموعة حوانيت بدائية الشكل تقع على الشارع الذي يفصل الفندق الذي يسكن فيه عن فندق مجاور.تجول طويلا بين الحوانيت وجال بصره بين محتوايتها .إشترى بعض المصنوعات اليدوية وختم جولته بشرب ماء ثمرة جوز هند .
شعر بإفتقاد متعة تلك الأيام مبكرا صباح يوم عودته إلى الكويت.تمنى لو أمكنه البقاء يومين إضافيين لكن طبيعة إجازته وظروف عمله في ظل الإضرابات والإحتجاجات حالا دون تحقيق أمنيته.
صباح أول يوم عمل دخل مكتب مسؤوله وناوله ورقة.نظر المسؤول إلى الورقة ونظر بعدها إلى وجهه الذي إكتسى سمرة لا تخطئها العين. “عولج وراحة ثلاث أيام “وسم المسؤول , فوق تلك الكلمات ,الورقة بإمضاءه قائلا في سره”والله طرطره”.ناوله الورقة قائلا بسخرية “سلامات ماتشوف شر”.تناول الورقة وخرج من المكتب.
ذهب إلى تجمع زملاءه وزميلاته المضربين عن العمل في باحة الوزارة ليشاركهم مطالباتهم بالكادر.
أصبت أصبت أصبت
شكرا,ثلاث مرات
حياك الله نورتنا