عرفت إجابة أحد الأسئلة التي دارت في ذهني ,علمت أين أنا حينما شاهدت بوابة تعلوها لوحة ”بوابة البحرين”.,ولكن كيف وصلت إلى البحرين.ترآت لي ذكريات مشوشة لبعض أحداث اليوم السابق والتيه الذي عايشته في الأمس.كان ما تذكرته أقرب للحلم من الواقع, ولا يمت للمنطق بصلة.أفكار لا يمكن تفسيرها وأحداث من المستحيل وقوع معظمها.
أذكر كأنني تجاوزت المركز الحدودي السعودي مشيا تجاه الأراضي الإماراتيه.كان يفصل بين المركزين الحدوديين للبلدين طريق رملي لا يتجاوز طوله مائة متر.تجاوزتني شاحنة متوسطة وأنا أقطعه.وقفت مقابل موظف الجوازات في المركز الإماراتي الجالس في “كشك”صغير واجهته زجاجية.قال بوجه طلق,وقبل أن ينظر في جواز سفري, “أنت في الإمارات ولكنك لم تختم جواز سفرك عند خروجك من الأراضي السعودية”.طلب مني العودة مجددا للمركز السعودي لإستكمال إجراءات الخروج تمهيدا لدخولي الإمارات. سرت أمتارا قليلة على ذات الطريق الرملي.لاحظت طريقا يتفرع منه يمينا,فسرت فيه.كان هناك مركزا حدوديا صغيرا ,إقتربت من غرفة الجوازات الصغيرة .تعجبت حينما رأيت الموظف يرتدي الزي العماني المميز.غادرت دون أن أكلمه. عدت من حيث أتيت وواصلت سيري فوجئت بأن الطريق الرملي أصبح ممهدا يكسوه الإسفلت.لم أمشي كثيرا حتي أصبحت في المركز الحدودي البحريني.أصابتني الدهشة , وكنت في حيرة شديدة .إستغربت تلاصق المراكز الحدودية الخليجية وأصابني دوار لهذا السبب .كنت في قلق شديد من عدم إستكمالي إجراءات الخروج من السعودية,وخشية من طلب السلطات البحرينية عودتي مرة أخرى إلى السعودية لختم جوازي بختم الخروج.
توجهت نحو الموظفين وكانوا أربعة ,موظفتان في منتصف “الكاونتر”وعلى يمين إحداهما موظف وشمال الأخرى موظف آخر.سلمت جوازي إلى إحدى الموظفات فناولته الموظف الجالس على يمينها قائلة بأنه المختص.كنت في قلق مترقبا طلبه عودتي إلى السعوديه.غفلت ثوان عنه ,إلتفتّ خلالها يمينا فرأيت صديق بحريني يعمل حاليا مسؤولا كبيرا في الجمارك البحرينية يعبث بحقيبة يدي الصغيرة.ناولني الموظف جواز سفري.ذهبت مسرعا لصديقي “محمد” وقلت له “لا تخرّب السحّاب”,أوضح لي أنه يحاول فصله عن جلد الحقيبة كي يسهّل إنزلاقه .تكلمنا قليلا وإستفسرت منه عن وظيفته الجديدة وماإذا كان لا يزال يشارك في الإجتماعات الخارجية ممثلا لدولته في تلك الإجتماعات.كان يجيب على أسئلتي وأنا مشغول الذهن بذلك الختم الذي يخلو منه جواز سفري وسبب لي كل تلك الحيرة والقلق بل والضياع.كان يشغل تفكيري,بدرجة أقل ,غياب حقيبة سفري.كنت على وشك أن أصرح له بمخاوفي ولكني ترددت وغادرت مسرعا.
كنت في سعادة غامرة حينما دخلت البحرين,بعد الضياع بين المراكز,ولم يفسد سعادتي ضياع أمتعتي.قلت ,مطمئنا نفسي, طالما كانت محفظتي بحوزتي فلا داعي للقلق,بل رأيتها فرصة للتسوق وشراء ملابس جديدة .
هذا ماكنت أتصوره من أحداث الأمس بقدر ما أذكر.والآن أنا في غرفتي في الفندق .
كنت في إعياء شديد أنساني جوعي.دخلت الحمام ,جلست في حوض الإستحمام وأدرت مقبض الماء البارد لبعض الوقت .أكملت بعدها طقوس الإستحمام بالماء الفاتر والشامبو والصابون تليها فترة من الماء البارد المنسكب.خرجت من الحمام منتعشا.
كانت ملابسي في حالة يرثى لها .كان من الصعب ,إعادة إرتداءها وخصوصا القميص الداخلي(الفانيله). تحاملت على نفسي,بسبب الجوع, وإرتديت القميص والبنطال دون ملابس داخلية .مسحت حذائي المغبر بقطعة قماش ,مخصصة لهذا الغرض, وجدتها في خزانة الملابس ,فعادت إليه كثير من نظافته السابقة.خرجت من الغرفة وأنا في حرج شديد من هيئة ملابسي .نزلت بالمصعد إلى بهو الفندق,إستبدلت النقود الكويتية ببحرينية.ذهبت إلى محل في أقصى البهو يبيع الصحف والمجلات بالإضافة إلى تذكارات.إبتعت قميص يحمل عبارة”I love Bahrain” . كنت في عجلة شديدة لتناول إفطاري فذهبت إلى حمام البهو وإرتديت القميص الجديد .كنت سألقي قميصي القديم في سلة المهملات لولا إنه هدية من زوجتي,فوضعته في الحقيبة البلاستيكية التي كانت تحوي القميص الجديد.
ذهبت إلى المطعم وأكلت بشراهة لم أتعودها من قبل.
يتبع,الجزء الأخير
لوول على طاري الملابس الداخليه تر عادي مووضه يطلعون مفصخين @@
صج إنك قديم
الظاهر ماقريت الجزء الأول
حياك الله
والله وش أقللك .حمدلله على سلامتك ..بس زين انك خذت لك شاور و نسيت .. أتمنى لك طيب الإقامه هناك . اخاف تعجبك البحرين و تنسى تكتب لنا بوستات فى مدونتك .. انا متابع لك .. قصتك رائعة و بأنتظرها كثير .. وسردك للاحداث كأننى أراك ( لا تخاف ما أشوفك ههه )
تحياااتى لك تحلطم
الله يسلمك
والبطل كان محتاج شاور بشده,يقولك ريحته وصلت الخبر.
يا رجل مو قادر يلبس ملابسه الداخليه من وساختها.
والله من ذوقك هذا الكلام المشجع ,
حياك الله أخوي قوس وبإذن الله التتمه قريبا
منتظرة عفية لا اطول ….
وايد غريبه الأحداث
بإذن الله ما أطول
إن شالله اليوم ,باجر
خلينا نتوبكها شوي
علشان نعرف سر غرابتها
كمل منتظرين 🙂
إن شالله ما يطول الإنتظار
والأهم إن التكمله تسوى الإنتظار
حياكم الله