على الرغم من أن يومهما سار شبيها بما سبقه من أيام إلا أن حمد شعر أن هناك مايقلق مي.لاحظ شرودها المتكرر ونظراتها الساهمة.لم يشأ أن يضايقها فلم يسألها عن ذلك.
في طريق عودتهما إلى الفندق علم سر قلقها.
كانت مي تريد أن يسبق كلامها مقدمة تناسب أهميته.ولما عجزت عن إختيار العبارات قالت الخبر بإقتضاب.
مي:الليله آخر ليله بالقاهره .باجر إن شالله راجعه الكويت.
حمد,وقد أذهله الخبر:فجأه جذي بدون مقدمات.
مي :حاجزه من أول ,وأصلا يايه القاهره أسبوع بس.
صمت حمد لوهلة وقال بعد قليل :صراحه مي فاجأتيني .وفي موضوع وايد مهم كنت ناوي أجهّز كلامي
بس بقوله الحين مثل مايطلع وياي بدون مبالغة وبدون تحفظ.و أحمِد ربي أن إللي صار بينّا ,صار الحين عقب هالعمر وعقب تجربه.لأني واثق من مشاعري وما استحي منها ولا أستحي أقولها لج بكل صراحه.
كانت مي تشعر بتوتّر شديد بسبب كلماته,بدا واضحا من حركات جسدها.
إقتربا من مقعد فطلب منها أن يجلسا,وبعد أن إستقرا قال:مي صراحه بهاليومين عرفتج عدل جني أعرفج من سنين.أدري بعض الكلام ممكن يكون محرج بالنسبه لج لكن بقوله لأنه هذا اللي احس فيه.
مي إنتي بنت حلال و روحج طيبه وآنا شفت فيج رقه وتواضع وإحساس وإنسانيه ما شفته بغيرج.شفت فيج عقل وهدوء .أسلوب كلامج حلو وحتى سكوتج له معنى .فوق كل هذا ما شالله جمال .
الواحد وين يلقي مره فيها كل اللي عندج. محظوظ إللي تكونين زوجته وشريكة حياته ,وسعيد إللي يصبّح بويهج .ولي الشرف والحظ والسعاده إذا قبلتيي أكون آنا هالشخص.
دنا منها حمد وأمسك بكفها : قررت نرجع باجر مع بعض وعقب باجر بإذن الله أييكم ويا أبوي أخطبج.
سحبت مي يدها برفق رغم الخدر اللذيذ:لا حمد أرجوك لا تيي.
حمد,وقد فاجأه الرد: شنو ؟إتكّلمين جد.
مي:حمد إنت توّك مطلّق وعندك بنتك،فكّر و راجع نفسك .لاتهدم أسرتك.
حمد: شقالوا لج مينون أرد لها.
مي :لا حمد فكر في بنتك وبعدين لا تنسى فرق العمر بينّا ,ما أبيك تسمع من الناس كلام يجرحك أو حتى يضايجك.
حمد:شهالخرابيط شنو عمر ماعمر ؟وبعدين إحنا شكو بالناس . تبيني أحرم نفسي منّج علشانهم.
لا تقعدين تدّورين أعذار.مي أشكره أقولج”ماكو مره تترس عيني عقب ماعرفتج.انتي حياتي.”
مي باكية:حمد لا تقول جذي.
حمد:مي شفيج ؟ سامعه شي عنّي .ترى حياتي قبل ……….
مي مقاطعة:حمد مابي أعرف ماضيّك.ماضيّك بالنسبه لي يبتدي من كلمتني بالأسانسير.
حمد :شفيج عيل، تكلمي.ماتحبيني قولي ,بس لا تسكتين .
مي:أنا طول حياتي أحس إني في بحر كبير ماله آخر.عايشه تحت رحمة الموج والهوا يودوني و إييبوني على مشتهاهم .مالي كلمه ولا قرار بحياتي .البر كان أمل الحين صار سراب.خلني على الأقل طافحه لا تغرّقني ويمكن تغرق معاي.
حمد:فَهميني.شقصدج.
مي:بصراحه ماني محتاجه شفقه من أحد خصوصا إنت.
إنت بالذات مابي منك شفقه.
حمد،وعيناه محتقنتان:إذا تتكلمين عن البحر آنا طول عمري والموج يكفخني من كل صوب ليما شفتج.
آنا اللي ابي شفقه وابيها منج انتي من بِدّ كل الناس.ماتدرين شلون صرتي حياتي كلها,صرتي الهوا اللي اتنفسه .اليوم بدونج ما أعده يوم .انتي مو بس روحي انتي اللي رديتيلي روحي.
مي باكية متوسله :حمد عفيه اسكت .بس ,ارجوك مابي اسمع شي .
حمد:لا سمعي حتي لو ماتبيني لازم تعرفين شكثر اموت عليج.
مي :لا تقولّي شكثر تحبني شايفه حبك من عيونك اللي ما تكذب.
حمد:عيل ليش مو راضيه.ليش ما تبيني؟
مي:مابي قرار تاخذه بدون تفكير.ما بيك تندم .
حتي لو الثمن إني أخسرك ما بي أخسر أحلى ذكريات حياتي مابي أشوّه جمالها وبرائتها.
حمد مذعنا:يا بعد عمري شنو اللي تامرين فيه وآنا حاضر.
مي:عط نفسك فرصه ثلاث شهور ،راجع نفسك وفكّر.
حمد،بنبرة حازمة:ثلاثتشهر تبيني أموت.شناويه تذبحيني؟
أهو شهر واحد ماغيره عقبها تلقيني عند باب بيتكم.
وأضاف متوسلا”الله يعلم شلون يبي يمر علي هالشهر ,بس علشانج وعلشان تضمنين أنج دشيتي قلبي ومالج طلعه منه راح أصّبر نفسي”.
عادا صامتين ومي تكفكف دمعها بين فينة وأخرى.أوصلها حتى باب غرفتها ولم تقوى على رفع رأسها لتلقي نظرة على من تملّكها .”توصلين بالسلامه والوعد إن شالله بعد شهر” قال حمد,فردت”الله يسلمك”دون زيادة لا تملك قرارها ,ودخلت غرفتها.وقف حمد بعينين محتقنتين أمام باب محبوبته لفترة لا يعلم كم طالت ولكنه واثق أنه ذرف بعض الدموع خلالها.
عادت مي إلى الكويت . وكما إتفقا ,قضى حمد يوم آخر عاد بعده إلى الكويت. كان آخر يوم له في القاهرة أشد حزنا وأكثر إيلاما من أول يوم له في تلك المدينة.مساء يوم عودته رن هاتف مي.
فاطمه,بإقتضاب وكأنها تتلو بياناً مُعدّ مسبقا:الحمدلله عالسلامه مي .
ترى آنا وأمي رايحين باجر حق أختج أمينه.
مي:حياكم الله.
فاطمه:تدرين ليش طبعا.
مي:لا مادري.خير؟
فاطمه :بنخطبج حق حمد أخوي.
مي :لا تعٌبون نفسكم آنا مو راضيه.
فاطمه:شفيج ينيتي .حمد من المطار لي بيتي وقالي كل شي.
الصبي يموت عليج ،(وأردفت باكية)حرام عليج ماتدرين بحالته, مو قادر يتكلم من كثر ما خانقته العبره.
ياميّ ياحبيبتي لي متى بتّمّين على هالحاله, العمر يطوي والمره مالها الا الزواج.وحمد أخوي إللي ياني غير حمد اللي راح مصر.
مي، مقاطعة وهي في بكاء شديد:فطومه واللي يرحم والديج .كلّش ماني ناقصه .الموت أهون على من زعل حمد وأدري اللي أحسن مني يتمنون ظفره.بس ما أقدر آخذه الحين مابي عقب جم شهر يتحسف .أظل جذي ولا أعيش مع واحد يصبر علي علشان كسرت خاطره.
فاطمه:لا تقولين جذي…….
قاطعتها مي حسما للموضوع:بيني وبين حمد إتفاق،وأرجوج من كل قلبي,وإذا تحبيني لا تفتحين الموضوع مره ثانيه.
يتبع,,,,,,,,,,,,,,,,
مي مي
ممم ما أبي أقول رد فعلها مو مبرر بالعكس للأمانه مرسوم عدل
خل يعدي الشهر كلنا بننطر و يا ويله حمد إذا رد برايه اتهقى يسويها ..
الحوار بينهم كان عجيب ,, الحلو فيه إن له بدايه و نهاية مو معلق بينت مخاوفها من شنو مثل ماهو وضح كل إلي يبيه و رغباته يعني العادة ينتهي و كل واحد في عيونه حجي هذا أول حوار أشوفه في موقف مشابه يبرد الجبد حوار تم فيه وضع النقط على الحروف و بكلام واضح ما فيه لا لف ولا دوران
شكرا لك أخوي
امتعتني جدا جدا
لك كل التقدير و الإحترام
المفروض مي ناضجه وعاقله
وكانت قصة حبها مع حمد أجمل شي شافته بحياتها وما تبي زواج فاشل يقضي عليها وعلى هالذكريات
ماتبي قراره يكون متهور أو بالأحرى غير مدروس .خايفه من المستقبل وبنفس الوقت ماتبي تعتبر حمد فرصة ياتها ولازم تلحّق عليها
كانت تبي زواج مثالي بعد إنتظارها
يمكن شوي الحوار شكله نموذجي (بدايه ونهايه ومبررات)
بس شفته معقول ولازم يدور مثل هالحوار بين ناس ناضجه مقبلة على إرتباط المفروض يكون مدى الحياة
الشكر والتقدير لج على الزيارة والتعليق.
وناطرين كلنا هالشهر.وإن شالله باجر يبين.
موقفها صحيح…
لازم يفكر لأن إسبوع من المشاوير والطلعات ما يبني قرار واحد طالع من علاقه فاشله..
كلنا ناطرين هالشهر…
ويحليلها فطوم..كل فطوم حليوه
🙂
الحمدلله أن موقفها مقنع ومبرر
وبإذن الله نطرة الشهر نختصرها لكم بيوم
وراح نخلّي حق فطوم دور بالجزء القادم
حياج الله وأسعدنا مروركم
تصور انك معجب بشخص ما منذ نشات الاحاسيس ، و لسبب او اخر او حتى بسبب الظروف تربطك الاقدار باحد غيره و يكون ارتباطا فاشلا بعد ان بذلت كل ما في وسعك و الغالي و النفيس للحفاظ على هذه الرابطة و لكنها تنتهي ، بعد ذلك و بمحض الصدفة تفتح عينك فتجدد من احببت او اردت امامك و غير مرتبط ، ستفعل ما فعله حمد !!!
القصة جميلة للغاية و رقيقة كذلك .
لا تنسى حق النشر لي!!!!!
مشكور يالغالي
أطربني وصفك للقصه
وحلالك القصه وسيارة راعيها فوقها دعايه
آآآآآآآآىىىىىىخ ياعُقد البنات…
ناطره ناطره
قواك الله
الله يقويج
بس ماكو نطره
اي توني اكتشف انك منزل الأخير بعد..الحين بروح اقراه:)
معلش اعذرني
عساك عالقوة
بعد تعليقكم على الجزء الأخير
لا داعي للإعتذار
البتّه