تحرّك المصعد فأمسكت بكلتا يديها الطرد المكسو بورق أسود موشّي بحروف عربية فضية اللون بأحجام متعددة.ثنت ذراعيها على إمتدادهما تتأمله, وسرى دفء في روحها.شعرت بجانب مهمل في أنوثتها حاولت تعويض غيابه بالملابس والإكسسوارات.دخلت غرفتها فألقت حقيبتها وجلست القرفصاء بملابسها في منتصف السرير .حاولت إزالة الشريط اللاصق الذي يشد أطراف الغلاف إلى بعض,وحينما تقطّع جزء منه مزقته في عجالة.سقطت بطاقة كُتب عليها بخط تأنى كاتبه في رسمه ليبدو جميلاً:
“بخلاف الكثيرين لا أعتبر الكتاب هديه فهو بالأصل رساله.وهذا تعبير عن إمتناني -حمد”.
باشرَت قراءة الكتاب وما أن طوت صفحات المقدمة والصفحة الأولى منه حتى توقفت عند بداية الصفحة الثانية.أعادت قراءة الفقرة أكثر من مرة بصوت مسموع وفي كل مرة يزداد صوتها تهدّجا حتى بدأت بالبكاء .ألقت الكتاب ودسّت وجهها بالوسادة وإستغرقت في بكاءها.
عاد حمد إلى غرفته والأحداث المتلاحقة منذ الصباح لا تفارق مخيلته.شعر بأنه وُلد من جديد ,تغمره سعادةً محّت آثار الحزن والألم اللذان تشرّباه منذ طلاقه.إستلقى على سريره و صورة مي ماثلة أمامه.إستعاد صورتها وما جرى من مواقف ,وتأوه هياما وهو يسترجع في مخيلته حديثها الهاديء, و إبتسامتها الأخّاذة.وجد نفسه لا شعوريا يردد أغنية فرضتها عليه زوايا غير مطروقة من ذاكرته:
“بحبها………بحبها وبألبي ساكن حبها
ياريت يا شوأ توصل لها ”
إبتسم حينما أدرك أن وصول شوقه إليها سهل ,ولكن المعضلة ما إذا كانت تبادله هي المشاعر ذاتها؟ أقلقه ذلك دون أن يكبح جماح إنطلاقته في طريق العشق الوعره.
أمسك القلم وحركته رقة مي إلهاما فدوّن :
لم تكتفي أن تكون جميلة فكانت أيضا رقيقه
لا طلاء على وجهها فأي إضافة تشوه ملامحها الدقيقه
وجهها العاري يشّع صدقا و لا ينطق سوى الحقيقه
بسيطة في ملبسها و هي في عيني أنيقه
برداءها لا اكترث ولا بما يخفيه من بنية رشيقه
فقد تملكتني فور رؤيتها,عشقتها في تلك الدقيقه
أعادت مي في أقل من يوم عادة ألفها حمد وأحبها ثم إنقطع عنها.كان يكتب في دفتر له خواطر وشعر وأشغلته ظروف العمل والزواج عن الإستمرار بها.إعتبر عودته فألا حسنا.
لم يساوره شك بصدق مشاعره تجاه مي وتعجب, في آن ,من سرعة تأثيرها عليه أو تأثره بها.إسترخى ممعناً التفكير بمشاعره .قاوم شكوك راودته بأن ما يعتريه ليس إلّا رد فعل على تجربته الفاشله . أزال الهاجس من فوره فالمنطق يدعو من عانى معاناته إلى نسيان النساء بل وكرههن لا الإنغماس في الحب .
ظل منشغل الفكر طوال نهاره,وعندما ودعّت الشمس سماء المدينة وتوارت في الأفق خرج من غرفته.إتجه إلى مطعم مجاور نصحه به أحد موظفي الفندق بعد أن سرد له قائمة بمطاعم الفندق وما تقدمه من مأكولات.تناول طعامه سريعا وغادر المطعم تجاه كورنيش النيل القريب.
سار بتمهل متأملا العالم من حوله.كان كل شيء يذكره بمي.فتاة صغيرة تبيع عقود (الفُل)تدعوه لشراء عقد لحبيبته.طفل يطلب نقودا مقابل دعوة له (إن شالله تتجوز وحده حلوه).شاب ممسكا بيد فتاة يمرون بجانبه .زوج أخر ,تكاد رؤوسهم تلتصق ببعض ,منهمكان في حوار هامس.إزداد شوقا على شوقه لمي.لم يلبث أن عاد إلى الفندق.هداه تفكيره إلى الإتصال بشقيقته.كان شغوفا بمعرفة المزيد عن مي ولن يبذل جهدا للحصول على مايريد من فاطمه بأسلوبه الملتوي.
فاطمه:هلا حمد .من حظي ثاني مره تتصل علي اليوم.
حمد : هذا يزاي بسألج إذا تبين شي من مصر.
فاطمه:سلامتك .مانبي إلا ردتّك سالم لنا.
حمد:الله يسلمج.تعالي بغيت أسألج مي أم شنو كنت على طرّيف أسألها وترددت.
ردت فاطمه بهلع شديد:أشششوه إنك ما سألتها. شفيك ماتدري إنها لي الحين بنت ماتزوجت. دير بالك
تييب لها هالطاري إهي وايد وايد حساسه من هالموضوع.
حمد:ماشالله مو قاصرها شي حلوه وخلوقه وأهلها خوش أوادم .ليش ماتزوجت.
سردت له فاطمه تفاصيل رحلة مي مع من تقدموا لخطبتها منذ تخرجها من الجامعة,إذ آثرت إستكمال دراستها على الإقتران برجل,ثم رفض المرحوم والدها لكثيرين وإستمرت والدتها بإبراز عيوب المتقدمين مهما صغرت .ومنذ وفاة والدتها وبعد أن تجاوزت الثلاثين من العمر قل عدد من يتقدم لها و زادت عدد سنوات أعمارهم فكان الرفض من جهتها لا من إخوتها الذين تركوا لها حرية القرار.
كانت فاطمة تتحدث وحمد مشغول بتحذير شقيقته الشديد .
أنهى المكالمة وبدأ بتقليب صفحات نسخته من الكتاب الذي قدّمه لمي .تذكّر عبارات وردت على لسان بطلة الروايه تمهد لأحداث القصة.بحث عن تلك الفقرة,وبدأ بقراءتها:
“لم يسألوني عن رايي في الخاطب العربي,لكنّي بلا تردد موافقة عليه.فقد تجاوزت الثامنة عشرة من عمري,بعدة شهور,ويكاد يأسي من الزواج يبلغ منتهاه..آه..تأخر عني الفرح ,حتى تهرّأ قلبي مع تقلب الليل فوق النهار,وتعاقُب حر الصيف على مطر الشتاء.تمُر أيامي بطيئة ,وأنا متوحدة هنا .شاحبة الروح.حَيْرَى.”
شعر بغصة أثناء قراءتها ,لام نفسه ,نعتها بقلة الذوق على البطاقة التافهة التي قصد بها التقرب من مي والتي ستكون نهاية رحلة حبه القصيرة.وبدأ شعوره بمي يزداد عمقا وآدمية.
يتبع,,,,,,,,,,,,
وطولوا بالكم علينا قربت النهايه.
يعني تقول انها بالـ30 وعاقله وخوش وحده .. ما اتوقع بأثر عليها هالجم سطر الي قرته ويخليها تبجي او حتى ترد حمد ..
و الروايه صجيه ؟؟ اقصد الي اهداها حمد حق مي .. شنو اهيا ؟
اخر سطر خلاني اركد 🙂
زين هالبارت طويل
متابعين ..
ربما أثرت الأسطر بسبب حالتها ذلك اليوم
الرواية إسمها النبطي ليوسف زيدان والفقرة بداية (ص 14)
شكرا مقدما للمتابعه وحياكم الله
ما اروعك ، و أتمني ان تجد روعة الحب مكاناً لها في القصة الرائعة.
أنت الرائع على كلامك الحلو
وأمنيتك تضع مسؤولية إضافية علينا نتمنى أن تكون قدرتنا الكتابية على قدر هذه المسؤوليه
شكرا
ولا تحرمنا من تعليقاتكم
مطولين على الآخر
🙂
إن شالله مطولين بالكم لأنها عاجبتكم so far
وبإذن الله هانت
يعني راحت السكره ويت الفكره..
عقب ما عطاها الكتاب سأل أخته..الله يسامحه
بس الوصف..عجيب
لأ..ليش قربت النهايه..والله مستمتعين
الا اذا في بعد قصة عقبها ..
🙂
عطاها الكتاب لأنه جديد ومؤلفه مشهور والناس كانت تترقبه
الفقره قراها عالطاير وما أثرت فيه وايد ربما لأنها لاتعني له أكثر من بناء المؤلف لشخصية بطلة الروايه
إتصاله بأخته بسبب رغبته بأن يسولف عن ,ويسمع سوالف عن مي بإستخدام أسلوبه الملتوي مع أخته القرقيه
وبإذن الله الباقي من القصة أقل من اللي قريتوه
وإن شالله أكو قصة ثانيه عنوانها (الطراق) كتبت بدايتها من مده ويمكن أشغل مخي وأشغلكم وياي فيها
شكرا لمتابعتكم وتعليقاتكم وتشجيعكم
راح اطول بالي بس صج ودي اعرف شصار؟
انا بعد خايفه ان اللي يحس فيه حمد ردة فعل عكسيه بعد تجربته الفاشله ..ناطرين النهاية 🙂
يخاف كثيرون من أن تكون مشاعر حمد رد فعل لتجربته الفاشلة
حمد كما تبين لنا من هذا الجزء يعتقد أنه ليس أحدهم
فهل هو واثق فعلا؟
تابعونا
الحين اتبين حنكة حمد ولو إن قاثني بس ما عليه خل نشوف إشلون بيتصرف
يا قلبي يا مي عورة قلبي ذبحها بكرته و هو ما يدري
ما اعرف أصبر وايد
ناطرة الأخير
أدري حمد غثكم بس يمكن بالأجزاء اليايه يعجبكم
وايد مستعيله على الأخير يبيله جم يوم
الجزء الياي توقعوا فيه آكشنات
وبإذن الله الليله ينزل
حياج الله
يما ىاعيارت الريايل لما بغى يعرف اخبار مي دق على اخته علشان ياخذ الاخبار و العلوم بطريقه غير مباشره الله ىخليك ابى نهاىه سعيده ماابى يضيق خلقى اخر شى فينى بلاغه شف ابى اعرف باجر شيصير
الرجاء عدم التعميم
إذا ريال صار عيار كل الرياييل لازم يصيرون نفسه
والنهايه وما أدراك ياماما مالنهايه,أنا متأكد راح تعجب نا س وناس ماراح تعجبهم
رضا الناس غاية لا تدرك
شكرا للمتابعه
والله تسلم ايدك ريحت بالى علشان رضت تروح تتغدا معاه ان شاالله راح تشتغل الرومانسيه بهذه الروحه ونقراء اشياءحلوه تفرح قلوب العذارى
الله يسلمج ماما تريزا
الله يريح بالج دائما
وبإذن الله تجد العذارى والعيايز
ما يفرح قلوبهن في الأجزاء القادمة