T7l6m

حريق صغير في أقصى الغرب تصاعدت منه روح إلى السماء.روح مظلومة ,روح مقهورة ,روح مُشبعة بالمعاناة تحولت إلى سحابة غطت أرضها فترة.امطرت السحابة فغسلت أرض من إستبداد ونشرت روح من الأمل.تحركت السحابة شرقا وتوقفت فترة فتأملها الناس في الأسفل وأصابتهم عدواها فشعروا بالظلم الواقع عليهم وثاروا.فأمطرت تغييراً وحماساً وأملاً بعهد جديد ومستقبلا أفضل وكرامة وعزة تليق بشعب عريق.

لم تهنأ السحابة في موقعها بعدما أتمت مهمتها فتقهقرت غربا مستدركة مهمة تجاوزتها في عجالة حركتها.توقفت فوق صحراء مشمسة تارة ,ممطرة تارة أخرى, وساحل بديع على إمتداده الشاسع فأرسلت زخّات من حماس أيقظت رغبة أهلها بالحرية والكرامة فنهضوا وهبوا في وجه الطاغيه.أفاق الظالم من سكرته فهدد وتوعد وأزبد وأرعد من الصحراء إلى شبر منها مرورا بالشوارع والزنقات واحدة واحده.وبعد الخوف والإنكماش تدارك نفسه و أستخدم مافي حوزته من بارود دون أن يكترث بمن يصيب وما يصيب ونشر الدمار ولم يعفي حتى بيوت الله .سالت الدماء وإنتشرت الحرائق وتناثرت الجثث .إستنشقت السحابة رائحة الدم المختلط بالبارود فراقت لها تلك الرائحة وطلبت منها المزيد.وكلما تصاعدت أعمدة الدخان إزدادت السحابة نشوة وقسوة وشراً.ولما طال الحال بها والأمور تراوح أسفلها دون تغيير سأمت وسعت إلى الإثارة والمزيد من الدماء.وإتسم سعيها بخبث شديد ولؤم أشد.
إقتطعت جزء منها وأرسلته شرقا محملا بشرّ عارم وشيطنة تهدّ الجبال هدّا:الفتنة.جاءت إلينا بالفتنة وكلها أمل أن تتأمل الدماء أنهارا والدمار شاملا عاماً .سلاحها فتاك بيد الجاهل يحيل العاقل مجنونا ويحيل الجماهير إلى رعاع ويفرق بين الشعب الواحد مالم يواجه بالحكمة والعقل .يجمّد التفكير و يثير الحماس الزائف والحميّة التافهه.يوحّد فكر كل فريق فلا يرى إلا صحة موقفه وسداد رأيه .وما أن ينجح في مخططه ويبلغ منتهاه حتى يلوم كُلٌّ نفسه ويدرك خطيئته بحق جماعته وشعبه ووطنه.حينها يكون قد فات الأوان ولن ينفع البكاء والندم على الدم المسكوب.
وتتلذذ السحابة في السماء ويستمتع عشاق الدمار بإستثمار الطائفيه.
ويضحك الجميع على من أراد أن يحرق بها ونجح لكنها أحرقته بنارها.