كان للقنبله مفعول السحر على الموظفين وكان أول من تأثر بها من دعاني للشكوى ضده.فاجأني بسرعة إستجابته لتأثيرها حينما ضغط زر لديه وإستدعى المراجع التالى وإزداد تعجبي حينما نظر تجاهي نظرة المُحرج رافعا يده بخجل ملوحا.بدأت الشبابيك تمتليء تدريجيا بالموظفين حتى إكتملت.توالت دقات الجرس ,تعلن كل منها عن دعوة مراجع لأحد الشبابيك.كنت كالحالم في تلك الأثناء و تضاعف شكي بيقضتي حينما رأيت ماقامت به الموظفه ذات الصوت الأجش والذقن الخشن.
نهضَت من كرسيها وعبرت الحاجز الفاصل بين الموظفين والمراجعين متجهة نحو المرأة العجوز وطلبت منها بصوت خفيض ,لكنه مسموع بوضوح,أوراق معاملتها والبقاء في مقعدها.لم أكن بعيدا عن العجوز إلا إني دنوت منها حينما شاهدت الموظفة مقبلة تجاهها.كررت العجوز الأرمله بإنكسار شكوى ضيق ذات البين نتيجة تأخر حصولها على راتب زوجها الراحل.
شعرت بغصة لحالها زالت حال سماعي كلام الموظفه لها :”حجيه,على مسؤوليتي ماتطلعين اليوم إلا معاملتج خالصه”
ردت العجوز تمسح عبرة جادت بها مقلتها :”الله يواليج العافيه يابنيتي ويخليج لعييلج”
أجابت الموظفه بإبتسامة واسعة لم أكن أتصور قدرتها على الإتيان بمثلها : ويييه حجيه “شعّييله” إللي عندي سلمج الله “بغول” وكلهم متزوجين .نطريني ,خمس دقايق ومعاملتج جاهزه إن شالله
ردت العجوز:”الله يحفظج ,ولا يخلينا من أمثالج”
لم ألحظ بسبب إنشغالي بحوار جارتي العجوز حركة دبّت وراء الشبابيك خلف الموظفين.رأيت شخصا نحيلا متوسط القامه في أواخر العقد الخامس من العمر يرتدي نظارة ذات إطار بلاستيكي أسود ,ودشداشة بلون السماء الصافيه زر ياقتها غير مثبت (قولته مهدّله).كان جليا من حركته الدائمه و,حثّه الموظفين على سرعة العمل ,وإجاباته على إستفسارات بعضهم ,أنه مسؤولهم .
عادت الموظفه بعد قليل وسلّمت العجوز معاملتها التي كالتها بعبارات الشكر والثناء والدعاء لها .غادرت العجوز مخلفة وراءها سلسلة من الأدعية ذات العيار الثقيل للموظفه التي وقفت منصتة ترافق العجوز بنظرها حتى توارت خلف بوابة الإداره وإنقطعت سلسلة الدعاء.أطلقت الموظفه تنهيدة إرتياح ثم عادت إلى شباكها.
إستمرت رنات جرس نداء المراجعين إلا أنها تباعدت بين رنة وأخري مع تناقص أعداد المراجعين حتى توقفت و خلت الإداره من المراجعين بعد أقل من ساعه
كنت أهم بالمغادره حين جاءني المسؤول
:خير أخوي عندك معامله
أنا:مشكور,كنت ناطر المندوب بس تأخر. حضرتك المسؤول؟
أجاب بزهو:إي نعم صار لي خمس سنين ماسك الإداره
أنا:ماشالله عليك إدارتك مثل الساعه المراجع مايطول خمس دقايق عندكم,الله يكثر من أمثالك.لو اكو واحد مثلك بكل وزاره جان محد شكي من العطال والروتين.
رد وهو يترنح نشوة ولا يقوى على الوقوف منتصبا من فرط السرور :شوف أخوي أهم شي المتابعه .شفايدة المسؤول مسكّر مكتبه ومايدري شيصير مع المراجعين,(قلت بقلبي هيّن) -وأردف-حياك إشرب جاي على ما يوصل مندوبكم.
أنا:جزاك الله خير -وأضفت ضاحكا -مانبي نخسّر الحكومه.
لا ماقصرت بس مستعيل .إن شالله باجر أمركم أسوي معاملتي وأشرب الجاي.
خرجت من الإداره,وتجولت في عدة وزارات فرأيت تسيبا: جموع من المراجعين الممتعضين وموظفين أقل مايوصفون بالمستهترين ومسؤولين من علامات يوم القيامه .كنت آمل أن يكون للقنبله تأثير أوسع نطاقا إلا أن تأثيرها المحدود من حيث المساحه ,لا الفعاليه,لم يفت من عضدي ولم يسلمني لليأس .
خرجت من المجمع منتصرا في معركه متأهبا لمعارك مقبلة في الحرب لجعل الكويت درة كما أريد
وتريدون
وإن طاب لك/لج عاود
يتبع,,,,,,,,,,,,,
اتمني تصير عندك معاملة في الهجرة وطبعا لازم تكون القنبلة إياها معاك وبنشوف شيصير؟؟؟؟؟
لا تستعيل ,كل شي بوقته حلو
تابع وستجد الجواب
حياك الله
ما تدري اشكثر استانس لما اشوف ناس جذي
اي والله .. الله يكثر من امثالهم ويهدي الباجي و لو اني شاكة انهم بتعدلون
بانتظار البقية 🙂
آنا بعد استانس لما أشوف ناس جذي
بس جم واح أكو منهم بالصج
الله سبحانه الهادي
حياج الله
الله 🙂
حيل استانست
متى نعيش هالحلم؟!! 🙂
مادري متى
بس الحلم إبلاش
خل نحلم على كيفنا