شقّت السياره طريقها ببطء ,وسط الزحام المزمن للطرقات العابره للضواحي ,بإتجاه المبنى الأبيض الكبير المسمى “مجمع الوزارات” والذي يقع على حدود المدينه بالقرب من إحدى بواباتها التاريخيه.
وما أن بلغت موقع المبني بدأت رحلة أخرى في مواقف السيارات المخصصه للمراجعين بحثا عن موقف شاغر .وبعد مشقة وجدت أحدها في أقصى المواقف (بقلعة وادرين) وقطعت مسافة طويله مشيا حتى بلغت المبنى .ولجت المبنى ,لاهثا من فرط المشي والرطوبه الخانقه, و يدي في جيبي ممسكا بالقنبله التي لففتها بكمية من المحارم الورقيه.
مررت كغيري من المراجعين والموظفين عبر البوابه الأمنيه الكاشفه للمعادن.
تلك البوابه التي ما فتأت تحذر صوتيا وضوئيا رصدها جسم معدني وماإنفك رجال الأمن يتجاهلون تحذيرها.
تلك البوابه التي ما فتأت تحذر صوتيا وضوئيا رصدها جسم معدني وماإنفك رجال الأمن يتجاهلون تحذيرها(مكرره بالعماله لأن الجمله متعوب عليها وما أبيها تطوف جذي)
عبرت البوابه “أخضخض” يدي وبُركان من التحلطم يكاد ينفجر في جوفي بسبب تلك البوابات التي لم أرى مبررا لوجودها سوى رغبة المسؤولين بإعطاء الموظفين جرعة إشعاعيه مخففه لتنشيطهم للعمل.
تذكرت وأنا متجه لهدفي,مقولة أحد الأصدقاء بأن مجمع الوزارات لا يُجدي معه سوى قنبلة ذريه وروح التفاؤل والحماس طاغية على مسحة اليأس المرتبطة بتلك المقولة
بلغت هدفي وهو إدارة مرتبط عملها بشكل مباشر بالمواطنين فإذا بساحتها ملئا بالمراجعين.أخذت قطعة ورقية صغيره موسومة بالرقم 89 و نظرت إلى لوحة الأرقام الكهربائيه فإذا بها تشير إلى الرقم 13
فضّلت الوقوف على الجلوس في أحد المقعدين الخاليين خوفا من الحساسيه إذ أن أحدها كان ملاصقا لإمرأة حسناء أما الآخر فكان بالقرب من رجل أشعث الشعر وآثار العرق بادية في أنحاء متفرقة من دشداشته
وأتاح لي الوقوف الإطلاع على مايقوم به موظفو شبابيك الخدمه ومن وراءهم زملاءهم في المكاتب والإستماع إلى تعليقات المراجعين ,أعني شكواهم الهامسه
لاحظت كذلك أن لوحة الأرقام تشير بإستمرار إلى الشباك رقم 7 حيث تقبع خلفه إمرأه منبّتة الصله بالأنوثه فصوتها الخشن , وهي تنهر مراجعيها , لايغطيه الهمهمات الصادره من القاعه أو صخب زملاءها من حولها,ووجهها تبدو واضحة فيه آثار الحلاقه.وكان من يغادر شباكها يحمل أوراقه كما هي ويمشي إما متثاقلا مطئطيء الرأس وإما مسرعا يسبقه تذمره من سوء الخدمه
كان متواجدا في شبابيك الخدمه الخمسة عشر ,بالإضافة إلى الموظفه المرعبه, إثنان من الموظفين وموظفة أخرى فيما خلت باقي الشبابيك من الموظفين
كان جليا أن الموظفه تطلب مساعدة أحد الموظفين لحجز تذكرة سفر إلى دبي فيما هو منهمك في الآيفون باحثا عن بيانات الأسعار ومواعيد المغادره ويبلغها بها مع مقارنتها بكل من الجزيره والوطنيه
و كان الموظف الآخر يواجه كوبا ورقيا يحمل رسما لأيل (كاريبو)ولا يقل إنهماكا عن زميله بهاتف نوكيا داثر
وكان ظاهرا خلف الموظفين زملائهم في المكاتب ذات الجدران الزجاجيه وهم يتناولون الشطائر والمعجنات (صمون وفطاير) فيما خرجت مجموعه من الموظفات من مكتب مجاور غُطي زجاجه بورق الصحف وهن يمسحن أيديهن و حلوجهن (من الصعب وصفها بالثغر لضخامة براطم معظمهن) بمناديل مرطبه تتبعهن عاملة نظافه تحمل مجموعه من الأواني البلاستيكيه الفارغه
كنت في غاية الألم وأنا أستمع إلى تذمر إحدى المراجعات العجائز على تأخر معاملتها وما سيترتب عليه من تأخر صرف حصتها من راتب زوجها المتوفي شهرا آخرا علما بأنها تراجع هذه الإداره منذ أيام دون إنجاز معاملتها
دفعتني شكواها إلي الى الطلب من الموظف الذي يعبث بالنوكيا النداء على الرقم التالي فأجابني بكل صفاقه:”مو عاجبك إشتك عند المسؤول”
سحبت بدون تردد دبوس الأمان من القنبله وهي ماتزال في جيبي وألقيتها ككومة من المناديل الورقيه في سلة المهملات بالقرب من شباكه وتراجعت وسط المراجعين
يتبع,,,,,
عجييييييييييييييييييب!!!!
وصف دقيق والله حسستني بيوم من ايام الي راجعت:)
الفرق اني مالبس دشداشه 🙂
ماشالله عليك…مُبدع
انتظر مابعد اليتبع…
هذي لازم انصنفه تحت قصص الرعب والله!!
هذا من ذوقج
والإبداع عندكم إحنا نطقطق
ونتعلم منكم صياغة التفاصيل وشلون بدر يقضم التفاحه وهو يتلزق بفطيما أم موضي
ونحولها صمون وفطاير
حياج الله
ماشاء الله ….
قعدت اقرا وانا باقة عيوني ..
بس الصراحة تفاصيل خيالية.. كله ولا سالفة الثغر ضحكتني والجملة اللي حضرتك تعبان عليها ..والله صج متعوب على صياغتها 🙂
الله يعطيك العافية
وبروح انبش ببلوقك عن الاجزاء اللي طافتني من هالسلسلة
🙂
شكرا لكلماتك المشجعه
والله يقويج
وراح تلقين باقي الحلقات إذا ضغطتي على كلمة “إشاعات” فوق في مجالات التحلطم أو أعلي البوست مع تاريخ كتابة البوست
لله درك يا تحلطم لقد وصفت فصورت ، يا لها من صورة تعيد للاذهان ما يراه الانسان عند مراجعة وزارات الدولة ، و القهر ان مالك فكه منهم و ربعك ياخوي يبي لهم مفاعل نووي مو قنبلة ذرية
ودرك يالحبيب
وسالفة يبيلهم مفاعل
أترك إجابتها للقادم من الحلقات
شكرا للمتابعه،وأدري طالت بس شسوي بلاوينا وايد
عجيبه
لا يوقف 🙂
جداً مستمتعه واسلوبك رائع في السرد والتفاصيل 🙂
من ذوقج
وإن شالله الحلقه القادمه هاليومين
حياج الله
تضحكني “القطات” مابين السطور 😉
أشوه
حاطينها على هالأساس
وإن شالله تعجبكم الحلقات اليايه
اللـــــــه
اليوم كان المود
action 🙂
مستمتعة و مندمجة
كممممممممممل
إن شالله يزيد الإندماج مع زيادة الأكشن
حياج الله
شوقتني
إن شالله مايطول عليكم الجزء القادم
سؤال ..
شنو فلم الاكشن الي كنت متابعه قبل لا تكتب البوست هذا
قطيت القنبله بالزباله ” وانت بكرامه ” وما ادري شنو ..
>> تصويرك من فلم اكشن مار علي بس مو ذاكره ;qq
بس الصراحه النص عجيب وفطس من الضحك
شكرا
و قواك الله
^_^
والله من أفلام مخي
وشكرا على الإطراء
وثبتي الحلقه اليايه الحوار مع المسؤول
نفس الشعور
حياج الله