يحكي صديق حكايه من إحدى أركان ذاكرته
يقول في أحد الأيام البارده في منتصف التسعينيات
وأثناء صعودي السلم الحديدي المؤدي لسكني
حاملا بيدي كيسا بلاستيكيا يحتوي حليبا وخبزا حمدت ربي كثيرا
فلم أبذل أي جهد للحصول عليهما
فكل ماقمت به هو تناولهما من أماكنهما في السوق المركزي
ولم أدفع مقابلهما نقدا
إذ ناولت المحاسب بطاقة بلاستيكيه مررها على جهاز وأدخلت بعض الأرقام
وها أنا أحمل مشترياتي المتواضعه إلى منزلي
وفي لحظة تذكرت أحوال المسلمين في البوسنه
(وكانت الحرب مستعرة فيها والمذابح جاريه والدماء تراق)
يقول :في تلك اللحظه شعرت بحزن شديد وحمدت ربي كثيرا
فبلا جهد مني أحمل ما أحتاجه وأذهب إلى دفء بيتي في أمان
وهذه نعمة كبيره وفضل ليس لي يد فيه
وقارنت نفسي بمن يعاني الويلات في البوسنه
فهم لم يكونوا فقراء من قبل أو معوزين
بل كانوا في مساكن مريحه ويعملون في المزارع والمصانع
وهم أناس متعلمون وأصحاب مهن فمنهم الأطباء والمهندسين
وفي لحظات ساءت أحوالهم وإفتقدوا كل شيء حتى الخبز
يقول صديقي
لحظتها أحسست بقيمة ما أحمله بيدي وبنعمة الأمن وبمعنى الدفء
حاولت كثيرا تفسير دوافع ذكراه
هل أن صديقي كثير الحمد, أم هي القناعة التي تعد اهم صفاته, أم كلاهما؟
ولا أدري لماذا أرجعها إلى القناعه التي تضيء كل مافيه
مرة اخرى الحمدلله على نعمته و نعمه ، و الحمدلله على نعمة نكاد جميعا ننساها او حتى نجحدها الا و هي نعمة العيش في الكويت ، الكويت بلد الخير و الخيرات و اهلها و سكانها بعد طيبين ، دائما يتذكرون و يشاركون الغير احزانهم و مآسيهم ، و الحمدلله رب العالمين
فعلا
القناعة كنز لا يفني
وكم قنوع لايملك…مبتسم وسعيد
وكم قانط و طامع يملك الكثير…مكفهر الوجه وتعيس
دايما اقول دعاء لما احس اني بديت افقد خيوط قناعتي
اللهم اني اعوذ بك من نفسٍ لاتشبع
مساك الله بالخير اخوي
فعلا القناعه هي الغنى
وشكرا على التذكير بالدعاء
ومساك الله بمثله
استشعار النعمة
وتذكر أنها إلى زوال في أي لحظة
وحمد الله عليها بالفعل لا بالقول فقط
هذا بحد ذاته نعمة
فكم من أصحاب نعم في غفلات طويلة وأبدية
فعلا الإحساس بالنعمه طريق للحمد
وحياك الله
النعمة، والصحة منها، لايُشعر بها إلاّ عند فقدها
أكيد الصحه أهم النعم
وبدونها ما تسوى كل الماديات شي
وحياك الله
لا تعرف قيمه الشي حتى تفقده!
انا حاليًا بالمشفى مع اختي المريضه و احس بالنعاس والتعب في هذا المكان التعيس بدون فراش فقط على الكرسي و الجو شبه حار .. تذكرت قبل يومين عندما تسحرت الفجر و صليت ثم تمددت على فراشي الواسع في الغرفه البارده الهادئه وانا اشعر بالملل! و اني لا ادري مابني فقط غير مبتهجه! ( اعلم ان الكثير يمر بهذا الوضع كما نقول هنا في الكويت – ماكو شغل و ملاقه-) ولكن الآن رغم التعب إلا اني اشعر بالراحه لان وضع التعب هذا مؤقت و وضع الراحه والرخاء هو الغالب في حياتي، كأن ربي يريدني ان استشعر الفرق واحمده …الحمدالله كثيرًا الحمدالله مرارا.
حياك الله
والحمد على النعم والإحساس بالنعمه هي نعمه بذاتها
شوفي بوست”النعمه زواله” وإنشالله يعجبج